يتوقع المتابعون من مكونات المجتمع المدني والسلط الجهوية بمدنين وبن قردان تدفق أعداد من الجرحى القادمين من الجماهيرية قي غضون الساعات والأيام القادمة على تونس. وبناء على ذلك أفاد مراسلنا ميمون التونسي أنه تم أخذ كافة الاحتياطات استعدادا لذلك، حيث تولت قوى الجيش الوطني والحماية المدنية -بالتعاون مع الإدارة الجهوية للصحة بمدنين والإدارات الجهوية للصحة بولايات الجنوب- وضع مستشفى أول وقتي برأس جدير يضم 70 سريرا إلى جانب نصب خيمات أخرى للإسعاف الأولي. كما تم تركيز مستشفى عسكري ثان يحتوي على العديد من الخيام على بعد 7 كيلومترات من رأس جدير تابع للجيش الوطني والحماية المدنية، وهو سيخصص لاستقبال كافة العائدين لفحصهم بشكل إجباري وتام قبل دخولهم التراب التونسي، وسيتولى العمل داخله عدد هام من الأطباء المتطوعين والإطار شبه الطبي التابع للجيش والقطاع الصحي العمومي والخاص. وأشار مراسلنا الى أنه تم تركيز جملة من آليات العلاج داخل هذا المستشفى كما عاين مراسلنا تدفق هام للمساعدات الطبية المتصلة أساسا بأنواع الأدوية سواء من المستشفيات أو الصيدليات الخاصة، وكذلك وصول أنواع عديدة من المعدات الطبية وسيارات الإسعاف التي وجهتها مستشفيات عديدة لجهة مدنين وبن قردان ورأس جدير. كما أشار مراسلنا إلى أنه تم وضع 3 طائرات عمودية بمدينة جربة على ذمة الإطار الصحي والحماية المدنية، وهي مخصصة للحالات الصحية الطارئة التي يمكنها أن تصل إلى الحدود، وذلك لنقلها إلى المستشفيات الجامعية بالعاصمة أو غيرها من الولايات الأخرى التي تتوفر بها المرافق الصحية المتطورة. وتم من جهة أخرى استنفار كافة المستشفيات الجهوية والمحلية بولايات الجنوب، وكذلك المصحات الخاصة لتكون على أهبة الاستعداد لكل تطورات منتظرة، وذلك بوضع طاقم صحي في حالة تأهب لتقديم الخدمات على مدار الساعة. وعلى ضوء ما نقله القادمون من الجماهيرية أو من خلال مكالمات هاتفية وصلت من الجماهيرية لمراسلنا وما أشيع من أخبار مفادها غلق لكافة المستشفيات بليبيا ومحاصرتها لمنع الجري من الوصول إليها، تمت أمس جلسة للطاقم الطبي بولايات الجنوب وقع التنسيق لها من قبل والي الجهة والمندوبيات الجهوية للصحة وكذلك الطاقم الطبي العامل هناك، وغيرهم من وجوه المجتمع المدني والمكتب الجوي لرابطة حقوق الإنسان ونقابيين ومحامين والهلال الأحمر التونسي وقد تم الاتفاق على وضع خطة طوارئ صحية شاملة بناء على كل الاحتمالات المنتظرة، خاصة بعد توجه مسيرة ضخمة وقافلة تضامنية صحية نحو الحدود التونسية الليبية بانتظار السماح لها بدخول التراب الليبي لتقديم المساعدات الصحية للجرحى والمصابين.