انطلقت الابحاث في هذه القضية اثر شكاية تقدم بها شخص الى السلطات الامنية بحي ابن خلدون وصرح انه لما كان على متن سيارته نوع (بسات) اوقفته فتاة كانت تعرج بساقها وتتنفس بصعوبة وطلبت منه ان يتكرم عليها ويوصلها الى منزل عائلتها بحي الانطلاقة فرق لحالها وأركبها السيارة وظلت هي تدله على الطريق الى ان وصلا الى زقاق فطلبت منه الدخول لانها لا تقوى على الحركة فلم يمانع وفي الاثناء تظاهرت هي باجراء مكالمة هاتفية مع صديقتها وبعد بضع دقائق فوجىء بشاب يفتح باب السيارة ويشهر في وجهه ساطورا فحاول الدفاع عن نفسه الا انه اصابه في جبينه فخلف له جرحا عميقا ثم دفعه خارج السيارة واخذ مكانه وقادها ومعه الفتاة الى وجهة غير معلومة. عشرات السيارات في مهب الريح بموجب شكاية المتضرر انطلقت الابحاث في هذه القضية وتمكن المحققون بالتنسيق مع السلطات الامنية بجهة الكاف وقلعة سنان من اماطة اللثام عن عصابة خطيرة اختصت في سرقة السيارات وتهريبها وقد تمكنوا من حجز سيارة الشاكي بالحدود التونسيةالجزائرية. وباجراء المزيد من الابحاث تمكنت فرقة مقاومة الاجرام من ايقاف الفتاة وشريكها بالعاصمة كما وقع ايقاف 4 آخرين بالكاف ومن بينهم موظف فيما تحصن شخص منضم الى العصابة بالفرار ويشتبه في انه جزائري. وبعرض الفتاة سنها 20 سنة وشريكها على باحث البداية اعترفت منذ الوهلة الاولى انها تعرفت على المتهم الثاني وتوطدت العلاقة بينهما فعرض عليها ان تنضم الى القيام بسرقة السيارات وتهريبها فلم تمانع واخترعت بعض الحيل للايقاع باصحاب السيارات الفاخرة وهي إما مراودتهم واما التظاهر بانها عرجاء ومريضة ولا تقوى على المشي وقد نجحت في الايقاع بعشرات الضحايا وكان صديقها يتولى مهمة قيادة السيارات ثم تسليمها فيما بعد الى اشخاص آخرين بجهة الكاف ويتم بعد ذلك تهريب السيارات الى الجزائر وبيعها بسوق اهراس واماكن اخرى وللاشارة فان عملية التهريب تتم عبر المسالك الجبلية وبمساعدة موظف يعمل بالحدود التونسيةالجزائرية. وبسماع شريكها صادق على اقوالها واعترف بانه يسلم الفتاة نصيبها من المال بعد نجاح كل عملية كما اعترف بقية الاطراف المنضمين للعصابة كل بالدور الذي قام به وفي خاتمة الابحاث احيلوا صحبة ملف القضية على انظار هيئة الدائرة الجنائية الاولى بابتدائية تونس وقد وجهت لهم دائرة الاتهام تهم تكوين عصابة تهدف الى الاعتداء على الاملاك والاشخاص. وتهريب بضاعة محجرة ويضاف للمتهمة والمتهم الاولين تهم السرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد. وقد مثل المتهمون امس امام انظار هيئة المحكمة فتراوحت اقوالهم بين الاعتراف والانكار ولكن تبقى الكلمة الاخيرة للمحكمة.