تونس الصباح: خلال اجتماع المجلس الجهوي لولاية تونس الاسبوع الفارط كشفت المصالح المعنية بالعمل البلدي في تقريرها المعروض على انظار اعضاء المجلس عن نيتها القيام بملف تلفزي لتحسيس المواطن بضرورة الالتزام بمواعيد اخراج الفضلات في اشارة ضمنية الى ان عدم التزام المواطن بموعد اخراج الفضلات وراء المآخذ المنسوبة لمستوى العناية بالنظافة في العاصمة وضواحيها سيما في مجال الفضلات. حينها حذر احد اعضاء المجلس من ذلك مشيرا الى ان دعوة المواطن للالتزام بوقت محدد لاخراج الفضلات يجب ان يتوافق مع حضور اعوان البلدية في الوقت المحدد او على اقصى تحديد بعد ساعة او ساعتين لرفع تلك الفضلات. لكن الوضع القائم غير ذلك في ظل قدوم اعوان النظافة في احسن الاحوال اليوم الموالي على حد تعبيره. وكان تخوف عضو المجلس حينها من ان رمي الكرة في شباك المواطن لوحده قد يعود بالوبال على البلدية لتتحول من وضع المطالِب (بكسر اللام) الى وضع المطالَب (بفتح اللام). واضاف عضو المجلس ان البلدية غير قادرة على الالتزام بالموعد الذي تحاول الزام المواطن به في جميع المناطق والاحياء نظرا لقلة الامكانيات والمعدات التي تسخرها البلدية لرفع الفضلات. ما ذهب اليه عضو المجلس الجهوي هو الصواب بعينه وليس المقصود هنا ان البلدية وحدها المسؤولة على مشاكل النظافة والتعامل مع الفضلات لان المواطن يتحمل بدوره قسما من المسؤولية دون شك لكن بسبب بعض السلوكيات التي يغيب فيها الوعي والمسؤولية القول بان تخوف عضو المجلس في محله. يعود الى مشاهد الفضلات المتراكمة وسط الحاويات وبجوارها والروائح الكريهة المنبعثة منها التي تؤكد ان تلك الفضلات لم ترفع في الوقت المناسب وانه مر وقت طويل قبل قدوم الاعوان لازالتها مما ادى الى تعفنها وعبث القطط والكلاب بها وانتشاره في المكان باكمله. تدعيم التدخلات وتتفاقم هذه الوضعية تزامنا مع شهر رمضان في ظل تزايد نسق الاستهلاك والشهوات وتضخم وتضاعف بين قوسين حجم حاوية كل منزل بكل اصناف الفضلات. تجدر الاشارة كذلك الى ان تواصل حرارة الطقس ومعدلات الرطوبة المرتفعة نسبيا بعد نزول الامطار يزيد الوضع سوء الى درجة ان المرور بجانب الحاويات يبعث احيانا على الغثيان والتقيؤ من شدة الروائح الكريهة المنبعثة من الحاويات كما ان هذه الحاويات تتحول الى مصدر ازعاج للسكان بسبب تكاثر الحشرات والناموس حولها. ما اشرنا اليه يبين ان التدخلات الحالية للبلدية والاطراف المعنية برفع الفضلات لا تفي بالحاجة ولا تغطي بالشكل المطلوب جميع المناطق والاحياء لا سيما تلك الاحياء التي تتميز بكثافة سكانية عالية على غرار حي الخضراء وعدد من الاحياء الشعبية. نشير كذلك الى ان مستوى العناية بالمعدات والتجهيزات المعدة لوضع ورفع الفضلات تشوبه بعض النقائص فنجد الكثير من الحاويات المكسورة والشاحنات التي تسقط الفضلات وراءها على الطريق.