أين وصلت ترتيبات زيارة "الصّلح" التّاريخيّة الّتي قيل - منذ أكثر من أسبوع - أنّ الرّئيس محمود عبّاس سيؤدّيها الى قطاع غزّة المحاصر من أجل تحقيق المصالحة بين تنظيمي "فتح" و"حماس"؟ الرّئيس عبّاس ( رئيس دولة فلسطين الوهميّة ) قال - وقتها - وهو يعلن عن استعداده لأداء هذه الزّيارة أنّه "مستعدّ للتّو" للذّهاب الى غزّة ... وقد انقضت أيّام وليال ولم تحصل - بعد - هذه الزّيارة ... ربّما لأنّ هذا "التّوّ" الفلسطيني لم يحن أوانه بعد ... ما يبعث على الأسى - حقيقة - ليس فقط هذا التّلكّؤ الفصائلي ( ولا نقول الفلسطيني ) في انهاء الانقسام - المهزلة وتوحيد الصفّ الفلسطيني ... فهذا أمر لم يعد مستغربا - للأسف - ما دام قد أصبح لحركة "حماس" علمها "الوطني" و "قبلتها" السّياسيّة وكذلك لحركة "فتح" علمها "الوطني" و "قبلتها" السّياسيّة ... ما يدمي القلب ويحزّ في النّفس أكثر هو أن تظهر شخصيّة قياديّة ونضاليّة فلسطينيّة محترمة في "حجم" رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنيّة في هيئة المسؤول غير المكترث - أو على الأقلّ - غير المستعجل لانجاز المصالحة وانهاء الانقسام وتوحيد الصفّ الفلسطيني ... والاّ ماذا يعني مثلا قوله - أمس الأوّل - لوسائل الاعلام في غزّة وهو يزور منزل الشّيخ أحمد ياسين في الذّكرى السّابعة لاغتياله أنّ "الحوار مع حركة فتح يجب أن يتناول كلّ الملفّات وأن ينطلق من حيث انتهت القضايا بسقف زمني وأن يتيح عقد مؤتمر شعبي للبحث في مستقبل القضيّة الفلسطينيّة والنّظر في تطوّرات الوضع الفلسطيني" ما هذا يا سيّد هنيّة ؟؟؟ ان كانت هذه "شروطكم" المسبقة في حركة "حماس" للجلوس الى اخوتكم في حركة "فتح" والبدء في محاورتهم لتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام فكيف ستكون مواقفكم خلال جلسات الحوار ذاته لمّا يقع الخوض في "التّفاصيل" والمسائل الخلافيّة الحسّاسة ؟؟؟ طبعا، نحن - هنا - لسنا في وارد التّحامل على أيّ طرف ... بل نحن نسلّم بأنّ الفلسطينيّين على اختلاف انتماءاتهم الايديولوجيّة هم أدرى بأمور "قضيّتهم" ... ولكنّنا - فقط - وددنا لو نستمع اليك - يا سيّد هنيّة - وأنت "تيسّر" ولا "تعسّر" في مسألة المصالحة الفلسطينيّة وانهاء الانقسام خاصّة وأنّ تصريحك هذا تزامن مع جريمة حرب جديدة بشعة ارتكبها العدوّ الصّهيوني - أمس الأوّل - في حقّ المدنيّين الفلسطينيّين في غزّة ذاتها وذهب ضحيّتها أكثر من ثمانية شهداء بينهم أطفال ... انّ مسألة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصفّ النّضاليّ الفلسطينيّ هي السّلاح الأمضى لمواجهة الجرائم الاسرائيليّة وانهاء الاحتلال الصّهيوني للقدس الشّريف ... وليس - فقط - القذائف الصّاروخيّة المحليّة الصّنع الّتي عادة ما تردّ بها الفصائل في غزّة على الاعتداءات الاسرائيليّة ... وهي قذائف كثيرا ما تقع "في أرض خلاء" تابعة لهذه المستوطنة الاسرائليّة أو تلك ...