لا يحتاج أي متابع مشغول بالشأن الرياضي أو مراقب مهتم بتفاصيل ما يجري على الساحة إلى مقدمات من أي نوع حتى يكون مطمئنا إلى صحة القول بأن أغلب رؤساء الأندية الرياضية يفكرون في الرحيل حتى قبل نهاية فترة رئاستهم... فكرتنا مثقلة بالهموم والغيوم وأغلب الأندية ترزح تحت الديون من جراء هذه الديون تتعرض بعض الأسماء الكبيرة إلى حملات تشويش وتشويه يرددها بعض المحترفين في المجال بعضهم ينافق وبعضهم الآخر يبحث عن دور ولو باستعمال الضغط... فأغلب رؤساء النوادي الرياضية -بخطوة مثقلة- يتحركون وبهموم نازلة يديرون نواديهم وسط هم أثقل اسمه الموارد المالية وأغلب أعضاء الهيئات المديرة لأغلب الأندية الرياضية تراهم عند بداية كل موسم يهرولون بحثا عن مكان تحت الأضواء وعن أسماء تخرج على أعمدة الصحف وعند منتصف كل موسم ترى هذه الأسماء المتهافتة أشبه بسرب طيور ضاع نظامه وانتفشت أجنحته وأصبح كل واحد منها يغني على «ليلاه». ومن الصعب -عقلا- أن يكون بديل التهافت على رئاسة الجمعيات الرياضية هو الاندفاع للخروج وبصفة أدق الهروب فأغلب رؤساء الأندية واقع بين المطرقة والسندان وأستطيع أن أقول -والقول صحيح- أن بعض رؤساء النوادي التي اصطلح على تسميتها بالفرق الكبرى يبحثون عن فوز هزيل لمباراة باهتة ليكون هذا الفوز «كقشة» يستطيعون أن يتعلقوا بها في طوفان المآزق التي سقطوا فيها وهي دلالة على إفلاس النهج المتبع في التسيير والتمويل ويعرف كل متابع ومهتم أن بعض الأسماء التي تدفع وتمول النوادي وجانب منها أموال عمومية لا تريد للرؤساء المباشرين أن يعصوا الأوامر بل فيهم من يريد أن يتدخل حتى في أدق تفاصيل وجزئيات الجوانب الفنية... وقد تحولت هذه الهيبات داخل الجماهير إلى نوع من التعبئة المعنوية والتي تحولت بدورها إلى عنصر ضغط على رؤساء الأندية ومساعديهم وممارسة هذا النوع من الضغط يقلق بالتأكيد الذين يتعرضون إليه لكنه سيشكل قلقا أكبر على المدى الطويل على الذين يمارسونه وبتقديم بعض الأموال مازالت هناك أطراف تريد أن تسيطر وتوجه وتقرر وكأن الأمر متعلق بمزرعة خاصة وأقول معترفا على استحياء ومعتذرا بصدق أن بعض الأطراف حولت رؤساء النوادي في أغلب المواقف من متوسلين إلى متسولين. وتمر الأسابيع تجر وراءها أسابيع والكل غارق في همومه وديونه بل أن بعضهم تورط في صكوك بلا رصيد وكم جرهم ذلك إلى المحاكم وهذا البعض كان واعيا بما يفعل لكنه وجد نفسه في مواجهات أراد أن يكسبها فتصرف مثل مقامر يواصل رهانه على أمل تعويض خسائره لكن مع مرور الأسابيع ترتفع الخسائر إلى حد باهظ لا يحتمل... ومقابل ذلك فإن بعض الأسماء التي دخلت لعبة تسيير الجمعيات كانت تطلب أولا وأخيرا الاحترام لنفسها قبل طلب أي شيء غيره ولكن عندما رأت أن الوضع متعفن خرجت ولم تعد ولا أظنها ستعود والأمثلة كثيرة ولا أريد ذكر الأسماء تجنبا لإساءة التفسير والتأويل. وحتى ينجلي مزيج السحاب والدخان والبخور التي تجري في أجوائها «بطولتنا المحترفة» سيعرف الكل أن أزمة الكرة التونسية مازالت على حالها ولن يستقيم حالها ما لم يتم إرساء تقاليد الإدارة الجماعية وفق نظام المؤسسة وبعيدا عن فكر وقرار الرجل الواحد... وللحديث عودة إن قدر الله وشاء.