خلاف تافه حول المصروف «عقّد» الزوج ودفعه إلى أن ييتم ابنتهما الوحيدة الدهماني الأسبوعي القسم القضائي: لا حديث هذه الأيام بمنطقتي المنهيلة بولاية أريانة والدهماني بولاية الكاف إلا عن جريمة القتل التي أقترفها شاب من مواليد 1971 في حق زوجته وأم طفلته الوحيدة دون أي سبب مقنع أو مشاكل يمكن ان تؤدي الى مثل هذه المأساة. ولمتابعة ملابسات هذه الجريمة العائلية تحولت «الأسبوعي» أول أمس الى الدهماني حيث ألتقت بالعائلتين المتصاهرتين وأتصلت بمصادر مطلعة على سير الأبحاث فتحصلت على المعطيات التالية: حب فزواج فطفلة تعود علاقة الهالكة راضية النفاتي (4 سنة) بالمتهم «ق» الى أكثر من سبع سنوات فنشأت بينهما علاقة حب توجت بالزواج ثم سافر الزوجان بعد شهرين من دخولهما القفص الذهبي الى العاصمة بحثا عن حياة أفضل وفرص عمل أرحب فكانا لهما ما أرادا وأنجبا في الأثناء أبنتهما الوحيدة «أ» (5 سنوات) وبعد بضع سنوات جمعا خلالها مبلغا ماليا معتبرا عاد الى مسقط رأسهما الدهماني حيث شيّدا عش الزوجية وقررا الأستقرار به ولكن بسبب عدم تزويده بالماء والكهرباء وحتّى يضمنا لأبنتهما الأجواء التي تساعدها على الدراسة عادا الى العاصمة وتسوّغا منزلا بالمنيهلة منذ أقل من عام فكان الزوج يعمل تارة ويخلد للراحة تارة أخرى فيما كانت الزوجة تكدّ وتجهد نفسها لجمع المال حتّى تكمل بيتهما بالدهماني. خلافات تافهة وفيما أطنبت عائلة الزوج في مدح خصال الزوجة والثناء على حسن سلوكها وأكدت أنه لا توجد أيّة خلافات بين الزوجين فإن عائلة الزوجة حدثتنا عن نشوب خلافات بين طرفي الجريمة منذ شهر رمضان بسبب رفض الزوج الخروج للعمل حتى أنه في صباح أحد الأيام عندما أصرّت على ان ينهض من النوم ويخرج للعمل هدّدها وشتمها في حضور أحد أقاربها. ويبدو أن إصرار الزوجة على إنتهاج هذا السلوك تجاه بعلها خلّف «عقدة» للأخير وجعلته يعيش أوهاما تداخلت في مخيلته حتى بلغ به الأمر لأخذ القرار الفظيع. القرار الصعب وفي ليلة الواقعة (خلال الأسبوع الفارط) ولجت الزوجة غرفة النوم وأخلدت للنوم وكذلك فعلت البنية فيما ظل الزوج يتابع أحد الأفلام وفي حدود الساعة الحادية عشرة ليلا دخل الى غرفة النوم ماسكا بقطعة قماش ومباشرة أحاطها حول رقبة زوجته وخنقها حتى كتم أنفاسها ثم أشعل سيجارة وراح ينفث دخانها قرب جثة شريكة حياته ودموعه تنهمر من أحداقه. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم الموالي أيقظ أبنته وتناول معها فطور الصباح ثم أصطحبها الى محطة النقل البري وأستقل أول وسيلة نقل متوجّهة الى مسقط رأسه حيث سلّم أبنته لوالدته وأوصاها بها خيرا ثم توجه الى مركز الأمن بالدهماني وروى للأعوان تفاصيل الجريمة. وبالتنسيق مع أعوان الحرس الوطني بالمنيهلة تم بإذن من السلط القضائية أقتحام المنزل حيث عثر المحققون على الزوجة مفارقة الحياة قبل ان يتم جلب الزوج الى مقر الفرقة الأمنية حيث إعترف بما نسب اليه مبررا فعلته بتواتر المشاكل مع زوجته حول العمل والمصروف اليومي ما ولد لديه رغبة في لحظة غضب التخلص منها الى الأبد سرعان ما مر الى تنفيذها ليحكم عليها بالإعدام وعلى نفسه بالسجن وعلى طفلتهما باليتم. صابر المكشر