سعيد : ''ما حصل لا يتعلّق أبدا بسلك المحاماة بل بمن تجرّأ وحقّر وطنه في وسائل الإعلام''    هيئة المحامين: اليوم إضراب عام عن العمل وزقروبة تعرض للتعذيب    قيس سعيد يشدد على اتخاذ الإجراءات القانونية ضدّ أي مسؤول يُعطّل سير المرافق العمومية    زغوان .. الأولى من نوعها في الجمهورية .. إمضاء اتفاقية للوقاية من حوادث الشغل    أخبار المال والأعمال    ينشط في عديد المجالات منها السياحة .. وفد عن المجمع الكويتي «المعوشرجي» يزور تونس    تغيير كبير في غوغل.. إجابات بالذكاء الاصطناعي بدل الويب    طقس اليوم ...الحرارة في ارتفاع ؟    مهرجان علي بن عياد للمسرح يعود بالموسيقى السمفونية بعد غياب...مسرح الأوبرا يفتتح الدورة 33 ويختتمها وعرض دولي يتيم    إصدارات.. الإلحاد في الفكر العربي الإسلامي: نبش في تاريخية التكفير    محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا وتوقعات بنجاته    رئيس الدولة يكلف بنرجيبة بإبلاغ سفراء احتجاج تونس على التدخل في شوؤنها    طقس الخميس: أمطار ضعيفة والحرارة تصل الى 41 درجة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..هكذا ستكون درجات الحرارة..    هذا فحوى لقاء سعيد بوزير الداخلية..    استشهاد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في الضفة الغربية    رئيس الجمهورية يستعرض حجم الأموال الأجنبية المرصودة للجمعيات منذ سنة 2011    لجنة التربية والتكوين المهني والبحث العلمي تبحث تنقيح قانون التعليم الخاص    نمو مستمر للإسلام في فرنسا    عقارب: أجواء احتفالية كبرى بمناسبة صعود كوكب عقارب إلى الرابطة المحترفة الثانية.    ينتحل صفة ممثّل عن إحدى الجمعيات لجمع التبرّعات المالية..وهكذا تم الاطاحة به..!!    الطقس يوم الخميس16 ماي 2024    الكشف عن شبكة لترويج المخدرات بتونس الكبرى والقبض على 8 أشخاص..    متابعة سير النشاط السياحي والإعداد لذروة الموسم الصيفي محور جلسة عمل وزارية    دعوة الى إفراد قطاع التراث بوزارة    بعد تعرضه لمحاولة اغتيال.. حالة رئيس وزراء سلوفاكيا خطيرة    القرض الرقاعي الوطني 2024: تعبئة 1،444 مليار دينار من اكتتاب القسط الثاني    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: توقع انتعاش النمو في تونس إلى 1،9 بالمائة خلال السنة    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    مندوبية التربية بقفصة تحصد 3 جوائز في الملتقى الوطني للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية    أغنية صابر الرباعي الجديدة تحصد الملايين    بمناسبة عيد الأمهات..البريد التونسي يصدر طابعا جديدا    الإعلان عن تركيبة الإدارة الوطنية للتحكيم    عاجل : أحارب المرض الخبيث...كلمات توجهها نجمة'' أراب أيدول'' لمحبيها    حاحب العيون: انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمشمش    مكثر: وفاة شاب واصابة 5 أشخاص في حادث مرور    وزير الشؤون الدينية يؤكد الحرص على إنجاح موسم الحج    لاعب الأهلي المصري :''هموت نفسي أمام الترجي لتحقيق أول لقب أفريقي ''    على هامش الدورة 14 لصالون للفلاحة والصناعات الغذائية صفاقس تختار أفضل خباز    وفاة عسكريين في حادث سقوط طائرة عسكرية في موريتانيا..#خبر_عاجل    قطر تستضيف النسخ الثلاث من بطولة كأس العرب لسنوات 2025 و2029 و2033    وزير الفلاحة: قطع المياه ضرورة قصوى    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    علاجات من الأمراض ...إليك ما يفعله حليب البقر    وزير الرياضة في زيارة تفقديّة للملعب البلدي بالمرناقية    صورة/ أثار ضجة كبيرة: "زوكربيرغ" يرتدي قميصًا كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"..    من بينهم طفلان: قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية..#خبر_عاجل    وزارة المالية تكشف عن قائمة الحلويات الشعبية المستثناة من دفع اتاوة الدعم    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    أنشيلوتي يتوقع أن يقدم ريال مدريد أفضل مستوياته في نهائي رابطة أبطال أوروبا    اليوم إياب نصف نهائي بطولة النخبة ..الإفريقي والترجي لتأكيد أسبقية الذهاب وبلوغ النهائي    الأهلي يصل اليوم الى تونس .. «ويكلو» في التدريبات.. حظر اعلامي وكولر يحفّز اللاعبين    أول أميركية تقاضي أسترازينيكا: لقاحها جعلني معاقة    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا خيار غير الصمود
غزة في مواجهة العدوان..
نشر في الصباح يوم 17 - 11 - 2012

طلال عوكل.. عبد الناصر فراونة وسامح سيف اليزل يتحدثون عن المشهد في اليوم الثالث للعدوان..

لليوم الثالث على التوالي تواصل بالامس القصف الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ليسقط مزيد الضحايا ويخلف مزيد الخراب والدمار الذي قد لا يمكن التوقف عند حجمه الحقيقي ايزيد بذلك القطاع المحاصر الذي لم يشف بعد من جروح عملية الرصاص المصبوب قبل أربع سنوات
ويعيد فتح الجراح التي لم تندمل بعد, الصباح تواصل ما بدأته في عدد الامس مواكبة الاحداث الدموية في غزة ونقل شهادات أهل القطاع ومن بينهم المحلل السياسي طلال عوكل والاسير السابق عبد القادر فراونة والخبير الاستراتيجي المصري اللواء سامح سيف اليزل لينقلوا رسالة أهل القطاع الذين وبرغم المأساة المستمرة التي يعيشونها فانهم يصرون على الثبات والصمود في مواجهة الاحتلال الجاثم على صدورهم مجمعين على أن ما حدث لا يمكن أن يسحق ارادتهم أو يثنيهم عن مواصلة المعركة النضالية المستمرة منذ عقود في مواجهة أحد أسوأ وأبشع أنواع الاحتلال المتبقي في هذا العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين... المشهد في غزة لم يخل من تطورات وتحولات بين صواريخ حركة حماس التي يبدو أنها تطورت بشكل بات مزعجا للاحتلال الاسرائيلي الذي فوجئ بالامس بصاروخ يسقط على مشارف الكنيست الاسرائيلي وبين مواقف دول الربيع العربي التي اتخذت أيضا ولاول مرة تحركات تجاوزت بيانات الشجب والتنديد الى مستوى الزيارات الرسمية الى القطاع تعاطفا وتضامنا مع جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني... خطوات لم ترتق الى المستوى المطلوب بعد لوقف العدوان أو دفع اسرائيل للتراجع عن مخططاتها ولكنها ربما تحمل معها اشارات بأنه لم يعد أمام الحكومات العربية القائمة ألا تستمع لاصوات الشعوب... العدوان على غزة لم ينته حتما وفصول المعركة القادمة غير المتكافئة بين الجلاد والضحية لم تكشف بعد ولكن أغلب القراءات القادمة من غزة تذهب الى عملية انتقامية يحضر لها ناتنياهو استعدادا للمعركة الانتخابية ومنها للحملة الديبلوماسية التي تقودما السلطة الفلسطينية للحصول على صفة دولة مراقب في الامم المتحدة... صامدون صامدون سكان غزة ما انفكوا يرددون فهل بلغت الرسالة؟
حوار: اسيا العتروي
طلال عوكل من غزة:

«نعيش حالة حرب حقيقية.. وصواريخ المقاومة تصل لاول مرة موقع الكنيست الاسرائيلي»
كشف المحلل السياسي طلال عوكل من غزة أن العدوان الذي أراده ناتنياهو لتحقيق أهدافه الانتخابية يسير في عكس الاتجاه الذي يريده وأشار الى أن غزة تعيش حالة حرب مفتوحة وان القصف يشمل كل مناطق القطاع واشار عوكل الى أنه رغم المشهد القاتم فان معنويات اهل القطاع عالية فهي المرة الاولى التي تصل فيها صواريخ حماس الى مشارف الكنيست وأشار عوكل الى أنه من غير الواضح الى أين يمكن أن يتطور الموقف المصري أو ما اذا كانت الزيارات التضامنية الرسمية من مصر وتونس يمكن ان تشكل نقطة ضغط على اسرائيل أو تدفعها للتراجع عن عدوانها, ولم يستبعد عوكل تورط ناتنياهو في مجزرة أكبر كما في المرات السابقة ورأى أن احتمالات الغاء مصر اتفاقية السلام أو تعليقها غير واردة رغم الاجراءات التي اتخذتها مصر باستدعاء السفير الاسرائيلي وعودة سفيرها من تل أبيب وفيما يلي نص الحوار.
- لليوم الثالث على التوالي تواصل القوات الاسرائيلي قصف القطاع فكيف يعيش أهل غزة في ظل العدوان؟
-نعيش حالة حرب والقصف مستمر وهو يشمل كل المناطق ولكن هناك القصف الصاروخي للمقاومة وهو مهم أيضا وقد وصل الى مناطق بعيدة. كتائب القسام قصفت الكثير من المواقع وهناك أخبار تقول أن القصف بلغ الكنيست الاسرائيلي الموضوع لا يستهان به والقصف نوعي بمعنى القدس تبعد عنا نحو مائة كيلومتر وصواريخ الحركة على مشارفها طبعا اسرائيل لم تؤكد الامر ولكن حماس تشدد على ذلك. شوارع غزة خالية من المارة والسيارات الا من بعض المحلات المعدة للتزود للاحتياجات الغذائية تحسبا لاحتمال أن تطول الحالة ويستمر الهجوم.
الشعور العام السائد بين أهل القطاع أننا نحس وكأننا في وضع أفضل, ناتنياهو تورط في هذا العدوان, جاء بهدف انتخابي وكان يريد ان يحسن صورته ويكسب مزيد الاصوات بين اليهود في المناطق المتاخمة للقطاع وهؤلاء ينتظرون منه أن ينتقم لهم من صواريخ حماس. ومن هنا فان ناتنياهو قام بهذه الحملة وبدأها باغتيال قائد كبير والرد جاء في غير مصلحة ناتنياهو وبذلك يمكن القول أن الجبعة الداخلية الاسرائيلية تعاني من ارتباك شديد كما تشهد اسرائيل حالات نزوح كبير الى الشمال ولاننسى أن اسرائيل تكبدت هذه المرة خسائرأكبر سواء في عدد القتلى أو الجرحى.
-ما الذي يدفع الى هذا»الارتياح»في صفوف أهالي غزة وما الذي تغير هذه المرة؟
-هناك مناخ أفضل عربيا ودوليا, وموقف جديد وسريع من جانب مصر. ثم ان ناتنياهو يبقى مرتبك وهو متورط ولا يعي كيف يعود عن قراره. وهو من جانب أخر يواصل التأكيد على حرب برية ولا يستطيع ذلك بعد ثلاثة أيام من التصعيد. طبعا هذا لا يعني أن ناتنياهو لن يمضي الى التصعيد بالعكس سيسعى للتصعيد لكي يحصل على هدف كبير يعود به لمواطنيه. للتسويق بأنه قام بعملية ناجحة.
ولكن هناك اليوم قناعة بأننا في وضع أفضل وأن ما يحدث سيجر على ناتنياهو الفشل في الانتخابات القادمة واذا كان قام بتحالف في الانتخابات الماضية مع ليبرمان للحصول على 42 مقعدا بعد الحملة فقد لا يتمكن من ذلك المرة القادمة. الناس تعودوا على هذه الهجمات وهم يتدبرون أمورهم كما يستطيعون وهم محصنون من الخوف والرعب بل هناك اليوم احساس بنوع من الانتشاء وأننا في وضع أفضل في مواجهة العدوان وأن اسرائيل قد تورطت هذه المرة في غزة.
