الإنقسام الفلسطيني يتعمّق والحديث عن مصالحة، نفاق سياسي لا نتوقّع إغلاق ملف الأسرى قريبا.. وإسرائيل لا تريد الإفراج عن شاليط تونس الصباح: قال طلال عوكل المحلل السياسي في غزة ان الراي العام في القطاع يتوقع عدوانا جديدا. رغم حالة التهدئة غير المتفق عليها واشار عوكل في الذكرى الاولى لعملية الرصاص المصبوب إلى ان المشهد الراهن في غزة يوحي وكان الحرب لا تزال مستمرة أو أنها انتهت بالأمس ووصف عوكل الخطابات السياسية حول المصالحة الفلسطينية بأنها تأتي في إطار النفاق السياسي وأضاف بان الانقسام الفلسطيني الفلسطيني يتعمق يوما بعد يوم. واعتبر ان قضية الجدار الفولاذي معقدة وتتصل بالمخططات الاسرائيلية ومحاولات الاحتلال الترويج للقضية وكأنها مع مصر وليست مع الاحتلال. واستبعد عوكل اغلاق ملف الأسرى قريبا وقال ان اسرائيل ليست مهتمة بالافراج عن شاليط وتريد استثمار الموضوع لتبرير العدوان على غزة. وفيما يلي نص الحديث: حوار: آسيا العتروس سنة تمر على العدوان الاسرائيلي على غزة وكان الحملة لا تزال مستمرة فكيف هو المشهد في غزة في هذه الذكرى؟ - فعلا المشهد يبدو وكان الحرب لا تزال مستمرة أو كانها لم تكن قبل عام ولكن بالامس القريب وهذا لعدة اسباب اولها ان الراي العام يتوقع عدوانا جديدا في كل حين فالتهديدات الاسرائيلية لاتتوقف رغم التهدئة غير المتفق عليها ,حركة »حماس« تضبط الوضع بمعنى انه ليس هناك صواريخ على اسرائيل وهي بذلك تتعامل على طريقتها مع حكومة متطرفة في اسرائيل تهيء الراي العام لعدوان جديد، واهل غزة في المقابل يعيشون تحت وطىء هذا الترقب. ثانيا اثار الحرب لا تزال قائمة والدمار الكبير موجود في كل مكان واثاره النفسية على الناس واضحة ايضا ولم يحصل اعادة اعمار والحصار يمنع دخول المواد التي تستخدم في البناء، لا اسمنت ولا حديد كل شواهد العدوان قائمة وهي على اجساد الناس في المستشفيات وفي اعداد المعوقين والمشوهين واعداد الشهداء، لذلك الناس ما يزالون يعيشون نكبة العدوان بشكل حسي وبشكل نفسي ايضا في خضم كل هذه التعقيدات والتحديات ياتي مشروع الجدار الفولاذي على الحدود مع مصر ليزيد الطين بلة فكيف تنظرون إلى هذا الامر؟ بصراحة هذا الانقسام الذي نعيشه كفلسطينيين والذي يتعمق يوما بعد اخر له نتائج كارثية، اسرائيل تمارس الحصار لاغراض سياسية واسرائيل كدولة احتلال تريد ان تتخلص من قطاع غزة بكل ابعاده السياسية والاقتصادية والقانونية والانسانية ولكن غزة جزء من الاراضي المحتلة. الواقع ان هناك مخاوف لدى قسط من الفلسطينيين ولدى مصر من ان تدفع اسرائيل بقطاع غزة باتجاه مصر وبالتالي إلى انهاء القضية الاساسية ومعها قضية القدس واللاجئين. وفي ظل هذا الانقسام لا نتوقع بان يكون المردود السياسي لصالح القضية الفلسطينية، مصر لها موقف والوضع الراهن بسلبياته وايجابياته ينعكس على مصر. جذور القضية اذن ان مصر ترفض الانقسام وان تتولى مسؤولية تلبية احتياجات قطاع غزة كجزء من فلسطين واعفاء اسرائيل من مسؤولياتها ونفس الامر كان مع دور