تواصلت كامل الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت عمليات البحث تحت الأنقاض في موقع مصنع الموبيليا بمنطقة الحمادة التابعة لبلدية حمام سوسة وبتظافر جهود الحماية المدنية والجيش الوطني وقد علمت "الصباح" أن عاملين آخرين توفيا جراء تساقط الركام وبقايا البناء فيما لايزال يقيم إثنان آخران بقسم العناية المركزة بمستشفي سهلول وبذلك يبلغ عدد الضحايا 5. أما بقية المصابين الذين تم الاحتفاظ بهم في المستشفي فعددهم 6 وإصاباتهم تتراوح بين الكسور والجروح في الوجه وأماكن أخري مختلفة وقد أدى السيد المنذر الزنايدي وزير الصحة العمومية صباح أمس السبت رفقة السيد الطيب الراقوبي والى سوسة زيارة إلى المصابين في مستشفي سهلول ورفع من معنوياتهم واستفسر الأطباء عن حالاتهم. الشاب عبد الفتاح يقيم بقسم العظام بالمستشفي تعرض لكسر وإصابات مختلفة في الوجه وحالته مستقرة، أما زميله زهير فهو أب لطفلين تعرض لكسر في اليد. وأكد أن ساعة سقوط السقوف عليهم كانت كالزلزال وقد علم بوفاة زميله نبيل وهو رئيس فريق عمل وكان غير بعيد عنه أما زميله "شبيح" فقد نجا من الموت بأعجوبة. وقد علمنا أن المصنع شهد منذ عدة أشهر أشغال توسعة وبناء إدارة جديدة، كما شهدت الورشة والمخزن أشغال توسعة وذلك بإقامة طابق إضافي ويبدو أن أسس الطابقين السابقين لم تتحمل ثقل الطابق الجديد فإنهارت كلها وحسب تصريحات بعض العمال فإن العديد منهم غادر مقر العمل لأداء صلاة الجمعة وذلك بترخيص من إدارة المؤسسة في حين واصل بقية العمال أداء واجبهم. وبالرجوع إلى تفاصيل أشغال البناء فقد علمنا أن صاحب المصنع كان قد تحصل على ترخيص لبناء طابق سفلي سنة 1998 وواصل بناء طابق ثان دون الحصول على رخصة، الأمر الذي جعل المصالح البلدية تصدر قرار هدم بشأن الطابق الثاني وقد قدم في شهر سبتمبر الماضي ملف توسعة به تصميم للخرسانة المسلحة. و قبل أن ينتظر الرد بادر إلى مباشرة الأشغال، هذا وقد علمنا أنه تم بعد ظهر أمس دفن ضحايا هذا الحادث، وقد قامت السلط الجهوية بمواساة أسر الضحايا.