لا أخشى قول كلمة الحق رغم الضغوطات التي سلطت عليّ.. من الوجوه الرياضية المعروفة في دنيا التسيير: الهادي الحوار ..فهذا الرجل قضّى أغلب فترات حياته في عالم كرة القدم فضلا عن وجوده في كنف أجواء رياضية بحتة حتى أن ابنه أصبح مسؤولا بارزا في أمل حمام سوسة.. الهادي الحوار يعرفه الجميع لاعبا ومسؤولا ورئيس جمعية ورئيس رابطة الوسط وعضوا جامعيا ونائبا أول لرئيس الجامعة دون اعتبار عديد المسؤوليات الأخرى التي تحمّلها.. لذا رأينا اليوم أن نستضيفه تزامنا مع عزمه الترشح للرابطة المحترفة خلال الأيام القادمة.. ٭ اسم الهادي الحوار بماذا يوحي حينما يذكُره البعض؟ - يوحي إليّ بالتواضع وحبّ الخير للجميع وحب خدمة الآخرين لأنني أعتبر أن الحياة زائلة وأن الانسان حديث بعده..أقول ذلك بمنتهى الصدق وبعيدا عن أي خُيلاء ٭ تقلّبت في عديد المناصب وتحمّلت الكثير من المسؤوليات..فما هي الفائدة التي حصلت لك؟ وماذا جنيت؟ - لقد قضيت أكثر من ثلثي حياتي في خدمة الغير من خلال المسؤوليات التي تحمّلتها، وما جنيته هو معرفة الرجال وكسب ثقتهم، فأنا من النوع الذي تغمرني سعادة قصوى حينما يقصدني أحد ويطلب مني خدمة وأستطيع قضاءها... هكذا تربّيت، وهكذا بقيت.. ٭ لكنك معروف أيضا بكشف الحقائق.. وهو ما يُحرج الآخرين؟ - هذا صحيح، أتذكّر حينما كنت رئيسا للرابطة أنه وقع إشكال بين جمعيتي حلق الوادي والعمران حيث تغيّب الحكم، فرفض حلق الوادي إعادة اللقاء الا بعد دفع مصاريف تحوله باعتبار أن الذنب ليس ذنبه، فتمسّكت بموقفي رغم التدخلات التي كانت من «الوزن الثقيل» وطبّقت القانون المعمول به والمسؤولون الذين حصل معهم هذا الاشكال هم الى اليوم أصدقائي.. ٭ ألم تخضع لتدخلات «فوقية» في العهد السابق ونفذتها على حساب القانون؟ - هناك محاولات لكنها باءت بالفشل: أتذكّر أنه في سنة 97 حينما كنت رئيسا لرابطة الوسط حصلت مشاكل كبيرة بين حاجب العيون وحفوز في ولاية القيروان، وكان الجميع يخافون من الحاجب باعتباره مسقط رأس السرياطي وشقيقه رئيس الجمعية فسلطنا على حاجب العيون وقتها عقوبات صارمة كشطب بعض الأسماء، وخرجنا رغم ذلك مرفوعي الرأس بدليل أن الوالي شكر الرابطة بعدما كان خائفا من ردود الفعل.. ٭ هل حصل أن قدّمت مصلحة حمام سوسة - مدينتك - على حساب بقية الفرق؟ - أذكّرك والقراء بحادثة وقعت مع مكارم المهدية حينما كنت رئيسا للرابطة حيث أبدى الحكم ومراقب الخط انحيازا واضحا مع حمام سوسة ومهّد لانتصارها ب(1-2) محاباة للهادي الحوار... حصل ذلك عام 99 وكان موقفي صارما وهو شطب هذا الحكم نهائيا والى اليوم لم يضع الصفارة في فمه ٭ تردّد أخيرا بأنك كنت تنوي التقدم لرئاسة النجم ؟ - البعض من الجماهير اقترحوا عليّ ذلك، وقد شعرت بشرف عظيم أن أتحمل يوما رئاسة هذا الفريق العريق.. وإذ أشكر الجميع على هذه الثقة فإني أعتبر أن الهادي الحوار أخذ ما فيه الكفاية في هذا الباب والآن أريد أن أكرّس خبرتي لخدمة كل الجمعيات.. ٭ هذا يقودنا الى موضوع الترشح لانتخابات الرابطة.. فكيف ترى العملية؟ - هو ترشح للعمل من أجل خدمة الجمعيات الرياضية في تونس، كما أنه ترشح للوقوف وراء نوادينا والتقريب بينها وتقديم الحلول الناجعة عند حصول اشكاليات طارئة.. فكفانا اجتماعا كل أسبوع لتسليط عقوبات على اللاعبين والمسؤوليات والجمعيات؟ - لكن ألا يصبح هناك تضارب بين عمل الجامعة ومهام الرابطة؟ - كل له مهامه وخصائصه فدور الجامعة ينحصر أساسا في دراسة مشاكل الكرة وتوفير الأجواء الملائمة للمنتخب والاستشراف للمستقبل القريب والبعيد في حين أن مهام الرابطة شيء آخر لكنه مكمّل.. ٭وماذا عن قائمتك؟ - هي مجموعة تضم أناسا يمتلكون خبرة محترمة إذ سبق لهم أن تحملوا مسؤوليات الرئاسة في جمعياتهم، كما أنهم عارفون بالمشاكل وبطرق معالجتها بحيث لا يكون مجرد أعضاء بل مسؤولين فاعلين لخير جمعياتنا ٭ وكيف ترى حظوظك أنت وأفراد قائمتك؟ - بكل موضوعية أعتبر أن هذه المجموعة قادرة على أن تفيد، كما أنها تحظى باحترام الجميع، وبالنسبة لي فإن علاقاتي طيبة بجميع النوادي، فحينما كنت رئيسا لأمل حمام سوسة تحصلنا على كأس الروح الرياضية لأني أحترم الجميع وأكرمهم حتى وإن كانوا انتصروا علينا... والدرس في هذا المجال يأتينا من ألمانيا حينما انهزم البيارن أمام شلسي ولم يحصل ما ينافي الأخلاق.. فالربح والهزيمة داخلان في اللعبة وهذا ما يحتّم أن ندرج ذلك في تقاليد تعاملنا ٭ الهادي الحوار ممّن يساند عودة الجمهور الى الملاعب كيف ترى ذلك؟ - مادام الجمهور يدخل بأعداد كبيرة في بعض الملاعب وبصورة مجانية فلماذا لا يتم بصورة تدريجية اللعب بحضور الجماهير عن طريق الانخراطات مع تحديد السن الدنيا وبهذا الشكل نساعد الجمعيات التي هي في أشد الحاجة للأموال.. ٭ نختم بموضوع المليار و250 ألف دينار المتخلدة بذمة أمل حمام سوسة والتي هي من مالك الخاص..أين وصلت الحكاية؟ - الرقم صحيح والوثائق موجودة والتقرير المالي للجمعية معترف بذلك كما أن مراقب الحسابات أدرجه في تقريره، لكني أتعامل مع جمعيتي بأخلاقية ولن أتصرف بشكل يسيء إليها وحينما تتوفر الأموال سأستعيد حقوقي..