تونس الصباح: أثار توجه وزارة التربية والتكوين الرامي الى سحب اجتياز مناظرة ختم التعليم الأساسي على تلاميذ التاسعة أساسي بالاعداديات النموذجية على غرار بقية المترشحين. ضجة في صفوف جانب من أولياء النخبة التلميذية وبلغتنا في الغرض أصداء عن الاستياء والتململ السائد في صفوفهم ولهجة الانتقاد الحاد لمشروع المنشور المنتظر صدوره قريبا والداعي الى تكافؤ الفرص بين مختلف المتناظرين والمحافظة على حظوظ الجميع في الارتقاء. وتأتي ردة الفعل هذه على خلفية اقدام وزارة التربية والتكوين بعد انطلاق السنة الدراسية على اعلان عزمها إلغاء المنشور الصادر سنة 2007 والذي يسمح بالارتقاء نحن المعهد الثانوي النموذجي لكل تلميذ بمؤسسة نموذجية تحصل على معدل سنوي يناهز 15 من 20 دون المرور عبر هذه المحطة التقييمية، فيما يفترض اجتياز من يقل معدله عن السقف المحدد للمناظرة للارتقاء الى ثانوية نموذجية. ويرى الأولياء في هذا التراجع ارباكا لأبنائهم ومراوغة للمقومات التي انبنت عليها اختياراتهم لمواصلة الدراسة الاعدادية في مدرسة نموذجية على أساس المرور آليا الى مدرسة النخبة الموالية ووصف البعض منهم قرار الوزارة بالمؤشر بشكل سلبي على معنويات التلاميذ، مما ولد الخشية لديهم من وقع تداعياته على تركيزهم ومردودهم أيام المناظرة، معولين على تفهم الوزارة للأوضاع المتوترة التي أفرزتها الأخبار المتواترة حول هذا التوجه والتي إن لم تكتس صبغة رسمية قانونية بعدما ما لم يصدر منشور عن وزير التربية والتكوين فإن المذكرة التي وصلت الاعداديات النموذجية الأسبوع الماضي أججت هذه الاحتجاجات على اعتبار أنها تدعو الى تعمير مطالب الترشح لاجتياز المناظرة على غرار تلاميذ الاعداديات العادية. في هذا السياق تجدر الاشارة الى أن مطلب الترشح تم توزيعه على مختلف تلاميذ التاسعة بكافة المدارس. علما أن الترشح يبقى اختياريا في جوهره فإنه يعتبر إلزاميا للارتقاء الى المعاهد النموذجية بالنسبة للاعداديات العادية ويتوقف على شرط المعدل السنوي لتلاميذ النخبة الى حدود تاريخ المناظرة الأخيرة لسنة 2009، فهل سيتغير الوضع نهائيا خلال جوان 2010 مع حلول موعد هذه المناظرة في نسختها الجديدة بما يكفل أكثر انصافا وعدلا امام كافة التلاميذ دون تمييز بين المنتمي الى النخبة أو العامة في المنظومة التربوية؟ الأصداء التي بلغتنا منذ تسرب خبر تفكير الوزارة مطلع السنة الدراسية في ارساء مبدإ الفرص المتكافئة بين الجميع تجعل من هذا التوجه مطمح العديد من الأولياء ومن المنتمين الى الأوساط التربوية الذين لا يرون أي موجب للتمييز بين الشريحة التلميذية الواحدة في الظفر بمقعد مستحق من هذا التلميذ أو ذاك بالمعاهد الثانوية النموذجية لتكون المناظرة الفيصل والأداة الحاسمة في تحديد الوجهة القادمة لكل تلميذ. وعلى كل حال تبقى كل الاحتمالات واردة حول هذا الموضوع ما لم يصدر رسميا منشور الوزارة.