-هل سيكون من المبالغة أو من دواعي السذاجة والهروب الى الامام اعتبار أن التحولات في العالم العربي بعد الثورات الشعبية يمكن أن يساعد على تغيير المشهد؟
-على المستوى السياسي يمكن القول أن هناك تغييرا ولكن الامر غير واضح على مستوى توفر الارادة واتخاذ اجراءات حقيقية تغير المشهد. كما أسلفت سياسيا اتخذت مصر قرارا قويا عندما استدعت سفيرها ودعت الى اجتماع للجامعة العربية وعلى مستوى مجلس الامن, ربما يكون الشارع المصري اليوم في حالة غضب وهذا حاصل وربما يمتد هذا الغضب الى بقية الدول العربية والاسلامية ولكن الواقع أن شعورنا بالامان اليوم شعور مؤقت بالنظر الى حجم التعاطف ولكن استمرار هذا الاحساس بالامان لا يمكن أن يكون ببيانات الدعم والتنديد. لا ادري الى أين يمكن أن يتطور الموقف ولكن الزيارات التضامنية مهمة. السؤال الان هل تنضبط اسرائيل أو تتوقف بمنتصف الطريق نتيجة لهذا التحرك؟ هذا ما لا يعتقده ناتنياهو ربما يكون متجها لارتكاب مجزرة لتبرير عدوانه ومن هذا المنطلق أعتقد ان التهدئة ستحصل بعد ذلك كما حدث بعد عدوان 2008 ولكن ليس قبل ال48 ساعة القادمة.
-لو أمكن تحديد أهداف اسرائيل من وراء العدوان؟
-الهدف انتخابي وقد تكرر مرارا وحصل مع بيريز في 1996 وناتنياهو في 1999 وباراك في 2001 وأولمرت وليفتي في 2008 وهو بذلك يمارس نفس الاسلوب في توظيف الدم الفلسطيني في الانتخابات.
-هل يمكن اعتبار ذلك اختبارا لمواقف الانظمة العربية بعد الثورة وأيضا مدى تغيير الموقف الامريكي في بداية الولاية الثانية لاوباما؟
-الموقف الامريكي يقف تقليديا الى جانب اسرائيل ولايتغير فاسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن النفس حسب الادارة الامريكية ولا ننسى أن الادارات السابقة صنفت حركات الجهاد وحماس كحركات ارهابية وهي ترى أن ما تقوم به اسرائيل خدمة في محاربة الارهاب. الاختبارالقادم سيكون بين أوباما وناتنياهو خلال الانتخابات القادمة فقد تتدخل أمريكا لصالح جهات مناوئة لناتنياهو. وبالعودة الى المناخ العام في اسرائيل فهو مناخ جنون يأتي كرد فعل على اصرار الجانب الفلسطيني على الذهاب الى الامم المتحدة للحصول على صفة مراقب وليبرمان يهدد يوميا باسقاط السلطة الفلسطينية والغاء اتفاقات أوسلو ومنع الاستحقاقات المالية الفلسطينية وكل هذا يشير الى مناخ داخلي متأزم. ولكن مع ذلك نقول أن المعركة في الامم المتحدة محسومة لصالح الفلسطينيين واسرائيل ومعها واشنطن غير قادرة على اقناع الدول بعدم الاعتراف بفلسطين في الامم المتحدة ولدينا عدد وفير من الاصوات المؤيدة للمشروع الفلسطيني وسنكسبه.
-هل تتجه الضفة الى انتفاضة ثالثة؟
-ربما أسباب كثيرة في الضفة تؤشر الى ذلك ضيق العيش والتهديدات الاسرائيلية والعدوان على غزة كلها تؤشر الى حالة الغليان التي يمكن أن تؤجج الشارع الفلسطيني وربما تؤدي الى انتفاضة ثالثة قد لا تتأخر.
