أثار الاتفاق الذي توصلت له حركتا "فتح" و"حماس" أمس الأول، في القاهرة عبر الجهود المصرية ردود أفعال دولية ما بين مرحب وترقب وتهديد. إلى ذلك هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس، اتفاق المصالحة، معتبرا أنه يعد تجاوزا للخط الأحمر بالنسبة لدولة إسرائيل. وقال ليبرمان، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن حركة حماس تعتبر تنظيما إرهابيا ليس في الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوربي فحسب، وإنما لدى اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط. ورأى ليبرمان أن اتفاق المصالحة الفلسطينية أنجز على خلفية الضائقة التي تشعر بها السلطة الفلسطينية بعد سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان يدعم القيادة الفلسطينية. فتور أوروبي- أمريكي أما أميركا فقد أعلنت أنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الاتفاق، والذي يقضي بتشكيل حكومة مؤقتة. وقال تومي فيتور أحد الناطقين باسم البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية على أساس ما يعزز قضية السلام، ولكي تلعب أي حكومة فلسطينية دورا بناء في تحقيق السلام فإن عليها القبول بمبادئ اللجنة الرباعية وتنبذ العنف وتلتزم بالاتفاقات السابقة وتعترف بحق إسرائيل في الوجود. في هذه الأثناء حذر أعضاء في الكونغرس الأميركي أمس من أن يؤثر اتفاق المصالحة على المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية. وذكر بيان صادر عن رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي أورده راديو «سوا» الأميركي أمس، أن الاتفاق يعنى أن حركة إرهابية ستكون جزءا من السلطة الفلسطينية على حد تعبيرها. وأضاف البيان أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين يجب ألا تذهب لدعم جهات تهدد أمن الولاياتالمتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل. وبدوره، اعتبر السيناتور الجمهوري ماركيل أن حماس بجانب فتح يساوي تعليق المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية. أما الإتحاد الأوروبي فقد أكدت المنسقة العليا للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أمس، على أهمية المصالحة بين الاطراف الفلسطينية وإنهاء الانقسام بينها. إشادة صينية روسية إيرانية من جانبها رحبت الصين أمس، باتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ ليه في مؤتمر صحفي دوري أمس، بأن الصين ترحب باتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه بين حركتي «فتح» و»حماس» الفلسطينيتين، وتأمل في ان يساعد هذا الاتفاق في تعزيز التضامن والتنسيق بين الاطراف في فلسطين. وبالمقابل أشادت إيران بالاتفاق بين الحركتين، وقال وزير الخارجية علي اكبر صالحي ان إيران تشيد بهذا الاتفاق وبجهود الحكومة المصرية بهذا الصدد. وأشار صالحي إلى ان بداية المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين تشكل أول انتصار للشعب المصري في الملف الفلسطيني بعد تغيير النظام في مصر. وفي الشأن ذاته أعربت روسيا عن ترحيبها باتفاق المصالحة الذي توصلت اليه حركتا فتح و حماس لإنهاء الانقسام الفلسطيني. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن الناطق باسم وزارة الخارجية القول شعرنا بارتياح كبير لدى سماعنا بهذه الخطوة المهمة. وأضاف أن بلاده تأمل في أن يسهم الاتفاق في تحقيق الاستقرار بالمنطقة. اتفاق إيجابي وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اعتبر الاتفاق مع «حماس» ايجابيا لمفاوضات السلام.. وأكد خلال لقاء مع ممثلين لمبادرة السلام الإسرائيلية أن على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان. وأعرب عباس عن استعداده للعودة إلى المفاوضات إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان قبل شهر سبتمبر المقبل. وأضاف نأمل ان يؤدي ذلك بكافة الحركات الفلسطينية إلى الموافقة على شروط اللجنة الرباعية.
مصدر عسكري إسرائيلي: التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية سيتغير بيت لحم (وكالات) نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، قولها إن «أي تغيير في نسيج العلاقات الرقيق هذا يؤدي إلى تغيير جوهري في الضفة الغربية، ويلزم الجيش الإسرائيلي بالاستعداد بشكل مغاير تماما»، واصفة «التنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية بالجيد، والمفيد ويخدم الطرفين إلى حد كبير، كل حسب رؤيته". وبحسب المصادر ذاتها فإن تحقق خطوة من هذا النوع «المصالحة» سيكون له أبعاد ثقيلة الوزن على الأرض في الفترة القريبة. وقال مصدر أمني إسرائيلي إنه بالرغم من التصريحات التي تطلق في القاهرة فإن هناك خلافات شديدة قائمة بين حركتي حماس وفتح ولا يمكن جسر الهوة بينهما بسهولة. وأضاف أنه سيكون للمصالحة أبعاد ذات وزن في الساحة الفلسطينية، سواء في قطاع غزة أم في الضفة الغربية، وأنه يوجد للجيش «خطط أدراج» مناسبة يعرف كيف يستخدمها بحسب الحاجة. وأشارت الصحيفة إلى أن ما تسمى ب»قيادة المركز» في الجيش الإسرائيلي ستقوم في الأسابيع القادمة بدراسة حصول تغيير اتجاه في أداء أجهزة الأمن الفلسطينية، والذي وصف بأنه الأنجح في السنوات الأخيرة الأمر الذي أدى إلى خفض حجم قوات الاحتلال في الضفة، وإن أي تغيير في عمل أجهزة الأمن الفلسطينية يلزم قوات الاحتلال بتعزيز قواتها في «المناطق الحساسة». كما قالت الصحيفة إن جيش الاحتلال يستعد ل"سيناريوهات أكثر تطرفا"، بضمنها اتخاذ خطوات ضد إسرائيل من قبل عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية.
"يديعوت أحرنوت": نتنياهو قلق على مصير اتفاقية "كامب ديفيد" تل أبيب (وكالات) في خطوة جديدة من تصاعد القلق الإسرائيلي الحاد على مصير اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب وخاصة عقب نجاح ثورة 25 جانفي التي أسقطت نظام حسني مبارك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه قلق من الدعوات الأخيرة المتصاعدة في مصر التي تطالب بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، داعيا إلى ممارسة ضغوط على القاهرة لمواصلة احترام الاتفاقية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت، الإسرائيلية عن نتانياهو خلال لقائه مساء أمس الأول، مع وفد مؤلف من 8 أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بالقدس المحتلة قوله: «إننى قلق من الأصوات التي تتعالى في مصر وتدعو إلى إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل». ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي المجتمع الدولي إلى توضيح التوقعات من مصر بشأن مواصلة احترام اتفاق السلام، مشيرا إلى استطلاع للرأي نشره مركز أبحاث أمريكي مؤخرا جاء فيه أن حوالي 54 % من المصريين يؤيدون إلغاء اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التي وقعت بين الطرفين بمنتجع «كامب ديفيد» عام 1979. وفى السياق نفسه أشارت يديعوت إلى تنظيم العشرات من المصريين وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة مؤخرا للمطالبة بقطع العلاقات مع تل أبيب، ووقف إمدادها بالغاز المصري.