بين رافض ومؤيد لقائد السبسي.. 4 معتصمين تعرضوا لمحاولتي اغتيال استقال محمد الغنوشي من منصبه، ورغم ذلك يحافظ مخيم القصبة على بقائه ويصر المعتصمون على مطالبهم ومواقفهم ومبدإ تصحيح مسار الثورة...وأمام تساؤل الشارع التونسي حول الخطوة القادمة التي سيتخذها المعتصمون، والبدائل السياسية المقترحة من طرفهم وموقفهم من الوزير الأول الجديد الباجي القائد السبسي تحولت "الصباح" يوم أمس إلى ساحة الحكومة كمحاولة لنقل ردود الفعل. اتفق جميع من تحدثنا معهم على ان مطالبهم بعيدة عن الشخصنة فالغنوشي ليس النظام، هو جزء منه واستقالته لا تمثل استقالة الحكومة أو القطع مع رموز النظام البائد، هي خطوة وليست انجازا... والأهم هو الغاء الدستور وحل مجلس النواب والمستشارين وتكوين مجلس تأسيسي..
البدائل السياسية
يشير وحيد عباس (مرحلة ثالثة انقليزية توزر) الى أن الشعار الأساسي الذي رفعه المعتصمون هو"الشعب يريد اسقاط النظام" و"الشعب يريد مجلس تأسيسي "ولذلك فالاعتصام متواصل الى أن تتحقق مطلبيته التي تمثل أصلا بديلا سياسيا، فالمجلس الأعلى لحماية الثورة بمكوناته (المجتمع المدني، الأحزاب السياسية ومعية الممثلين عن اللجان المحلية والجهوية) ينبثق عليه مجلس تأسيسي، يشرف على الانتخابات. ويرى زياد عباس (طالب سيدي بوزيد) أن 80 بالمائة تقريبا من المعتصمين أصبحوا متسيسين بعلمهم أو دون علمهم - والخطوة القادمة بعد استقالة الغنوشي هي العمل على القطع مع النظام القائم وتكوين مجلس تأسيسي منتخب دون اقصاء مع الابتعاد عن تقييم الأشخاص وتجريمهم، ففي العمل السياسي الممارسة هي المحك والمرحلية تفرض الآن تقدم التيارات السياسية للعمل. ويضيف في نفس السياق الطيب أبوعائشة من لجنة الاعلام (أستاذ رياضيات) أن اعتصام القصبة كان انعكاسا لمجتمع مصغر ودرجات الوعي السياسي داخله متفاوتة، حمل مطالب شعبية شرعية، نادت بالغاء الدستور وحل البرلمان ومجلس المستشارين وتكوين مجلس تأسيسي... والمرحلة الانتقالية هي مسؤولية الجميع وكل الهياكل السياسية مطالبة بالقيام بدورها. في المقابل اتخذ ممثل منطقة "تالة" يحي حمداني (طالب ) موقفا أكثر جرأة ورأى أن البديل السياسي بعد اسقاط النظام هو مجلس تأسيسي لا ينبثق عن المجلس الأعلى لحماية الثورة وإنما منتخب من طرف الشعب. وبعيدا عن السياسية تدخل عبد القادر الطويل (نجار-تونس) ونادى بتأطير كامل للشباب وتنظيم حركته الواعية والقادرة على الفعل، ثم جذب كرة لصق من جيبه وافتعل ثقبا داخلها وقال بانفعال.." ان هذه الثغرة السياسية التي نراها اليوم ستلتئم تدريجيا بتشبث المعتصمين بموقفهم وتحمل كل طرف اجتماعي، سياسي، ثقافي أو اعلامي لمسؤوليته التاريخية". وأفاد صلاح الدين (بائع بمكتبة تونس) أن الإشكالية ليست في حل الحكومة وإنما في إحداث التغيير الشامل والقطع مع الماضي وتصحيح مسيرة الثورة، وبتحقيق المطالب الأساسية للمعتصمين المتمثلة في مجلس تأسيسي وحل للدستور ومجلس النواب والمستشارين تجد الحكومة نفسها حتى وان حافظت على تواجدها حكومة تسيير أعمال تسهر على التحضير للانتخابات.