-ألا تعتقد أن أبو مازن خسر فرصة سانحة للمصالحة والانتقال الى غزة لمؤازرة أهل القطاع في محنتهم؟
-كنت أتمنى لو أن أبو مازن اتصل بخالد مشعل للقائه في القاهرة أو أي مكان اخر واعلان نهاية الانقسام ولكن هذا لم يحدث, أما عن زيارة أبو مازن غزة فلا أحد كان يتوقع ذلك فهو غير مرحب به في القطاع ولو كان الامر كذلك لتم الترحيب به مع الاعلان عن زيارة أردوغان.
-بعد اغتيال الجعبري هددت اسرائيل بأن عمليات التصفية ستستمرهل تعتقد أن قيادات الحركة مثل هنية ومشعل مستهدفة؟
-كل التهديدات تبقى قائمة بالنسبة لخالد مشعل ليس موجود بالقطاع وهو حاليا في السودان وفي قناعتي أن اسرائيل المتورطة تنتظر اصطياد قيادي فلسطيني اخر لتقول بعد ذلك أنها حققت أهداف حملتها هنية يدرك جيدا هذه التهديدات وقد سبق لاسرائيل أن عددت باستهدافه وبذلك فات القيادات تبقى حذرة الى حد كبير في تحركاتها. ليس لدى ناتنياهو ما يفعله سوى مواصلة حملته.

اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات والابحاث السياسية والامنية:

«نظام القبة الحديدية له عيوبه.. وكل الزيارات التضامنية لن تمنع إسرائيل من مواصلة عدوانها»
اعتبر اللواء المصري سامح سيف اليزل المحلل السياسي ورئيس مركز الجمهورية للدراسات والابحاث السياسية والامنية بالقاهرة أن العدوان على غزة كان بمثابة الاختبار لنظام القبة الحديدية الاسرائيلي وقد اتضح أن هذا النظام ليس خاليا من العيوب وتوقع الخبير المصري أن تمضي اسرائيل قدما في هجومها معتبرا أن التعاطف العربي والدولي لا يعني شيئا بالنسبة لاسرائيل وفيما يلي نص الحديث.
-ما هي الرسالة التي حملها الوفد المصري في زيارته الى غزة في خضم الهجمة الشرسة التي يتعرض لها القطاع؟
-نحن اليوم بالتأكيد أمام مشهد جديد وهجمة شرسة مماثلة لما حدث في ديسمبر 2008 من تشديد للحصار ومن تفاقم في الخسائر وفي الضحايا وفي اعتقادنا أن الهجمة لن تكون الاخيرة وناتنياهو وليبرمان وباراك سيكررون العمليات مرات ومرات. زيارة الوفد المصري حملت في طياتها عدة رسائل وهي أولا رسالة تضامن بوصول مصريين على مستوى رفيع الى القطاع خلال الهجمات, الرسالة الثانية موجهة الى الدول العربية ومعها تقول مصر أننا على خط واحد مع الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف. الرسالة الثالثة موجهة للشعب الفلسطيني أن مصر تقوم بتقديم المعونات المطلوبة من مواد غذائية وطبية لفائدة المحتاجين, اما الرسالة الرابعة فهي موجهة الى الراي العام مفادها أن مصر لا تقبل بهذه الهجمات ورغم أن مجلس الامن لم يتحذ قرارا بعد فاننا نرفض ما يحدث.
-وماهي الرسالة الموجهة للطرف الاسرائيلي وهل يطلب الوفد من حركة حماس وقف الهجمات على اسرائيل؟
-مصر قالت صراحة انها متضامنة مع الشعب الفلسطيني قامت من البداية بسحب سفيرها من تل أبيب واستدعت السفير الاسرائيلي للاحتجاج على العدوان على غزة ولكن هذه الاجراءات تبقى تضامنية بحتة ولا أعتقد أنها يمكن أن تشكل ضغطا على اسرائيل لوقف هجماتها. اسرائيل لن توقف العدوان بسبب الزيارة والاكيد أن اسرائيل لديها أهداف تسعى لتحقيقها من وراء العدوان.