مصر في السعي للمصالحة، مصر لعبت دورا في الحوار و«حماس« عطلت الدور ولم توقع على الوثيقة المصرية. ومصر فشلت في مساعدة الفلسطينيين في تحقيق المصالحة. القضية متشابكة جدا. سيقال ان امريكا ودول اوروبية ايضاتريد هذا الجدار لمنع تهريب السلاح وهذا صحيح ولكن الجدار ليس قضية انسانية مطلقة وإنه قضية معقدة بابعاد انسانية وقانونية وسياسية واخلاقية تتصل بالمخططات الاسرائيلية وبالمصلحة الفلسطينية. كان المشكلة الاولى مع مصر وليست مع اسرائيل وكل القضية الان باتت لماذا تغلق مصر الانفاق وتجوع الفلسطينيين ولكن الحقيقة ان ما تريده اسرائيل ان تتحول مشكلة غزة لدى الراي العام إلى مشكلة مع مصر وان تبدو بريئة من دم عثمان ولكن كيف تفسرون تحركات المنظمات الانسانية والحقوقية المتوافدة على الحدود مع غزة وهي في اغلبها منظمات اوروبية اليس في ذلك ما يحمل مصر جزءا من المسؤولية؟ اولا اود ان اوضح انا اعيش في غزة ولست من »فتح« ولا من »حماس« ما يهمني المصلحة الفلسطينية ولاشيء غيرها حركة »حماس« في قطاع غزة تريد بقاء الوضع على حاله وتريد كيانا في قطاع غزة اما عن المنظمات الحقوقية والانسانية التي تتحدثين عنها وهي في معظمها تابعة لجهات اسلامية أو جهات اخرى لا تفهم الوضع عفوا ولكن ما نسمعه ان هناك منظمات اوروبية وغيرها وهي الا ن تقف ضمن قافلة شريان الحياة في انتظار السماح لها بالعبور فكيف تردون على ذلك؟ فلنكن صريحين منذ ستين عاما ونحن نناضل ولكن المجتمع الغربي لم يتفهم ولو قليلا مشكلتنا وكان دوما يدعم اسرائيل سياسيا وعسكريا وبكل الطرق لست معنيا بالدفاع عن مصر وما يهمني كما اسلفت مصلحة الشعب الفلسطيني، مصر لن تسمح بتجويع الفلسطينيين، هناك ابعاد سياسية معقدة للقضية ولا يجب التوقف عند ما ظهر وماذا عن المصالحة هل باتت من ضروب المستحيل في هذه الذكرى الاولى لعملية الرصاص المصبوب التي كان يجب ان تكون مناسبة لاعادة مسار الحوار إلى الطريق الصحيح؟ هناك مجال للمصالحة من خلال ما نسمعه من الخطابات السياسية التي تصدر عن القيادات وهي تأتي في اطار النفاق السياسي فما نلمسه على الارض من الانقسامات يتعمق كل يوم والناس المعنيين لا يريدون المصالحة الوطنية ونحن على ابواب سنة جديدة هل من بوادر بشان اتمام صفقة الاسرى؟ هناك تعقيدات كبيرة في هذا الملف كان الحديث يدور خلال الاشهر الماضية وفي مرات عديدة حول صفقة وشيكة لتبادل الاسرى وانه سيتم الافراج عن عدد من هؤلاء ولكن في كل مرة كانت الخيبة فاسرائيل ليست مهتمة بالافراج عن شاليط الذي مضى على اختطافه ثلاث سنوات ونصف ناتنياهو يتساءل اليوم لماذا لم تفرج الحكومات السابقة عن شاليط ثم ان اهتمام الراي العام الاسرائيلي بهذه القضية محدود. واسرائيل لا تريد انهاء قضية شاليط لتبرير اعتداءاتها على غزة. ناتنياهو يعتبر قضية شاليط اهانة لاسرائيل و«حماس« تعتبر من جانبها ان ما تقدمه اسرائيل لا يلبي طموحاتها خاصة وان الفلسطينيين قدموا الكثير من التضحيات وبالتالي لا اعتقد اننا امام اغلاق ملف الاسرى قريبا.