بدأت التحركات حثيثة من قبل جميع الأطراف المسؤولة بالمعبر الحدودي برأس جدير استعدادا وتحسبا للتطورات على الساحة العسكرية بليبيا. ولضمان حسن استقبال الجرحى الوافدين من ليبيا عبر المعبرين الحدوديين برأس جدير من ولاية مدنين وبالذهيبة من ولاية تطاوين انعقدت صباح أمس جلسة طارئة بجرجيس تم خلالها اتخاذ جملة من الاجراءات وقد حضرت هذه الجلسة الهياكل الصحية الراجعة بالنظر لوزارة الصحة العمومية ووزارة الدفاع الوطني والحماية المدنية اضافة الى وفد صحي قادم من المغرب وممثلي المنظمة العالمية للصحة. وذكر السيد محمد صالح بن عمار المدير العام للصحة العمومية بوزارة الصحة في تصريح ل"الصباح" أن الاجرءات التي تم اتخاذها لمجابهة الوضع بالمنطقة الحدودية برأس جدير مستقبلا يتمثل في اعداد قاعات للجراحة وتجهيز 40 قاعة عمليات بمختلف المستشفيات القريبة من ولاية مدنين وتوفير الدم وذلك بتركيز مركزين للدم ببنقردان وتطاوين وتخصيص 10 سيارات اسعاف ومروحيتين عسكريتين ب"الشوشة" وسيارات عسكرية طاقة استيعابها تقارب 60 شخصا هذا الى جانب تعزيز الاطار البشري ولا سيما بمستشفى بنقردان بأطباء من الصحة العمومية ومن كلية الطب بصفاقس وأضاف المدير العام للصحة العمومية أنه تم التجند لمجابهة حالات الجرحى القادمين من ليبيا ويتم ذلك منذ وصولهم الى نقطة العبور برأس جدير أ وبالذهيبة وذلك عن طريق تركيز مركز فرز على عين المكان يتم فيه تحديد نوعية حالة الجريح ليتم اثر ذلك ايقاف النزيف ثم نقل الجريح الى المستشفى الميداني العسكري التونسي أ والمغربي المتمركزين بمخيم "الشوشة" ويقضي الجريح هناك فترة 24 ساعة ثم يتم نقله الى احدى المستشفيات. وعلمت "الصباح" أنه تم الى غاية مساء أمس استقبال 7 جرحى بينهم جنود ومدنيين قادمين من ليبيا تم نقلهم الى المستشفيات التونسية كما لوحظ دخول سيارات اسعاف ليبية عبر المعبر الحدودي برأس جدير.
ضربة موجعة للسوق المغاربية
هذا النسق التصاعدي للتطورات التي تشهدها المنطقة الحدودية برأس جدير كان له تأثير سلبي خاصة على السوق المغاربية ببنقردان التي كانت تشهد حركية منقطعة النظير قبل انطلاق الأحداث بليبيا حيث تراجع نشاطها بنسبة 70 بالمائة وهذه النسبة مؤهلة للارتفاع لتصل 90 بالمائة بالنسبة لبعض التجار وهناك منهم من أوقف نشاطه بصفة كلية وأغلقوا محلاتهم مما أفرز ركودا كبيرا بهذه السوق التي كانت تمثل المصدرالرئيسي للمعيشة خاصة بالنسبة لأهالي معتمدية بنقردان فهذا الفضاء كان يستقبل يوميا بمعدل 50 ألف زائر من مختلف جهات الجمهورية ومن خارج تونس ويضم حوالي 1200 محل يشغل 10 آلاف شخص سيصبحون في حالة بطالة اضطرارية باعتبار أن هذه السوق مصدر رزقهم الوحيد سيما وأن هذه المعتمدية عانت خلال السنوات الفارطة الحرمان نتيجة غياب شبه كلي للمشاريع التنموية القادرة على توفير مواطن شغل خاصة للشباب المجازين ببنقردان والبالغ عددهم 4 آلاف شاب.
تراجع عدد الوافدين
من جهة أخرى شهد أ مس المعبر الحدودي برأس جدير تراجعا كبيرا في عدد الوافدين من ليبيا حيث بلغ خلال ال 24 ساعة الفارطة 1888 وافدا وقد سجل عدد الوافدين نقصا كبيرا مقارنة بالفترة السابقة حيث وفد أمس 1280 ليبيا و280 مصريا و50 بنغاليا و160 غانيا و35 تونسيا اضافة الى جنسيات أخرى مختلفة. وقد بلغ عدد الوافدين عبر مختلف نقاط العبور التونسية منذ يوم 20 فيفري الفارط الى غاية الساعة الخامسة من مساء أمس أكثر من 163 ألف منهم أكثر من 142 الفا مروا من المعبر الحدودي برأس جدير والباقي من مختلف نقاط العبور الأخرى في حين بلغ عدد المغادرين منهم لمخيمات اللاجئين أكثر من مائة وستة آلاف من تونسيين وليبيين وجنسيات أخرى مختلفة. من جهة أخرى أفاد المدير الجهوي للحماية المدنية بمدنين مالك ميهوب ان العدد الجملي للوافدين من يوم 20 فيفري الى حدود مساء أمس بلغ أكثر من 163 الف وافد في حين بلغ عدد اللاجئين بمخيم"الشوشة" والمخيم الاماراتي أكثر من 5 آلاف لاجىء بينهم ليبيين مروا عبر النقطة الحدودية برأس جدير. كما شهد مطار جربة جرجيس الدولي منذ 23 فيفري الفارط والى غاية أول أمس الجمعة حركية كثيفة سجلت اقلاع 500 طائرة نقلت 100 ألف لاجىء الى بلدانهم منهم 50 ألف مصري و15 ألف بنغالي و12 ألف صيني وقد أمنت مختلف هذه الرحلات الجوية شركتي الخطوط التونسية والطيران الجديد وقد بلغ عدد الرحلات التي تم تأمينها يوم أمس انطلاقا من مطار جربة-جرجيس الدولي 5 رحلات توجهت 3 منها الى الخرطوم حيث نقلت 540 لاجئا ورحلة الى مصر نقلت 170 لاجئا ورحلة نح وبنغلاداش نقلت 180 بنغاليا. وقد التقى والي مدنين نبيل الفرجاني بوزير الخارجية المكلف بالهجرة ببنغلاداش الذي حل أمس بمطار جربة-جرجيس وقد عبر الوزير البنغالي عن شكره لكافة الهياكل التونسية والمنظمات الدولية والانسانية لما بذلوه من مجهودات لحسن استقبال الوافدين عبر النقطة الحدودية برأس جدير أ وبمطار جربة جرجيس الدولي وبالمخيمات بمعتمدية بنقردان.