-ما هي هذه الاهداف وهل ستتمكن اسرائيل من تحقيقها؟
-الاهداف الاسرائيلية واضحة وأولها هدم البنية الاساسية لكتائب القسام في غزة وثانيا هدم البنية التحتية الاساسية لكل الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية. الهدف الثالث هو الضغط على الشعب الفلسطيني حتى يثور على حماس ويرفض استمرار اطلاق حماس صواريخها على اسرائيل أما الهدف الرابع فهو سياسي ويتعلق بايقاف الاجراءات للوصول الى موعد 29 نوفمبر الذي تسعى السلطة الفلسطينية معه الى الحصول على صفة دولة مراقب في الامم المتحدة.
-هل يمكن للتحركات والخطوات التي أعلنتها مصر أن تتجاوز عتبة التعبير عن التضامن الى تعليق اتفاقية السلام أو مراجعتها؟
-لا أعتقد ذلك حاليا, العلاقات المصرية الامريكية ليست علاقات ثنائية بل ثلاثية وبالتالي فان مصر لن تقدم على هذا الخيار ومن هذا المنطلق لا أعتبر أن الزيارات التضامنية للوفود العربية من مصر أو تونس ستوقف العدوان، اسرائيل ستواصل هجماتها بصرف النظر عن الرأي العام العربي واسرائيل لا تبالي بهذا التعاون مهما بلغ ومهما تم ارسال وفود فان اسرائيل لن توقف هجماتها.
-اليوم ينتظر أن ينعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب فهل يمكن توقع نتيجة تذكر لهذا اللقاء أو للجامعة العربية؟
-سيخرج الاجتماع ببيان صريح يشجب الاعتداءات ولكن ليس أكثر من ذلك فالجامعة العربية ليس لها أدوات لوقف الهجمات ولا قوات عربية ترسلها الى غزة الموقف في مجمله لن يخرج عما كان عليه في السنوات السابقة.
-من موقعك كخبير في المسائل الامنتية والاستخباراتية هل تعتقد أن الضربات التي وجهتها حماس الى اسرائيل اختلفت نوعيا عن سابقاتها؟
-العدوان الراهن على غزة يعد أول تجربة عملية لنظام القبة الحديدية فهذا النظام يفترض أنه يرصد الصاروخ المهاجم بمجرد اطلاقه ويرسل بالتالي تلقائيا صاروخا اخر لتدميره وقد ثبت أن هذا النظام جيد ولكن ليس بالدرجة التي تريدها اسرائيل فقد أسقط 85 صاروخا ولكنه فشل في رصد3 صواريخ سقطت في عسقلان وأدت الى مقتل 3 اسرائيليين واصابة أخرين. كما سقط صاروخان في ضاحية خارج جنوب تل أبيب صحيح أنها لم توقع اصابات ولكنها احدثت حالة من الهلع في اسرائيل. ما حدث أكد أن نظام القبة الحديدية يمكن استهدافه ولكن ما حدث سيدفع اسرائيل الى تطوير هذا النظام. أما فيما يتعلق بالصواريخ التي أطلقتها حماس فمن المتعارف عليه أنها صواريخ كاتيوشا ويقال أنها قادمة من ايران وايران قامت بتطوير هذه الصواريخ التي يتم تهريبها الى القطاع بشكل أو باخر ويمكن أن يبلغ مدى هذه الصواريخ 40 كلم كحد أقصى ولكن حتى الان لم يثبت لدى الفصائل صواريخ تفوق هذا المدى.
-و ماذا يعني دعوة اسرائيل احتياطيها في هذه المرحلة؟
-اشارة واضحة الى أن اسرائيل بصدد الاعداد لاجتياح بري متوقع خلال ال48 ساعة القادمة ومشهد مكرر لديسمبر 2008 والعملية برأيي ستستمر لايام وليس لاسابيع.

