افتتحت منذ يوم أمس بالعاصمة تظاهرة فنية تضع الصورة الفوتوغرافية في قلب الحدث. ومن أبرز فقرات التظاهرة التي يجتمع في تنظيمها كل من بلدية تونس وقصر خير الدين والمعهد الفرنسي للتعاون ومؤسسات « مانيوم «للصور (Magnum Photos) ورؤية + (Vision +) والموقعshutterparty .com معرض للصور حول الثورة . ومن المفروض أنه تم منذ يوم أمس اختيار التونسيين الذين ستتاح لهم الفرصة لعرض صورهم خلال المهرجان العالمي « فيزا للصورة « «بباربينيون «الفرنسية بمناسبة انعقاد الدورة الجديدة للمهرجان في سبتمبر من العام الجاري. بين براغ 1968 وتونس 2011 ومن بين أبرز الفقرات التي تنتظم على هامش المعرض الذي يقام بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة بالعاصمة لقاء مع المصور الفوتوغرافي « جوزيف كوديلكا «عن مؤسسة «مانيوم « للصور الذي يعرض صوره التي التقطت خلال الغزو السوفياتي لبراغ سنة 1968. وتأتي فكرة عرض الصور التي كانت شهادات حية عما حدث ذات يوم ببراغ رغبة في تأكيد نقاط التلاقي بين الشعوب كلما انتفضت وتاقت للحرية مثلما حدث في بلدنا ذات يوم من 14 جانفي من العام الجاري. يتواصل معرض صور «كوديلكا» الذي يحمل عنوان : غزو, براغ 1968 إلى غاية 7 ماي القادم. وتعرض بنفس المناسبة «ديابوراما» تضم حوالي 101 صورة تحت شعار من أجل الحرية. 101 صورة بإمضاء كبار المصورين الفوتوغرافيين في العالم دفاعا عن الحق في تقديم الشهادات على الأحداث الهامة من صنع البشرية والمخلدة للحظات التاريخية في مسيرة الشعوب. ويشفع عرض الصور المنتظر ليوم 7 ماي بنقاش مفتوح أمام العموم حول التصوير الفوتوغرافي والديمقراطية والعلاقة بين الصورة والحرية. ومن بين الأسئلة التي ينتظر أن تطرح بالمناسبة : هل لدينا الحق في تصوير كل شيء وإظهار كل شيء وأي ثقافة صورة نقدمها للنشىء. كيف نتلقى السيل الجارف من الصور من العالم وكيف نفهمها حتى لا تفرض علينا فرضا ثم ما هو مستقبل المصوّر الفوتوغرافي بالصحافة. يشارك في هذه التظاهرة بالخصوص كل من هالة عمار وصوفيا بركات وحميد الدين بوعلي وعمار ضيّة وهشام ادريس ونيكولا فوكي وأمين لندلسي وباتريسيا التريكي. مع العلم وأن الصور المائة زائد واحد تعرض بدون انقطاع خلال كامل مدة المعرض من 7 إلى 25 ماي القادم. تنطلق ورشات العمل التي تقام بنفس المناسبة يوم 30 أفريل الجاري وتتواصل إلى 22 ماي القادم. وسيدعى الجمهور يوم 25 ماي إلى اختيار الصور التي تمثل حسب رأيه أكثر من غيرها أحداث جانفي 2011 بتونس. معهد غوتة الألماني يحي الثورة الشعبية من جهته ينظم معهد غوتة الألماني بتونس تظاهرة تحتفي بدورها بالثورة التونسية بالصورة لكن الصورة بالنسبة للألمان لا تكتمل إلا بالصوت. تنطلق التظاهرة بداية من اليوم 29 أفريل وتتواصل إلى غرة ماي القادم. ويشارك في تنظيمها بالخصوص فضاء الأكروبوليوم ومدار قرطاج بالعاصمة. ويشتمل البرنامج على عروض لموسيقى «الراب « ومعرض للصور وتنصيبات فنيّة تتكوّن بالأساس من السيّارات المحروقة أيّام الثورة. وإذ يساند المعهد الألماني المبادرة بقوة حسب البلاغ الخاصّ بالحدث فلأنها عبارة عن فسيفساء صغيرة تعبر فنيا عن الثورة التونسية. يقع افتتاح التظاهرة اليوم بمدار قرطاج بالعاصمة بداية من الساعة السادسة مساء بتدشين معرض المصور الفوتوغرافي حميد الدين بوعلي بعنوان: « ثورة على الطريقة التونسية «. وتكون فقرات يومي الغد السبت 30 أفريل والأحد غرة ماي حوالي 14 متنوعة بين معارض للصور وتنصيبات فنية وعرض موسيقي بمشاركة كل مجموعة «أرمادا بيزارتا « والفنان محمد « لاكي 3 « والفنان عبد السلام النوالي « فينيكس». وإذ تلتقي مختلف مكوّنات برنامج التظاهرة في أنّها تتغنّى بالثّورة وتحييها بحماس شديد فإنّه يمكن لفت الإنتباه إلى المقترح الفنّي الذي بادرت به فاتن الرّويسي الفنّانة التشكيلية التّي سبق لها وأن كانت وراء استخدام السّيارات المحروقة خلال الثورة فنيّا. تدعو فاتن الرّويسي هذه المرّة الجمهور إلى التمعّن في مقترح فنّي جديد تستخدم فيه هذه السّيارات ويدور من حوله شباب تونسي بالعلم التّونسي يقومون باستعراضات فنّية تعلن أمام الملإ التمسّك بالحرية في حركات رمزية تعبّر عن اللحظة التاريخية التي عاشها التونسيون لحظة انتصار الثروة الشعبية وإزاحة الديكتاتورية.