تونس الصباح يتحرّق العديد من التقنيين السامين المتخرجين من منظومة التكوين المهني إلى متابعة دراسة الهندسة.. وهم يتوقون إلى إخضاعهم إلى مناظرات ودورات تكوينية وتربّصات مهنية تمكّنهم من تحصيل المعارف اللازمة التي تسمح لهم بمواصلة دراساتهم العليا في اختصاصات هندسية وفتح المجال لهم مثلما تم فتحه للطلبة الحائزين على الاجازات العلمية. ويذكر في هذا الصدد أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا فتحت الباب لحاملي هذه الاجازات.. وفي إطار توسيع طاقة التكوين للدخول إلى المدارس الوطنية للدراسات الهندسية تمكّن حاملو الاجازات العلمية في عدة اختصاصات (الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاعلامية والجيولوجيا) خلال السنة الجامعية الجارية من الدخول إلى المدارس الوطنية للدراسات الهندسية. وتفيد معطيات الوزارة أنه تم انتقاء 2500 طالب من بين الحائزين على الشهادات العلمية لمواصلة تكوينهم الهندسي. وأمام الحاجة الملحة للمهندسين وفي ظل الاهتمام برواد مراكز التكوين المهني وخاصة في الاختصاصات المطلوبة بشدة في سوق الشغل يرى التقنيون السامون خريجو مراكز التكوين المهني أنه لم يعد هناك أي سبب مقنع يمنعهم من مواصلة دراستهم في الهندسة.. من البرنامج الانتخابي ويتطلع جلهم إلى الاسراع بتنفيذ البند الرابع من البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي (2009 2014) والرامي إلى »دعم مرحلة التكوين المؤدية إلى إكساب مؤهل التقني السامي وفي مرحلة لاحقة إلى إمكانية المواصلة في مسلك يؤدي إلى شهادة مهندس مهني«.. هذه المشاغل عبّر عنها المستشار عبد اللطيف الازرق خلال مداولات ميزانية الدولة لسنة 2010 بمجلس المستشارين.. ولمزيد الاستفسار عن المسألة اتصلت به »الصباح« فأفاد هذا المستشار الذي له إطلاع كبير على قطاع التكوين المهني لانه اشتغل سنوات طويلة مديرا جهويا للتكوين والتشغيل، أن الحل المناسب لاشكالية تسرب الشبان من منظومتي التربية والتكوين المهني، هو فتح آفاق مسالك التكوين المهني وجعلها تنتهي بشهادة مهندس مثلما هو معمول به في بلدان عديدة. وقال: »يجب أن تكون منظومة التكوين المهني منظومة متكاملة وأن تنطلق من شهادة الكفاءة المهنية ويليها مؤهل التقني المهني فمؤهل التقني السامي وتختتم بشهادة مهندس«. وذكر المصدر نفسه أنه يجب التعجيل بتكوين المهندسين من خريجي منظومة التكوين المهني لان ذلك يعد حافزا للشبان المنقطعين على الدراسة وحتى الذين لهم رغبة حقيقية في الالتحاق بمراكز التكوين المهني لكي يواصلون مسارهم التكويني.. ولاحظ محدثنا أن هناك عددا غفيرا من التقنيين السامين يريدون مواصلة دراساتهم للظفر بشهادة مهندس.. حاجة ملحة ولأن البلاد في حاجة ملحّة إلى عدد إضافي من المهندسين فإن الوقت قد حان لفتح الباب أمام هؤلاء التقنيين السامين خاصة وأن هناك مساع للرفع من عدد المهندسين ليبلغ 9 آلاف مهندس في السنة الجامعية 2014 2015 إضافة إلى وجود برنامج لتكثيف إحداث مدارس المهندسين خلال الخماسية القادمة. ويستدعي تنفيذ هذا المطلب على حد قوله مراجعة قانون التعليم العالي المؤرخ في 25 فيفري 2008 لانه نص على أنه لا يمكن أن يلتحق بالتعليم العالي إلا من كان حاملا لشهادة البكالوريا.. وبالتالي فإنه لا يمكن لخريج مركز التكوين المهني الذي لم يحرز على البكالوريا الالتحاق بمسالك التكوين الجامعي في اختصاص الهندسة..