الاسير عبد الناصر فراونة:
«نشعر بالاستياء من المواقف الباهتة إزاء ما تتعرض له غزة.. وما جاء به أمير قطر لا يكاد يذكر أمام حجم الدمار»
أعرب الاسير السابق عبد الناصر فراونة عن خيبة أمله في المواقف المسجلة ازاء العدوان على غزة وقال الفروانة في حديث خص به «الصباح» من غزة الجريحة بأن»لا خيار أمام أهالي غزة غير الصمود ثم الصمود» وقال الفروانة أنه يقدم شهادته عن المجزرة المفتوحة التي تستهدف غزة باعتباره مواطن فلسطيني أولا وأنه يفخر بأنه ابن أسير وشقيق أسير أمضى ثمانية سنوات في سجون الاحتلال وأنه بذلك سيكون أسيرا سابقا قدم شيئا للوطن يفخر به, وأعرب الفراونة عن أمله أن تتوفر لابنائه حياة مختلفة عن التي عاشها وأن يكون لهم دولة موحدة تجمع كل الشعب الفلسطيني. الفراونة نقل لنا شهادته عن العدوان المستمر على غزة وتوقعاته خلال الساعات القادمة فكان الحديث التالي.,
-كيف يبدو المشهد في غزة بعد ثلاثة أيام على انطلاق العدوان والى أين يمكن أن تتطور الامور؟
-مشهد صعب القصف مستمر, ولكن الواقع أن أهالي غزة تعودوا على هذه الضربات الموجعة والجرائم المتكررة الموجهة وهم مضطرون لتحمل ذلك ويصمدون بعزم وايمان وحتى اللحظة يمكن القول أن الصمود شعار الجميع رغم بشاعة المشهد وكل الدمار والدم والقتل, وصراحة لا خيار أمامنا غير الصمود ولا شيء غير الصمود في ظل الامكانيات المتوفرة للشعب الفلسطيني في القطاع. المعاناة مستمرة في الشارع والحركة تكاد تكون منعدمة المواد الغذائية والصحية في الاساس شحيحة وهي الان أكثر نتيجة اصابات وشعارنا منذ البداية كان الصمود وسيبقى كذلك.
-وماذا عن الوضع في معبر رفح وهل فتح بعد العدوان وما هي الرسالة التي حملها الوفد المصري وهل من مجال للتعويل على زيارات الوفود الرسمية لتحقيق تغييرفي المشهد؟
-للتوضيح المعبر لم يغلق وهو مفتوح منذ التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء وقد قالت الحكومة المصرية أنه اذا اضطرت لفتحه على مدار الساعة ستفعل لاجلاء المصابين واذا كان هناك ضرورة لذلك سيفتح المعبر والواقع أن أهل غزة يقدرون عاليا زيارة الوفد المصري وكل رسائل التضامن من الدول العربية والاسلامية الى غزة وهذا سيكون له انعكاسات نفسية ومعنوية ايجابية على أهل القطاع. الرسالة الاهم التي حملها الوفد المصري موجهة لاسرائيل وللعالم مفادها أن مصر لا تقف مكتوفة الايدي أمام العدوان وستقف مع الشعب الفلسطيني ومع غزة لوقفه وأن مصر بعد الثورة ليست مصر قبل الثورة وهذا ما قاله رئيس الوزراء المصري في زيارته الى غزة وتأكيده على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وحقه في اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وهناك أيضا رسالة من قيادات حماس في مواجهتها حكومة الاحتلال وأن المقاومة لا تملك سوى الدفاع عن النفس رغم امكانياتها المحدودة التي لا تقارن بحجم الترسانة الاسرائيلية.
-وماذا عن الهدنة؟
-ثلاث ساعات هي مدة زيارة الوفد المصري الى غزة لم تلتزم خلالها اسرائيل بوعدها بوقف القصف شمال غزة وهذا ما يؤكد أن أي هدنة لا معنى لها بالنسبة لاسرائيل. هناك اليوم جهود مصرية ودولية لوقف العدوان, في اعتقادي أن اسرائيل لن توقف القصف وستواصل هجماتها وهي تسعى الى اعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي التي تاكلت ومن هنا فان الضربات ستستمر ولكنها لن تحقق ما تصبو اليه.
