تونس الصباح أحيل يوم السبت الماضي على أنظار الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس، ملف قضية مخدرات من الحجم الثقيل، المتهمون فيها 19 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 25 و53 سنة، أحضر 17 منهم موقوفين فيما أحيل اثنان بحالة فرار. أما دائرة الاتهام فوجّهت لهم تهم تكوين وإدارة والانخراط في عصابة تنشط داخل البلاد وخارجها، وتهريب وتوريد المخدرات المدرجة بالجدول «ب»، والاستهلاك والترويج للمخدرات المدرجة بالجدول «ب». وحسب ما جاء بملف القضية من وقائع، فإن معلومات وردت على الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات تتعلق باندماج مجموعة من الأشخاص التونسيينوالجزائريين في عالم المخدرات وتهريبها من الجزائر عبر الشريط الحدودي الشمالي، ثم إدخالها إلى العاصمة حيث تتم عملية بيعها للمروجين. وبناء على المعلومات المذكورة، أذنت النيابة العمومية بوضع عناصر الشبكة تحت المراقبة، وقد أسفرت التحريات عن إيقاف شخص تونسي ألقي عليه القبض بينما كان بصدد تسليم 10 قوالب من عجين «الزطلة» إلى شخص جزائري، تزن 5 كيلوغرامات. كما عثر المحققون على 30 قالبًا من «الزطلة» تزن 15 كيلوغرامًا بمنزل المتهم الذي كان يخفيها بغرفة ابنته بمنزله الكائن ببني خلاد بنابل. وباستنطاقه من قبل أعوان الأمن صرح أنه أصيل ساقية سيدي يوسف، ونظرًا لظروفه المادية القاسية انتقل إلى منطقة بني خلاد بنابل وأصبح يتاجر في الخضر والغلال وينتقل بين مسقط رأسه بساقية سيدي يوسف وبني خلاد، ويوم 8 نوفمير 2008 تعرف على شخص جزائري اقترح عليه أن يتكفل بنقل 20 كلغ «زطلة» من الساقية إلى العاصمة للاتجار فيها وأمره بأن يسلم 5 كغ منها إلى شخص جزائري سيلتقيه بمحطة باب عليوة، فأخفى كمية «الزطلة» بصناديق الخضر ثم احتفظ ب15 كغ منها بغرفة ابنته. وواصل المحققون تحرياتهم وألقوا القبض على 15 شخصًا آخرين من عناصر الشبكة، فيما تحصّن اثنان جزائريان بالفرار. ومن بين الموقوفين موظف مولع بتربية الكلاب أصبح يساعد أفراد العصابة في تهريب «الزطلة» من الجزائر إلى تونس عبر الحدود، وأما بقية المشتبه بهم فهم عمال يوميون وفلاحون وقابض بشركة. وقد كشفت التحريات أنهم وزعوا الأدوار فيما بينهم، حيث اختص بعضهم بتهريب المخدرات من الجزائر فيما تكفل البعض الآخر بنقلها من الشريط الحدودي وترويجها بتونس العاصمة. كما أن أحدهم، وهو تاجر في الملابس الجاهزة والعطورات، اندمج مع المجموعة وساعدهم على إخفاء السيارات التي تأتي من الجزائر محمّلة بالمخدرات لقاء عمولة مالية قدرها مائتي دينار عن كل عملية، كما تبيّن أن أحدهم مختص في تهريب المحروقات أيضًا، وقد تمكن من نقل كيلوغرامين من «الزطلة» من الحدود إلى العاصمة بعدما ثبتها حول بطنه بواسطة حزام نسائي مخصص للتنحيف. كما كشفت الأبحاث أنهم هرّبوا سابقًا كميات كبيرة من «الزطلة» من الجزائر إلى تونس. وفي خاتمة الأبحاث أحيل المتهمون الموقوفون على قاضي التحقيق حيث تراوحت أقوالهم بين الاعتراف والإنكار. وبمثولهم أمس أمام المحكمة الابتدائية بتونس، قررت تأجيل محاكمتهم وذلك بناء على طلب محاميي الدفاع.