تونس - الصّباح: دخل الاجراء الخاص بالراحة البيولوجية في قطاع الصيد البحري حيز التنفيذ منذ أول أمس غرة جويلية ليتواصل الى غاية 30 سبتمبر القادم. ثلاثة أشهر سينقطع فيها نشاط الصيد كليا بخليج قابس المعروف في لغة البحارة بالمنطقة عدد 3 لتمكين المخزون السمكي من التجدد والنمو مع الحد من الصيد العشوائي المستنزف للثروة السمكية بهذه المنطقة. استنزاف لاحت تداعياته على المنظومة منذ مدة ودوت صفارات الانذار محذرة من مخاطره منذ سنوات خلت لوقف نزيف اهدار الموارد البحرية فكانت الراحة البيولوجية احدى الآليات الحمائية المطروحة التي انطلق العمل بها منذ الموسمين بالتنسيق بين المهنة وادارة الصيد البحري لفترات لم تتجاوز الشهر والنصف ليشرع بداية من هذه الصائفة في اعتمادها كإجراء قانوني يستند الى نص ينظم مدة الراحة التي اصبحت تمتد الى ثلاثة أشهر ويضبط آلياتها وأبعادها. وتأتي الاجازة الصيفية المطولة في وقت يشهد فيه الانتاج بطبعه تراجعا ملحوظا منذ نحو الموسمين تدل كل المؤشرات الراهنة على تواصله هذا العام لينزل الى حدود 90 ألف طن متوقعة مقابل 100 ألف طن سنة 2008 والتي تعتبر بدورها في تراجع عن سنة 2007. وكان لهذا النقص انعكاس على قفة المستهلك التي نفرتها الأسعار المتداولة في سوق السمك من الاقتراب من الاصناف المعروضة ولو من باب الفضول والتطفل فما بالك اليوم مع الشروع في العمل بالراحة البيولوجية!! لعلها (الراحة) ستقطع رائحة السمك عن مائدة طعام عديد المستهلكين طوال الصائفة في انتظار انفراج الوضع بعد رفع الحظر عن الصيد. البركة في التوريد ولأن السؤال مشروع فقد القيناه على عديد الأطراف المسؤولة على القطاع وعلى تحديد ومتابعة اجراء الراحة البيولوجية للاستيضاح عن الآلية البديلة لتغطية الحاجيات من المنتوجات البحرية خلال هذه الهدنة. من جهة وزارة التجارة علمنا أن اللجوء الى التوريد سيكون الحل الأنجع المتاح لسد النقص الناجم عن توقف نشاط الصيد مع الاشارة الى أن التوريد اجراء عادي معتمد منذ مواسم لكن أرقامه ما انفكت تتصاعد في السنوات القليلة الماضية. كما علمنا من جهات أخرى ان الانتاج المتأتي من تربية الأسماك على محدوديته يساهم بدوره في تغطية جانب من نقص التزويد بالمنتوج المحلي خلال هذه الصائفة التي تتزامن مع حلول شهر رمضان. وذهبت مصادر فلاحية الى الاقرار بأن توقف الصيد بخليج قابس لا يفسد النشاط في عمومه ودا باعتبار تواصله بصفة عادية ببقية المناطق شمالا ووسطا. تجديد المخزون وحول تنفيذ الراحة البيولوجية كان السيد مبروك البحري رئيس المنظمة الفلاحية أكد لنا عشية انطلاق الراحة بأن البحارة على استعداد تام لاحترام هذا الاجراء والتوقف عن الصيد بخليج قابس حماية للثروة السمكية بهذه المنطقة التي يهددها الاستنزاف وبمجابهته بالضغوطات الحادة التي ستحف بعملية التزويد جراء الاقصاء الظرفي لخليج قابس من حلقة الانتاج؟ أوضح البحري بأن مردودية الاجراء ستكون ثابتة بعد انقضاء مهلة الراحة على القطاع ككل وسيعزز تجديد المخزون واكتمال نموه بشكل طبيعي تزويد الأسواق في القريب المنظور.. من جهة الادارة أورد مدير عام ادارة الصيد البحري السيد الهاشمي الميساوي بأن كل الترتيبات تم اتخاذها لانجاح الراحة البيولوجية بعد امضاء المقرر الخاص بهذا الاجراء من قبل وزير الفلاحة والموارد المائية. علما وان القرار ينطبق على مراكب الصيد بالشباك المجرورة المعروفة بالصيد بالجر العاملة بكامل المنطقة البحرية بخليج قابس وذلك في الفترة الفاصلة من 1 جويلية الى 30سبتمبر 2009. ويستهدف الصيد في هذه المنطقة الاصناف السمكية القاعية من مرجان ونزلي ومرداس وتريليا. معربا عن الثقة في نجاعة الاجراء في الحد من ظاهرة الاستنزاف للثروة السمكية وتثمين المنتوج مستقبلا.