تونس الصباح تبرم المواطن طويلا هذه الصائفة من النقص المسجل في عرض الاسماك سيما منها القاعية او ما يعرف بالسمك الابيض من نوع النزلي والمناني والمرجان والبوري وتذمر كثيرا من انعكاس تراجع الانتاج على مستوى الاسعار التي ارتفعت بشكل صاروخي في اسواق السمك مما جعل حضورها في قفة المواطن يكاد يغيب او يقتصر على بعض الانواع «الشعبية» من السمك الازرق واساسا السردينة تواصل هذا الوضع الذي استمر الى غاية الايام الماضية بات يلقي بظلاله على وضع التزويد بالسمك خلال شهر رمضان ويبعث على التساؤل حول مدى استعادة الانتاج لنسقه المعتاد ومدى تدارك وضعية السوق توازنها بما يصالح المستهلك مع البوري والتريلية بعد طول قطيعة خلال شهر الصيام. وكانت مصادر قريبة من قطاع الصيد البحري فسرت في فترة سابقة نقص التزويد باعتماد الراحة البيولوجية التي تم اقرارها للصائفة الثانية على التوالي هذا العام واستمرت لمدة بلغت 45 يوما (من منتصف جويلية الى موفى أوت) وتم خلالها تحجير الصيد بالجر بمنطقة خليج قابس هذا علاوة على عنصر استنزاف استغلال عدة اصناف من الاسماك القاعية في عدة مناطق ومدن داخلية لم يكن استهلاك السمك من تقاليدها.. كما يعتبر تصاعد نسق الصادرات من المنتوجات البحرية من الاسباب المساهمة في تراجع ميزان العرض امام تزايد الطلب دون غض الطرف عن العوامل الجوية المتقلبة التي سادت خلال الموسم واثرت بدورها على عمليات الصيد والتزويد. وبانقضاء الفترة المخصصة للراحة البيولوجية يتوقع الساهرون على القطاع والناشطون فيه استعادة تدريجية لنسق الانتاج قد تبلغ مستوياتها المعتادة مع التقدم في ايام رمضان باعتبار انه يستبعد ملامسة تغير ملموس في عرض السمك الابيض مباشرة بعد انتهاء مدة تحجير الصيد وان اكدت مصادر مطلعة ان الرجوع في الانتاج امر ثابت لكنه سيتم بصفة مرحلية وبالتدرج خلال الفترة القادمة.