مرتزقة أفارقة في مواجهة المحتجين بشوارع طرابلسلندن وكالات ازدادت المواجهات بين المتظاهرين وقوات نظام العقيد معمر القذافي حدة أمس مع امتدادها إلى العاصمة طرابلس حيث أفادت الأنباء بأن طائرات حربية تقصف بالذخيرة الحية حشود المتظاهرين المناهضين للحكومة في نفس الوقت الذي تستخدام فيه المدفعية الثقيلة ولأول مرة ضدهم في بعض أحياء المدينة، وسط إغلاق تام لكافة المصادر الاعلامية بدءا بالهاتف وانتهاء بالأنترنات. وقال موقع ليبي معارض إن إطلاق نار كثيف تم أمس في داخل باب العزيزية مقر قيادة القذافي، مضيفا أن «الجماهير تحتل محطة تلفزيون الشبابية في طرابلس». وأشار الموقع إلى انه تم حرق مقر أمانة (وزارة)، كما أن المتظاهرين يقومون بحماية مصرف الجهمورية ومتحف السرايا. وقدر الموقع عدد المتظاهرين في الساحة الخضراء وسط طرابلس ب40 ألف متظاهر وان «كتائب الحرس الثوري تطلق النار على المتظاهرين طرابلس». وصلت المظاهرات المناوئة للنظام الليبي لأول مرة العاصمة الليبية طرابلس، وأشارت أنباء عن اقتحام المتظاهرين مبنى التلفزيون الرسمي، وإحراقهم عدداً من المباني الحكومية. وتزايد عدد المتظاهرين في شوارع العاصمة طرابلس منذ الليلة قبل الماضية، وهم يهتفون لإسقاط نظام القذافي. وقد استمر اطلاق النار، والغاز المسيل للدموع من قبل السلطات الليبية لتفريق المتظاهرين. وأفادت «فرانس براس» بأن متظاهرين اقتحموا مبنى التلفزيون والاذاعة في طرابلس، وقالت نقلاً عن شهود عيان أن مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية، قد احرقت. يأتي ذلك بعيد خطاب على التلفزيون الرسمي الليبي ألقاه سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي أشار فيه الى اجراء عدد من الاصلاحات لتهدئة الاحتجاجات المتصاعدة في ليبيا محذرا من تحول الاحتجاجات الى حرب اهلية ومن خطر تقسيم البلاد الى عدة ولايات. وقد ذكر سيف الاسلام في ذلك الخطاب ان ليبيا ليست مثل مصر وتونس فهي مجتمع قبلي مسلح مما سيؤدي الى سقوط مئات القتلى و»ستسيل أنهار من الدماء». ولا يعرف إلى الآن مكان تواجد القذافي، الذي لم يظهر إلى العلن منذ يوم الجمعة.
التلفزيون يؤكد سقوط قتلى
من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي الليبي أمس ان قوات الامن تشن حملة على «أوكار التخريب والرعب»، ودعت الليبيين الى التعاون معها «لبسط الامن» في البلاد التي تشهد تظاهرات عارمة للاطاحة بنظام معمر القذافي. وأعلن التلفزيون عن سقوط عدة قتلى لدى قيام قوات الامن اللييبة بالعملية التي استهدفت «الجهات التخريبية». وبحسب حصيلة مؤقتة حصلت عليها قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية أمس عن شهود عيان اتصلت بهم بالهاتف من العاصمة الليبية، فقد أسفرت مواجهات أمس في طرابلس عن مقتل 61 شخصا، كما قال الشهود عيان إنه تم إحراق عدة مبان حكومية، حيث اندلعت النيران في المبنى الرئيسي للحكومة في العاصمة. وارتفع عدد الضحايا الذين سقطوا في مختلف أنحاء ليبيا خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى أكثر من 400 قتيل وألفي جريح حسب منظمة العفو الدولية.
أعمال نهب
وأفاد شهود آخرون أن أفرادا من قوات الأمن نهبوا مصارف ومؤسسات حكومية في العاصمة الليبية، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إنه تم نهب مقر التلفزيون الحكومي في طرابلس وإحراق مبان حكومية. كما أفادت مصادر أخرى عن وقوع انفجارات في معسكر «غرب أجدابيا» بعد أن قصفته طائرات مجهولة. وأشار شهود عيان إلى أن الجنود الليبيين اختفوا من كافة شوارع طرابلس وانضموا إلى المتظاهرين، كما قال الضابط في الأمن العام الليبي المقدم أحمد عثمان للجزيرة إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير في العاصمة. وقد دارت اشتباكات في الساحة الخضراء في طرابلس بين آلاف من المتظاهرين وأنصار النظام. كما قالت مصادر طبية إن 18 عاملا كوريا جنوبيا جرحوا عندما هجم مسلحون على شركتهم في طرابلس. وأفادت مصادر بحدوث إطلاق نار كثيف داخل كتيبة باب العزيزية بطرابلس، مشيرة إلى أن قوة من الدعم المركزي والشرطة انضمت إلى المتظاهرين وتحاصر فلول من يوصفون بالمرتزقة وأن معظم الشوارع أصبحت تحت سيطرة الجماهير. وفي الوقت نفسه قالت المصادر إنه تمت السيطرة على سوق قاعدة معتيقة الجوية وإن القوات الجوية والبرية انضمت للمتظاهرين، وأضافت أن أهل الدهان وسوق الجمعة توجهوا إلى الساحة الخضراء لدعم المتظاهرين، وأن الإذاعة المحلية محاصرة من المحتجين.
مرتزقة
ونقل مركز الاتصال الليبي، وهو مركز يتابع أخبار ليبيا على مدار الساعة، عن مصادر من طرابلس قولها إن معسكر خميس في منطقة كاجورا بالعاصمة ومصنع التبغ الحكومي في الدربي مليئان بالمرتزقة الأفارقة، حيث يتم تسليحهم للهجوم على المتظاهرين في العاصمة. كما أفادت المصادر نفسها بأن مرتزقة أفارقة هجموا على منطقة بن عاشور في طرابلس، وأوقعوا فيها قتلى، كما نفذوا أعمال سلب ونهب. وفي مدينة بنغازي شرقي ليبيا تحدث شهود عيان عما سموها «مجازر حقيقية» ارتكبتها قوات ليبية خاصة إضافة إلى «مرتزقة أفارقة» تجلبهم طائرات إلى المدينة، حسب قول الشهود. وقال الناشط أحمد الجزوي في اتصال مع الجزيرة إن قوات القذافي قصفت المتظاهرين بقذائف مضادة للدروع والدبابات في الأيام الأخيرة، لكنه أكد بالمقابل أن قوات الأمن انسحبت من المدينة التي قال إن الأهالي هم من يسيرونها الآن. وأكد شهود أن المتظاهرين والسكان سيطرون على المدينة ونظموا حركة السير على التقاطعات في المدينة بعدما انسحب أو فرّت قوات الأمن، في حين تحدثت أنباء عن أن قوات الصاعقة توجهت إلى مطار بنغازي للسيطرة عليه. وتأتي هذه التطورات في وقت تفرض فيه السلطات الليبية تكتما إعلاميا شديدا على ما يشهده الشارع الليبي، كما تلجأ في معظم الأوقات إلى حجب خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وحجب قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني.