ختم قاضي التحقيق الثامن بالمحكمة الابتدائية بتونس الأبحاث في قضية مخدرات تورط فيها 11 متهما بينهم دريد بن علي وسائق سابق لوالده وابن عمته ورجل أعمال جزائري وقد أحيل 4 متهمين بحالة ايقاف في حين أحيل البقية بحالة فرار وصدرت في شأنهم بطاقات جلب وقد وجهت الى بعضهم تهم المسك واستهلاك مادة مخدرة مدرجة بالجدول "ب" ووجهت لآخرين تهم الاستهلاك والمسك بنية الاستهلاك ومسك وحيازة وملكية وشراء والاحالة والتوسط والتسليم والتوزيع بنية الاتجار لمادة مخدرة مدرجة بالجدول "ب" وقد أحيل ملف القضية على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس لتحدد التهم النهائية التي سيحاكم على أساسها المتهمون. وحسب ما ورد بقرار ختم الأبحاث فقد انطلقت الأبحاث في القضية اثر ايقاف المتهم دريد بن علي من طرف قوات الجيش الوطني وباستنطاقه اعترف باستهلاكه للمواد المخدرة المعروفة بالقنب الهندي"الزطلة" وأكد تحوزه على البعض من هذا المخدر بمقر سكناه وقد ذكر صلب استنطاقه بمقر ثكنة الجيش الوطني بالعوينة في غرة فيفري 2011 أنه ولئن سبق له الانخراط في ميدان استهلاك المواد المخدرة من نوع القنب الهندي والمعروف بالزطلة وذلك أواخر التسعينات أثناء اقامته بمدينة "سترازبورغ" بفرنسا كما تواصل استهلاكه هذه المادة الى حدود سنة 2003 تقريبا الا أنه واثر استقراره نهائيا بتونس وزواجه فقد انقطع عن مثل هذه العادة بحيث لم يعد اطلاقا الى مسك واستهلاك أي مواد مخدرة ولاحظ أنه حتى خلال الفترة التي كان استهلك فيها في بعض المناسبات فان العملية كانت تتم بفرنسا وصحبة أصدقاء له من نفس البلد و أكد في هذا الصدد أنه يعرف المتهم الثاني في القضية باعتباره ابن عمته كما يعرف أربعة متهمين آخرين باعتبارهم أصدقاء له و أبناء جهته وقد اعتاد الاختلاط بهم قصد ممارسة بعض الرياضات الترفيهية وخاصة منها كرة القدم ويعرف كذلك المتهم الخامس الا أن علاقته به ظلت سطحية. و أضاف دريد بن علي في محضر استنطاقه أنه يعرف متهما آخر في القضية باعتباره كان السائق الخاص لوالده فحسب ويعرف كذلك رجل أعمال جزائري باعتبار أن هذا الأخير كان ممنوعا من الدخول الى تونس وقد قام بمساعدته على رفع هذا الحظر عليه، وبمجابهة دريد بن علي بتصريحاته المسجلة عليه لدى الباحث المناب والتي اعترف صلبها بتوليه تفصيليا الاندماج في مجال استهلاك المواد المخدرة المدرجة بالجدول "ب" وتوليه اقتناء هذه المادة من ثلاثة متهمين آخرين مورطين معه في القضية كاقراره في نفس الطور بتوليه تزويد البعض من معارفه وأصدقائه بأجزاء من هذه المادة دون مقابل تراجع في هذه الاعترافات مؤكدا أنها انتزعت منه تحت الضغط. وباستنطاق ابن عمته تراجع في اعترافاته الأولية المسجلة عليه والتي أقر فيها باندماجه في مجال استهلاك المخدرات وحصوله في مرات عديدة على المادة من ابن خاله دريد بن علي الا أنه خلال التحقيق معه أنكر هذه التصريحات وأكد أنها انتزعت منه تحت الضغط، وبمجابهته بنتيجة التحليل الطبي المجرى عليه والذي أكد وجود آثار استهلاك لمادة القنب الهندي طعن في هذه النتيجة و ذكر أن استهلاكه العرضي للمادة المخدرة تم بتاريخ 12 جانفي 2011 بألمانيا في حين أن عملية أخذ العينة قد تمت بتاريخ 27 جانفي وبالتالي فان الفاصل الزمني الكبير من شأنه وحسب اعتقاده أن يؤدي الى نتيجة سلبية. وباستنطاق المتهم الثالث نفى اندماجه في مجال استهلاك أو ترويج أو نقل المخدرات بمختلف أنواعها داخل البلاد التونسية مؤكدا أنه لم يستهلك هذه المادة الا أثناء اقامته بباريس ولم يعد الى مثل هذه الممارسات اطلاقا عند عودته الى تونس. ومن المنتظر أن يحال ملف القضية قريبا على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس في انتظار إحالته على القضاء.