نظرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس أمس في قضية تهريب سيارات تورط فيها 7 متهمين من بينهم فتاة وقد أحضر 5 المحاكمة فيها تحصن اثنان من الجزائر بالفرار. وتتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة، وكانت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس وجهت لهم تهم تكوين عصابة مفسدين بقصد الاعتداء على الأملاك والاشخاص وحمل ومسك سلاح أبيض بدون رخصة وتهريب بضاعة محجرة وتهريب الدينارات التونسية. ابنة العشرين توقع بالضحايا لعبت فتاة لها من العمر 20 سنة الدور الرئيسي في نشاط العصابة حيث كانت تتظاهر بأنها تعرضت لحادث في احدى ساقيها ثم توقع بالضحية الذي يشفق عليها ويركبها سيارته قصد مساعدتها على الوصول إلى منزلها ولكنها تتصل بباقي المجموعة ويتولى أحدهم ضربه ثم سلبه سيارته، ومن ثمة تنطلق عملية التهريب إلى الجزائر. ضحية كشف المستور كان منطلق تتبع أفراد الشبكة المشار إليها شكاية تقدم بها مواطن إلى شرطة حي بن خلدون وصرح أنه كان على متن سيارته بجهة المنار وذلك في حدود الساعة السادسة مساء، عندما أوقفته فتاة في العشرين من عمرها ولم يلاحظ عليها أية علامة من علامات الاجرام، وطلبت منه أن يوصلها إلى مقر سكناها لأنها أصيبت بإحدى ساقيها ولم تجد سيارة أجرة، فلم يمانع في تقديم المساعدة لها وأصعدها معه السيارة وفي الاثناء تجاذبت معه أطراف الحديث وأعلمته أنها كانت تقيم بالقاهرة وتعمل مدربة رقص كما عبرت له عن رغبتها الجامحة في توطيد العلاقة بينهما، فاستأنس لها وفي الاثناء أجرت مكالمة هاتفية وأخبرته أن صديقتها على الخط. وبوصولهما إلى حي الانطلاقة وتحديدا إلى «زنقة» حادة طلبت منه التوقف موهمة إياه أنهما وصلا إلى منزلها ولكنه فوجىء بشاب يهاجمه بساطور ثم فتح باب السيارة وأمره بالنزول إلا أنه امتنع وعندها هوى عليه بالساطور فأصابه في جبينه ثم القى به خارج السيارة وركب مكانه وغادر المكان صحبة الفتاة. التحريات كشفت عمليات أخرى على إثر شكايته باشر رجال الشرطة القيام بتحرياتهم وتمكنوا من تحديد هوية الفتاة وشريكها وبعرضهما على باحث البداية، اعترف أنه كان نزيلا بالسجن المدني بعدما حوكم ب15 عاما، إلا أنه تمتع بعفو رئاسي قبيل انقضاء المدة، ولما خرج وجد نفسه وجها لوجه مع البطالة وشاءت الصدف أن يتعرف على أشخاص من تونس وكذلك من ولاية الكاف وهم من عرفوه على أشخاص جزائريين وأصبح يتعامل معهم في عمليات تهريب السيارات وخلال مباشرته لنشاطه تعرف على الفتاة الموقوفة معه وتوطدت العلاقة بينهما وتحولت إلى معاشرة ثم أصبحت تساعده في عمله وذلك بالايقاع بالضحايا عن طريق مراودتهم ثم يتكفل بمهمة سلبهم، ثم يأتي بعد ذلك دور بقية أفراد العصابة حيث يقوم أحد العاملين بمحل «طولة» بتغيير اللوحات المنجمية للسيارات المسروقة ثم يقع نقلها إلى جهة الكاف، ومن ثمة تتم عملية التهريب إلى الجزائر وذلك بمساعدة موظف بالديوانة وذلك مقابل عمولة يتسلمها قدرها 300 دينار وقد وقع تهريب البعض من السيارات إلى منطقة حدودية تسمى «بئر الخنافيس» ومنها إلى سوق أهراس حيث يتم بيع السيارة المهربة بثمن بخس. وبإيقاف بقية المتهمين اعترفوا بالافعال المنسوبة إليهم، واعترف بعضهم بتهريب الزقوقو والقهوة والحليب من الجزائر إلى تونس وقطع الغيار والسيارات من تونس إلى الجزائر. وكانت المحكمة استنطقتهم في جلسة سابقة لجلسة أمس ومنهم من اعترف لا سيما بعد مواجهته باعترافه السابق ومنهم من أصر على الانكار. وتولى أمس قرابة 10 محامين الترافع في القضية وطلب بعضهم التخفيف عن منوبيهم فيها تمسك البعض الآخر بالحكم ببراءة موكليهم لا سيما بعد تمسكهم بالانكار وانعدام المحجوز، وبعدما سجلت المحكمة مرافعاتهم حجزت القضية للمفاوضة.