تتواصل حركة عبور الوافدين من القطر الليبي الشقيق على البوابة الحدودية الجنوبية برأس جدير التونسية من معتمدية بن قردان، حيث يحل في كل يوم آلاف العائدين منهم. وتتواصل الجهود مكثفة لاستقبال كل الوافدين من تونسيين وبقية الجاليات الأخرى، وخاصة منهم الأشقاء المصريين الذين يمثلون العدد الأكبر من الوافدين. وتبذل كافة الأطراف التي تتولى استقبال الوافدين سواء منها الهلال الأحمر التونسي أو المبادرة الأهلية ببن قردان ولجان حماية الثورة والنقابيين والتلاميذ والأهالي جهودا كبيرة لتوفير كافة الحاجيات للوافدين وذلك بتقديم المأكل والمشرب والنقل والإيواء لهذه الجموع وذلك بصفة مجانية. وأفاد مراسلنا ميمون التونسي من بوابة رأس جدير بأن الجيش الوطني تولى نصب 300 خيمة خصص بعضها لاستقبال الوافدين وراحتهم، بينما خصصت الأخرى لأبعاد صحية وغيرها من الخدمات التي يبقى العائدون في حاجة إليها نتيجة الإرهاق والهلع الذي أصاب أعدادا هامة منهم. كما يضاف إلى الخيام التي نصبها الجيش الوطني والحماية المدنية آلاف الخيام الأخرى التي وفرتها مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين على بعد 6 كلم من نقطة العبور وكذلك ما تولى الهلال الأحمر والكشافة التونسية وديوان التونسيين بالخارج والعديد من منظمات الشباب المتطوع ومنظمات وجمعيات من داخل الولاية والمنظمات الدولية والانسانية من خيام توفر كافة أنواع الخدمات والمساعدات للوافدين من ليبيا.
القوافل التضامنية متواصلة
ويستقبل هذا المنفذ الحدودي يوميا العدد الكبير من القوافل التضامنية والصحية والاجتماعية من داخل ولاية مدنين وكافة الولايات الأخرى لدعم المجهودات التي تبذل لاستقبال العائدين من ليبيا. وقد لوحظ أن أكثر الوافدين يومي السبت والأحد الماضيين كانوا من مصر، ويجرى رغم أعدادهم إيواؤهم في الخيام ودور الشباب والقاعات الرياضية ومراكز التربصات وحتى المبيتات بالمعاهد الثانوية. وعمدت مكونات المجتمع المدني على غرار المبادرة الأهلية ولجان حماية الثورة ببن قردان والرابطة الشعبية لحماية الثورة ودعمها بمدنين وباقي لجان حماية الثورة بجرجيس وجربة والدوائر المسؤولة بالجهة على توفير أفضل الظروف والخدمات للأشقاء المصريين وباقي الجنسيات الوافدة على تونس عبر بوابتها الجنوبية مع ليبيا.
في الميناء التجاري بجرجيس
ومن ناحية أخرى علمنا أن الميناء التجاري بجرجيس سيشهد اليوم مغادرة باخرتين عسكريتين مصريتين لإجلاء رعايا مصر، على أن يشهد الميناء غدا الأربعاء مغادرة باخرة عسكرية أخرى، علما أن أولى البواخر العسكرية كانت قد أنطلقت أمس باتجاه مصر وعلى متنها 800 مصري. ويبقى الوضع بمركز العبور رأس جدير ينذر بخطر تدفق الآلاف من الوافدين خاصة بعد ارتفاع عددهم في اليوم الواحد إلى الآلاف من كل الجنسيات، وخاصة منهم المصريون الذين يتم نقلهم إلى الحدود عن طريق شاحنات كبرى في غياب حضور سلط ليبية وتحديدا الديوانة مما جعل تدفقهم يفوق كل تقدير ويربك الامكانيات والمجهودات التي تبذل في تونس. وقد أفادنا رئيس فرع الهلال الأحمر التونسيبمدنين الدكتور منجي سليم أنه رغم كل المجهودات التي تبذل بمنفذ رأس جدير فإن الوضع أصبح يتطلب تدخلا عاجلا من طرف المنظمات الدولية التي اتسم تدخلها لحد الآن بالبطء، مشيرا إلى أن آلاف الوافدين على رأس جدير يبقون أكثر من 5 أيام للوصول إلى الحدود، وهو ما يجعلهم في أوضاع صحية ونفسية تتطلب التدخل الصحي والغذائي وأيضا الراحة، وهي جوانب بقدر ما تسعى تونس إلى توفيرها للجميع فإنها باتت فوق طاقة الامكانيات المتوفرة، وذلك علاوة على أحوال الطقس التي تتطلب عناية إضافية بالوافدين.
المصريون في إضراب جوع
وأشار مراسلنا ميمون التونسي إلى أن المجموعات من المصريين الذين تم استقبالهم بدار الشباب بمدنين من طرف الرابطة الشعبية لحماية الثورة ودعمها في مدنين قد دخلوا منذ مساء يوم الأحد في إضراب للجوع احتجاجا على عدم تدخل السلط المصرية لإجلائهم من تونس بالسرعة المنشودة رغم حفاوة الاستقبال والرعاية والإحاطة التي وجدوها من أهالي ومتساكني مدنين وخصوصا من لدن أعضاء الرابطة الشعبية لحماية الثورة ودعمها بالجهة.