-وكيف تبدو الساعات القادمة؟
- لا نعرف حقيقة كيف ستسير الامور في الساعات القادمة المقاومة وجهت ضربات موجعة للاحتلال والارجح أن اسرائيل لا تبحث عن ضمانات مصرية فقط ولكن عن ضمانات دولية وهي بحاجة لذلك وصراحة فان ضربات المقاومة كانت فريدة وموجعة.
-الى هذا الحد هل يمكن أن يصل المشهد المصري حد اعادة النظر في اتفاقية السلام.؟
-لا أعتقد ذلك وحتى هذه اللحظة فان الوضع لا يسمح بذلك. والمؤشرات الحاصلة لا تقول ذلك استدعاء السفير الاسرائيلي في القاهرة وعودة السفير المصري من تل أبيب خطوات ايجابية ولكن من غير المتوقع أن تتطور الى الاتفاقيات الدولية. من الواضح أن العدوان على غزة له علاقة بتوجه أبو مازن الى الامم المتحدة نهاية الشهر وهو واحد من الطرق لدفعه للتراجع عن هدفه ولكن الاهم بالنسبة لاسرائيل القضاء على القدرات والامكانيات العسكرية لحماس, العنصر الثالث طبعا هو الانتخابات الاسرائيلية التي تتمحور حول الاهداف الاسرائيلية وبذلك تكون اسرائيل ضربت ثلاثة عصافير بحجر واحد.
-وماذا عن اجتماع وزراء الخارجية المرتقب خلال الساعات القادمة ما الذي يمكن توقعه؟
كان يفترض أن يكون الاجتماع عاجلا وألا يتم تأجيله فالامور تستدعي تحركا لا يقبل التأني والانتظار الامر يبدو وكأن وزراء الخارجية العرب ينتظرون توقف الضربات ليجتمعوا بعد ذلك وينددوا بما حدث والحال أن هناك حاجة لتدخل يوقف العدوان. هناك دول تربطها علاقات باسرائيل كالاردن ومصر وكان المطلوب الارتقاء بمستوى الدعم العربي الى مواقف توقف العدوان. العدوان ليس الاول من نوعه والضربات مستمرة وما تعيشه غزة الاسوأ منذ عملية الرصاص المصبوب.
-قبل أسابيع كان الامير القطري في غزة فما الذي يمكن انتظاره من قطر أو غيرها أيضا في هذه المرحلة؟
-مطلوب مزيد الدعم المادي والسياسي أهالي غزة نظروا الى زيارة أمير قطر بكثير من الايجابية ولكن حتى هذه اللحظة الامورعلى درجة من الخطورة ونحتاج بالتأكيد دورا أكبر كلنا يعلم أن قطر تربطها علاقات قوية مع أطراف دولية وكان بامكانها التدخل بشكل عاجل لوقف العدوان, لسنا في موقف انكار الجميل ولكن ما قدمته قطر قبل أسابيع لا يعني شيئا أمام حجم الدمار والخراب الحاصل وقد لا يكفي تغطية ما حدث في عدوان2008 فما بالك بما وقع اليوم. نحتاج دعما كبيرا ونناشد الجميع التدخل لوقف نزيف الدم ولا يعقل أن تبقى غزة مرمى للعدوان. هناك أيضا بقية الدول النفطية التي تمالك ورقة اقتصادية وسياسية مهمة للتأثير السياسي ولكن حتى اللحظة لم نسمع مواقف جرئية ومؤثرة سياسيا واقتصاديا والساعات القادمة ستكون الاخطر.
-وماذا عن غياب الموقف التركي؟
-لا يمكن انكار أن هناك حالة من الاستياء في غزة على كافة المستويات ونحن ننظر فعلا باستياء للموقف الباهت والخافت وأننا أصبنا بخيبة أمل وقد كنا نتطلع الى مواقف أكثر فاعلية. ولكن ومع ذلك ليس أمامنا غير الصمود لتبقى كل الاحتمالات واردة الشهادة أو التشرد ولكننا صامدون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.