شرعت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في نشاطها منذ يوم الثلاثاء الماضي بمركز العبور برأس جدير من خلال حضور ثلاثة من نشطائها. وقد قام وفد المفوضية في البداية بتقييم الوضع بهذه النقطة الحدودية وذلك بالتنسيق مع مختلف الأطراف الموجودة على عين المكان من جيش وطني وحماية مدنية وإطارات صحية. كما تولت أجراء لقاءات مع المجتمع المدني على غرار المبادرة الأهلية ببن قردان ولجان حماية الثورة والهلال الأحمر التونسي وأهالي بن قردان والقواقل التضامنية التي تحل من داخل ولاية مدنين وبقية الجهات. وأفاد مراسلنا ميمون التونسي من مدنين أنه ينتظر أن يتعزز وفد المفوضية ونشاطها بعدد آخر من موظفيها ليصل عددهم إلى 7 أفراد سيصل اليوم السبت إلى رأس جدير. وتميز نشاط المفوضية في إحضار 1200 غطاء للوافدين من ليبيا و1000 من الحشايا وذلك عن طريق الهلال الأحمر التونسي، كما ينتظر حسب ما أفاد به السيد نوفل التونسي عضو المفوضية وصول طائرة محملة بالخيام التي تتسع لإيواء 10 آلاف من المواطنين القادمين من ليبيا. وعملا على تجاوز هذه الوضعية أفاد مراسلنا أن الرابطة الشعبية لحماية الثورة بالجهة قد تجندت بمعية المبادرة الأهلية ببن قردان ولجان حماية الثورة ومكونات المجتمع المدني وكافة المعتمديات بالولاية لتوفير الإقامة والأغطية والفرش ووجبات غذائية لكافة الوافدين من ليبيا. وقد تحدث العديد من الأشقاء المصريين القادمين من ليبيا عن معاناتهم وهم في الطريق باتجاه نقطة العبور برأس جدير، حيث أفادوا أن أطرافا في ليبيا كانوا فد عمدوا إلى سلبهم هواتفهم الجوالة وشريحة الهواتف على وجه الخصوص إلى جانب الإستيلاء على أموالهم وأمتعتهم مبرزين بالخصوص معاناة الشعب الليبي التي لا يمكن وصفها. وتم صباح يوم أمس اجتماع بمنطقة رأس جدير أشرف عليه والي مدنين خصص للنظر في تسخير كل الإمكانيات لتجاوز بعض الصعوبات المتصلة خاصة بإدارة التجهيز والكهرباء والغاز والمياه الصالحة للشراب برأس جدير إلى جانب النظر في تعزيز الأمن وذلك بحضور كل الأطراف ومكونات المجتمع المدني الناشطة بنقطة العبور رأس جدير. وتواصل من ناحية أخرى تدفق وصول التونسيين من ليبيا على رأس جدير وحضرت إلى جانب مكونات المجتمع المدني وكافة المنظمات والجمعيات الكشافة التونسية لخدمتهم، كما أمن الهلال الأحمر التونسي من ناحيته جملة من الخدمات سهرا على راحة القادمين من الجماهيرية. كما لوحظ أيضا تواصل توافد القواقل الصحية القادمة من جهات عديدة من داخل البلاد، علاوة على الأعداد الهامة من الإطار الطبّي وشبه الطبّي الذي عزز حضوره برأس جدير.