تونس الصباح تتركز الاهتمامات داخل وزارة الصحة العمومية في جانب منها حول السياحة الصحية وتسويقها باعتبارها تمثل قطبا هاما تتوفر له أرضية طبيعية هامة في البلاد، وذلك بالعمل على تعزيزها وتشجيع الاستثمار فيها على أساس أنها تؤسس لطب متطور، وتوفر مجالا للشراكة مع أطراف عديدة من الخارج، علاوة على أنها يمكن أن تجعل من تونس قطبا لتصدير الخدمات الصحية. ضمن هذا التمشي، وتجسيما لتعليمات رئيس الدولة خلال المجلس الوزاري المنعقد في 5 سبتمبر 2008 حول »الصحة في تونس: قطب للتصدير في أفق 2016 » ، علمنا أن وزارة الصحة العمومية قد أعدت العناصر المرجعية لدراسة استراتيجية وترويجية للنهوض بتصدير الخدمات الصحية، وسيقع الاعلان عن طلب عروض دولي في الايام القليلة القادمة. الدراسة وأهدافها جاء في الدراسة التي أعدتها وزارة الصحة العمومية أخيرا أن الاهداف المرسومة للقطاع تقوم على جملة من الجوانب من أبرزها: التعرف على المجالات الجديدة والواعدة بتصدير الخدمات الصحية من خلال بحوث ميدانية في الغرض وجمع المعلومات من كافة جهات البلاد. وضع استراتيجية لترويج الخدمات طبقا للخصوصيات والميزات التي تتوفر في تونس. وضع الاجراءات الكفيلة بتجسيم خطة العمل لجعل تونس قطبا لتصدير الخدمات الصحية واستقطاب المستثمرين الاجانب للاستثمار في القطاع الصحي بالبلاد. وصدر في نفس الاطار الامر عدد 1065 لسنة 2009 المتعلق باحداث وحدة التصرف حسب الاهداف لمتابعة انجاز الخطة المتعلقة بتنفيذ استراتيجية النهوض بالصادرات والاستثمار في قطاع الصحة في افق 2016 ، وذلك بضبط تنظيمها وطرق سيرها. وطبقا لهذا التمشّي علمنا أن الوزارة تعمل على: إعداد مشروع لتنقيح قانون التنظيم الصحي بغاية إدراج بيانات الاعتماد والاشهاد للمؤسسات والاطارات الصحية. إحداث هيئة عمومية مستقلة تعهد لها مهام التقييم والتطابق ومنح شهادات الاعتماد والاشهاد للمؤسسات وللاطارات الصحية. أعداد مشروع أمر يتعلق بأحداث وكالة مختصة تتولى مهام النهوض بالاستثمارات والصادرات في مجال الصحة. كراس شروط لاستقبال المرضى الاجانب وفي جانب آخر علمنا أن الوزارة تنكب على تنظيم المسالك المتعلقة باستقبال المرضى الاجانب وذلك من خلال إعداد كراس شروط ينظم عملية جلب واقامة المرضى من الخارج الوافدين على تونس لغاية العلاج، مع العمل أيضا على تكثيف حضور وتواجد الجهات المعنية من ادارة ومهنيين ووكالات أسفار بالسوق العالمية. وإلى جانب هذا علمنا أنه يجري العمل على تطوير شراكة مع المؤسسات الاجنبية للضمان الاجتماعي والتأمين على المرض قصد مزيد استقطاب المرضى الاجانب للتداوي بتونس. ميزات وامتيازات تونسية لنجاح القطاع وأبرزت الدراسة في جانب آخر منها جملة ما تمتاز به تونس من عوامل تفاضلية مثل الحوافز الممنوحة للمستثمرين الاجانب، انخراط تونس في الاتفاقيات الدولية، توفر بنية تحتية صحية وفندقية متطورة. وأكدت أيضا أن القدرة التنافسية للتعريفات المعمول بها في تونس، الكفاءات الطبية وشبه الطبية وتحكّمها في أحدث التقنيات الطبية، قرب تونس من السوق الاوروبية، تمثل أيضا عوامل أخرى هامة في نجاح هذا القطاع والارتقاء بالخدمات التي يقدمها، وأكدت أن جملة هذه العوامل تعتبر أساسية في دفع هذا القطاع ونجاحه، خاصة أنه قد تم تحقيق عديد المكاسب الاخرى مثل: أستقطاب أكثر من 125 ألف مريض من الدول الشقيقة والصديقة. أستقطاب مراكز العلاج بمياه البحر لاكثر من 150 ألف سائح، وهو ما مكن تونس من احتلال المرتبة الثانية عالميا في هذا الميدان. أما في مجال الاستشفاء بالمياه المعدنية فقد جاء في الدراسة إن المشاريع المبرمجة أو التي هي في طور الانجاز عديدة وتتوزع على مناطق عديدة في البلاد، ولعل أبرزها يتمثل في: المدينة الاستشفائية لمعتمدية الحامة من ولاية قابس المحطة الاستشفائية بحمام ملاق من ولاية الكاف. المحطة الاستشفائية بسيدي حميد من ولاية سوسة. المحطة الاستشفائية بسيدي بولعابة من ولاية القصرين. المحطة الاستشفائية بتوزر. المحطة الاستشفائية ببنت الجديدي بالحمامات. وبخصوص الآفاق المستقبلية كشفت الدراسة أن القطاع سيشهد نقلة هامة خلال الخماسية القادمة، وذلك على ضوء الاهداف الرائدة فى تطوير السياحة الصحية وفق المعايير الدولية من خلال وضع خطة لتطوير التداوي بالمياه الاستشفائية المعدنية، وبلوغ موقع الريادة عالميا لقطاع الاستشفاء بمباه البحر.