تونس الصباح مع مطلع السنة الجديدة يفتح الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ملفا جديدا لتقبل مطالب القروض الاجتماعية التي يسندها في شكل قروض شخصية وقروض سكنية وقروض سيارات.. ورغم المطالب المتكررة من المنخرطين للترفيع في مبالغها التي يعتبرونها متواضعة جدا ولا تفي بالحاجة فإنها ستظل هذا العام على حالها إذ تفيد مصادرنا أنه لم يطرأ أي تغيير على مبالغ هذه القروض. ولا تتجاوز قيمة القرض السكني حاليا 15 ألف دينار وهو لا يكفي لشراء جدار واحد.. ويبلغ أقصى حد لقرض السيارة 10 آلاف دينار وهو لا يمنح إلا لأعضاء الحكومة والقضاة والأطباء والموظفين المتمتعين بخطة وظيفية وغيرهم أما قيمة القرض الشخصي فهي في حدود مرتب شهري ونصف لا غير. وبالإضافة إلى تواضع مبالغ هذه القروض فإن الاستجابة إلى طلبات الراغبين فيها ليست دائما مضمونة.. ولئن تشير المعطيات الرسمية إلى أن الصندوق يسند سنويا آلاف القروض للمنخرطين فيه، فإن العديد من هؤلاء المنخرطين يقولون إن الظفر بقرض اجتماعي أصبح أمرا صعب المنال خاصة بالنسبة لقرض السيارة نظرا لشروطه المجحفة.. وحتى بالنسبة للقروض الشخصية التي يطلبونها لتخطي صعوبات مالية عابرة بمناسبة العودة المدرسية أو الأعياد أو حفلات الزواج والنجاح وغيرها فإن مدة انتظارها تطول أكثر من اللازم.. وقد تأتي هذه القروض لكن بعد فوات الأوان.. أكثر من 11 ألفا و500 قرض للاطلاع على حصيلة ملف القروض الاجتماعية اتصلت «الصباح» بمصادر الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية وحصلت على قائمة مفصلة في عددها ونسب فوائضها والمبالغ التي صرفها الصندوق على منخرطيه خلال سنة 2009 وتحديدا إلى غاية يوم 28 ديسمبر مقارنة بالميزانية المخصصة لهذه القروض. ويبرز من خلال هذه الإحصائيات أن القروض الشخصية تأتي في الصدارة من حيث العدد والقيمة المالية تليها القروض السكنية ثم قروض السيارات وبلغ عدد هذه القروض 11 ألف و528 قرضا بقيمة 13 مليونا 266 ألفا و657 دينارا مقابل 14 مليونا و500 ألف دينار ضبطت في الميزانية. وبلغ عدد القروض الشخصية المسندة أكثر من 11 ألف قرض بقيمة ناهزت 10 ملايين دينار وتمتع بها الأعوان المنخرطون بالصندوق الذين لهم أقدمية انخراط قدرها ثلاث سنوات في الضمان الاجتماعي والذين هم في حالة مباشرة إبان التقدم بمطلب القرض. وتبلغ قيمة القرض الواحد مرتبا ونصفا ويتمّ استخلاصه على 12 شهرا مع مدّة إمهال بشهرين. وتوظف على هذا القرض عند الاستخلاص نسبة فائض قدرها 8 فاصل 25 بالمائة.. ورصدت للقروض الشخصية خلال سنة 2009 ميزانية قدرها 10 ملايين دينار تبقى منها أقل من 400 دينار. قروض السكن بلغ عدد قروض السكن التي أسندها صندوق التقاعد خلال سنة 2009 204 قروض بقيمة تناهز مليارين و774 ألف دينار وكانت الميزانية التي رصدت لقروض السكن في حدود 4 مليارات.. وتبلغ قيمة القرض الواحد 15 ألف دينار فقط وهو مبلغ متواضع جدا مقارنة بأسعار السوق. وتبلغ نسبة الفائض 6 فاصل 75 بالمائة ويتمّ تسديد القرض على فترة تمتدّ حتى 20 سنة. ويمكن لكلّ من الزوجين الانتفاع بقرض من هذا الصنف.. ويوجّه القرضان لبناء مسكن عائلي أو لاقتناء قطعة أرض صالحة للبناء لدى باعث عقاري معترف به أو للحصول على محلّ سكني جديد عن طريق باعث عقاري. ويشترط في طالبي قروض السكن أن تتوفّر لهم أقدمية انخراط بخمس سنوات على الأقل في الضمان الاجتماعي. قروض السيارات بلغ عدد قروض السيارات التي أسندها صندوق التقاعد خلال السنة الماضية 50 قرضا فحسب بقيمة تجاوزت 493 ألف دينار وكانت قد خصصت لقروض السيارات ميزانية قدرها 500 ألف دينار.. ويهدف هذا الصنف من القروض إلى تمكين المنخرط من اقتناء سيارة جديدة أو قديمة، بشرط ألاّ يتجاوز عمرها الأربع سنوات وألاّ تفوق طاقتها الجبائية 11 حصانا بخاريا. ويصل مبلغ القرض إلى عشرة آلاف دينار على أقصى تقدير بشرط ألاّ يتجاوز المبلغ المسند تسعين بالمائة من سعر السيارة عند التوجه لاقتناء سيارة جديدة و سبعين بالمائة من سعر السيارة بالنسبة إلى السيارات القديمة.. كما يشترط في طالب القرض أن تتوفّر له خمس سنوات من أقدمية الانخراط بالصندوق وتوظف على هذا القرض عند الاستخلاص نسبة فائض قدرها 8 فاصل 25 بالمائة. ويجب أن يكون الراغب في الحصول على قرض سيارة مرسما في عمله وينتمي إلى أحد الأصناف التالية: (أعضاء الحكومة و النواب القضاة الأطباء والإطارات شبه الطبية المعوقين أعوان الوظيفة العمومية المتمتعين بخطة وظيفية لا تقل عن رئيس مصلحة أو المنتمين إلى أحد الأصناف التالية: الرتبة 5 أو أكثر والرتبة 8 أو أكثر والرتبة 13 أو أكثر وأعوان المؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية المتمتعين بخطة وظيفية لا تقل عن رئيس مصلحة وأعوان السلك النشيط). وتحرم هذه الشروط آلاف المنخرطين من التمتع بقرض سيارة لذلك يطالب العديد منهم بحذفها ويرغبون في أن يصبح الظفر بقرض سيارة حقا للجميع.
