بعد موسم حافل ومثير عرف تقلبات كبيرة ومفاجآت أكبر مالت شمس الموسم الرياضي إلى مغيب إثر حفل بهيج جرت وقائعه بملعب رادس درة المتوسط ارتقى خلالها فريق عاصمة السكر إلى مصاف الكبار مجددا العهد مع الأميرة بعد 17 سنة من الفراق وبركلة جزاء نجح «بلارج» باجة في خطف الأميرة وحلق في السماء أمام فريق عاصمة الجنوب النادي الصفاقسي الذي كان ظلا باهتا للفريق الذي تعودت أن تراه الجماهير الرياضية... ولئن كانت كل المؤشرات والتكهنات ومعتنقي لعبة القمار يرشحونه للعودة بالكأس إلى صفاقس فإن حقيقة الميدان كانت مخالفة لكل التوقعات فتاه أبناء لوكا فوق المستطيل الأخضر بعد أن لهثوا طيلة 90 دقيقة بلا تخطيط وبلا ربان سواء داخل الملعب أو على حافة الميدان فلا زعيم ولا حمدي رويد ولا هيكل قمامدية ولا حمزة يونس استطاعوا أن يكونوا في مستوى تطلعات أحباء الأبيض والأسود ولعلي أقول أن آلهة الحظ كانت رحيمة بأبناء المنصف السلامي فقد كان بالإمكان أن تكون النتيجة أثقل بكثير من الهدف اليتيم الذي جاء إثر ضربة جزاء حسمت اللقاء وأعطت لأبناء عاصمة السكر الحق في دخول نادي الكبار الذي غاب عنه هذا الموسم كل من الإفريقي والنجم والنادي الصفاقسي عكس أحد الكبار وأعني الترجي الرياضي الذي أنهى موسمه ببطولة فاز بها عن جدارة واستحقاق بعد أن عرف كيف يتصرف في مجرياتها وقد تسلم أبناء باب سويقة درعهم عشية الدور النهائي في حفل ستظل أصدائه تملأ الأرجاء لفترات طويلة فهي البطولة الثانية على التوالي التي يحرزها الترجي تحت قيادة حمدي المدب الذي كسب الرهان رغم صعوبته وكثرت مطباته مؤكدا أن النجاح ليس حكرا على البعض دون البعض الآخر وعلى عكس المدب فقد اجتهد السلامي ولكنه لم ينجح وهو ما قد يدفعه إلى استقالة لن تمر بسهولة وبصمت في أوساط الأحباء والمسيرين والغيورين على النادي الصفاقسي... فالنجاح في المجالات المهنية لا يعني بالضرورة كسب الرهانات الرياضية لكن الرجل له شرف يستحقه فقد حاول واجتهد لكنه لم يحقق المطلوب ورغم ذلك فهو يستحق أجرا واحدا على الأقل... خروج النادي الصفاقسي خالي الوفاض قد يكون من باب رب ضارة نافعة لأنه لن يفرق أبناء النادي بل سيجعلهم يلتفون حوله فهو يكاد يكون الرمز الوحيد الذي يجتمع حوله أبناء عاصمة الجنوب بمختلف أصنافهم ومستوياتهم وشرائحهم العمرية والأيام القليلة القادمة ستكون شاهدا على ما أقول.