الصلاة في الشوارع تعود بالنظر إلى الداخلية "إن بيوت الله ليست مجعولة للحملات الانتخابية وانما لنشر خطاب ديني مستنير ومعتدل ومتسامح يدعو إلى نشر القيم الإنسانية التي تقوم على ثقافة الاختلاف واحترام الآخر أما السياسة و فضاؤها فهي من مشمولات الأحزاب وللسياسة فضاءاتها وحقولها..ولا أظن أن الحرية التي منحتها وزارة الشؤون الدينية إلى أيمتها ستستغل في إطار آخر..." هذا ما أكده السيد العروسي الميزوري وزير الشؤون الدينية خلال اللقاء الصحفي الذي عقده أمس بمقر الوزارة مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية ليست حزبا وإنما هي مؤسسة ذات طابع تأطيري وإداري تنادي بالحوار والوفاق وكل ما من شأنه أن يخدم الصالح العام. مسألة تسييس المساجد والصلاة في الشوارع فضلا عن التكريس للعنف تحت طائلة الدين كانت محور نقاش مطول جعلت الوزير يحسم الجدال في بعض المسائل. ووضح في هذا الصدد أن الإسلام دين تسامح يناهض العنف كما أن بيوت الله يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن العنف والممارسات السياسية لان بيوت الله ليست مجعولة للحملات الانتخابية.. مشددا على أن القضاء على هذه الظاهرة هي مسؤولية جماعية ولا بد أن تتظافر الجهود لنقف في وجه كل الممارسات التي تكرس للعنف علما وأنها تبقى مرحلة عرضية انتقالية ولن يقبلها الشعب التونسي. وردا عن سؤال يتعلق بالآليات المزمع اتخاذها صلب الوزارة للتصدي لظاهرة صلاة الجمعة في الشوارع أشار وزير الشؤون الدينية إلى أنها ظاهرة موجودة من قبل ويبقى جامع الفتح بشارع الحرية خير دليل على ذلك غيران هذه الظاهرة بات يشوبها تجاوزات عديدة وصلت حد إقامة الصلاة في الشوارع وهي مسالة تعود بالنظر إلى الداخلية بالأساس. من جهة أخرى لم تمر مسألة الأستاذ الذي اتهم بالتطاول على الرسول الكريم مرور الكرام خلال هذا اللقاء وشدد الوزير على أن الوزارات وإن تتكامل وتتعاون فيما بينها فان هذه الثنائية لها حدودها. وأضاف أن مسألة التطاول على الرسول تعود إلى وزارة التربية استنادا إلى أن الحادثة وقعت داخل مؤسسة تربوية . ومع ذلك فان الوزارة قد استنكرت وأدانت ذلك إلى أن تثبت الإدانة علما وأن كل الوزراء تكنوقراطيون أي يطبقون القانون ولا يتجاوزونه.
الحج والعمرة
حوالي 10 آلاف و 372 حاجا سينزلون بالبقاع المقدسة هذه السنة، 7400 منهم حجاج فرز أي بزيادة قدرت بألف حاج مقارنة بالسنة الماضية على أن يتولى لاحقا البنك المركزي تحديد كلفة الحج لهذه السنة. وفي عرضه للتفاصيل أشار الوزير انه تم الاتفاق هذه السنة على استعادة المخيمات بعرفات ومنى وتذليل صعوبات النقل والإقامة كما أن باب الترشح قد فتح حاليا وفقا لمقاييس تعتمد على الشفافية والموضوعية في عملية الفرز. أما في ما يتعلق بالعمرة فقد سجلت انخفاضا ب 15 بالمائة وأن هذا الانخفاض شمل الإقامة كما انه من الممكن أن تقوم الخطوط التونسية بتخفيضات.
انتدابات وخطة إمام أستاذ
أشار الوزير ايضا خلال هذا اللقاء الى أن الوزارة ستعمل على انتداب حاملي الشهائد العليا من خريجي مؤسسات جامعة الزيتونة كما أنها ستعمل على الترفيع في عدد الوعاظ المبرمج انتدابهم على ميزانية 2011 من 21 إلى 63 واعظا فضلا عن الموافقة على انتداب 200 إمام متفرغ من خريجي جامعة الزيتونة. وللارتقاء بالخطاب الديني الذي يرتبط بمستوى الإمام وبالأهلية العلمية والأخلاقية أعدت للغرض مقاييس جديدة للترشح (الأستاذية أي الأهلية العلمية والمعرفة بالمسائل الفقهية سيما الفقه المالكي والقدرة على الخطابة) كما أحدثت خطة إمام أستاذ الذي يخضع لتربص مدته 4 أشهر وسيقع ضبط مقاييس التكوين ووضعيته المادية من قبل مصالح الوظيفة العمومية وفقا لما صرح به الوزير.
صندوق النهوض بالمعالم الدينية
وفي محاولة لتقنين عملية التمويل ولمأسسة الجانب المالي صرح الوزير انه تمت الموافقة من قبل مجلس وزاري خصص للشأن الديني على إحداث صندوق النهوض بالمعاليم الدينية سيما أنها كانت مسألة عشوائية في السابق تقوم على التبرعات الفردية والمبادرات الشخصية وغير القانونية. والصندوق يعتبر آلية يهدف إلى ضمان توفير موارد مالية منظمة بما يحقق المساواة بين الجهات.