قائد السبسي بين رافض ومؤيد
سفيان (مجاز في الحقوق) أحد المعتصمين قال"نحن لا نستطيع الحكم على قائد السبسي يجب أن نعطيه فرصة في هذه الفترة وعليه أن يثبت للشعب التونسي أنه قادر على إحداث تغيير جذري وخاصة في مجال التشغيل. "قائد السبسي في يديه 48 ساعة للتنظيف" هذا ما بدأت به سيدة السعيداني (72 سنة) حديثها إلينا وأضافت قائلة"أنا معتصمة وأبيت بالقصبة ليتحقق مطلبنا وهو سقوط النظام وعلى قائد السبسي تنظيف الحكومة في ظرف 48 ساعة أو عليه أن يتنحى وأنا أطالب بتعيين وزراء من الشباب كما أطالب بإطلاعنا على مآل ال 110 أشخاص من عائلة بن علي وأتساءل لماذا لم يقع تمريرهم على شاشة التلفاز... وإن لم تتحقق هذه المطالب فأعد أنني سوف آتي بالمسنين الذين هم في عمري ليعتصموا في القصبة". يقول جلول عزوز (متقاعد) "أنا مع كل من يخدم تونس بضمير أنا كنت في الخليج منذ 23 سنة وأرى أن على الباجي قائد السبسي أن يقوم بتنظيف الحكومة من أذيال التجمع وأن يقوم بخطوات ايجابية ونحن لا نريد كلاما بل فعلا"... وأجمع عدد من المعتصمين على أنهم لا يريدون "مومياء" وأشخاصا "خارجين من التاريخ" على حد تعبيرهم وتساءلوا كيف لحكومة هرمة أن تتواصل مع شعب شاب أو تستجيب لمطالب ثوار شباب. واعتبر بعضهم أن :" الباجي قائد السبسي شخصا يداه ملطختان بأحداث الخبز سنة 1983 وكذلك أحداث قفصة واعتبروا أن الثورة ثورة شباب وعلى الحكومة أن تأخذ هذا في اعتباراتها." ويرى قيس(سيدي بوزيد) وهو أحد المعتصمين الذين تم اعتقالهم في الإعتصام السابق أن على قائد السبسي أن يعلن عن حكومة جديدة مضيفا " لماذا مازلنا نرى الرصاص إلى يومنا هذا بالإضافة إلى غياب الأمن فالشعب التونسي فقد الشعور بالأمان فأين دور وزارة الداخلية".
المعتصمون: 4 محاولات اغتيال، مندسون ومناشير...
هناك خبر يتداول بين المعتصمين في ساحة القصبة حول تعرض بعضهم لمحاولتي اغتيال وقد أكد لنا أحد العناصر بالخلية الإعلامية للمعتصمين أن أربعة من المعتصمين وهم محمد أمين سلامة وعبدالله وهاجر ومحمد الفاضل تعرضوا لمحاولتي اغتيال وذلك لما كانوا في طريقهم لمؤسسة التلفزة التونسية لحضور برنامج حيث تعرضوا لطلق ناري كما تمت مضايقتهم من طرف سيارة في محاولة لقلب السيارة التي كان على متنها المعتصمين المذكورين. وأضاف محدثنا أن الاعتصام شهد عديد محاولات الإحباط وذلك بتوزيع مناشير ذات مواقف سياسية أو فوضوية وفي نفس السياق صرح أحد أعوان الجيش بالقصبة أنه تم اعتقال أعداد من المحرضين على دخول الثكنات أو الداخلية لأخذ الأسلحة ومزيد التصعيد وترويع الحكومة والشارع التونسي.. كما بين لنا العنصر المشار إليه في الخلية الإعلامية أن المعتصمين الذين يبيتون في القصبة يتجاوز عددهم الألفين وهناك نقص في الأغطية والحشايا لاسيما بعد نزول المطر حيث ابتلت كل الأغطية.