أكد العروسي الميزوري وزير الشؤون الدينية بالحكومة الانتقالية في تطرقه خلال الندوة الصحفية صباح أمس، إلى مسألة تسييس المساجد والجوامع، أن الوزارة ترفض استغلال بيوت الله للمجال السياسي وللدعاية الحزبية باعتبار أن السياسة وفضاءاتها من مشمولات الأحزاب، مصرحا في هذا السياق بأن وزارة الشؤون الدينية ليست حزبا، بل هي شأنها شأن بقية الوزارات الأخرى في الحكومة، لها طابع تأطيري وإداري وتنادي بالحوار والوفاق وكل ما يخدم الصالح العام ويصون الهوية. ولئن لم يكن الخطاب الديني بمعزل عن الانفلات ضمن المشهد العام بعد الثورة فقد تم عبر بلاغات وجهت إلى الأيمة والوعاظ، التحسيس إلى ضرورة اعتماد خطاب ديني مستنير، يقوم على احترام ثقافة حق الاختلاف ونشر مبادئ التسامح والوسطية، كما أفاد الوزير بأنه ضمن الإجراءات التي قامت بها الوزارة الإرتقاء بالخطاب الديني من خلال مقاييس جديدة للترشح إلى خطة الإمام، وتعتمد أساسا على الأهلية العلمية وكذلك الأخلاقية. وبناء على ذلك تم إحداث خطة إمام أستاذ، يعني أن يكون الإمام متحصلا على الأستاذية ويخضع بعد ذلك إلى تربص يدوم 4 أشهر. صندوق للنهوض بالمعالم الدينية في خصوص مجمل الإجراءات الأخرى، فهي تتعلق بالارتقاء بدور الوزارة وأدائها على المستوى المركزي، وإعادة النظر في الهيكلة، إضافة إلى الرفع في المنح المسندة إلى القائمين بشؤون الجوامع والمساجد وإطارات الوزارة المحالين على العجز، فضلا عن تشغيل حاملي الشهائد العليا من خريجي مؤسسات جامعة الزيتونة، وكذلك الترفيع في عدد الوعاظ من 21 إلى 63 واعظا، أي بزيادة 42 واعظا، والموافقة على انتداب 200 إمام متفرغ من خريجي جامعة الزيتونة. وفي الإطار ذاته، تم بموجب الإجراءات المعلن عنها، إحداث صندوق للنهوض بالمعالم الدينية وللمساواة في الموارد المالية بين الجهات، علاوة على العناية بالمؤدبين وتحسين أوضاعهم المهنية والمعنوية. وسيشهد الإعلام الديني انطلاقة جديدة، بعد أن تم تشخيص الواقع الحالي له، وذكر وزير الشؤون الدينية في السياق المتصل بما تشهده بعض بيوت الله من مظاهر تنزيل الأيمة، أن الظاهرة شهدت تقلصا، وقد اهتمت الوزارة بمعالجة الحالات حالة بحالة، إلى جانب وضع مقاييس الجدارة والكفاءة والأهلية العلمية والأخلاقية لتقلد خطة الإمام دون الإغفال عن برمجة تحويل بعض المساجد إلى جوامع، وتوسعة بعض الجوامع لفائدة من يؤمها من التونسيين. أما في ما يتعلق بحادثة سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم من قِبل أحد رجال التعليم، فقد أوضح الميزوري أن الوزارة استنكرت الأمر إلى أن تثبت الإدانة ويبقى حل المشكل موكولا إلى وزارة التربية باعتبار أن الحادثة حصلت في مؤسسة تربوية. زيادة بألف حاج في ما يهم حجيج الفرز حول موضوع العمرة، أكد وزير الشؤون الدينية أنه خلافا لما روجته بعض الصحف فإن العمرة شهدت فعلا تخفيضا بنسبة 15 بالمائة وشمل التخفيض بالخصوص السكن. أما بخصوص الحج، فقد تم فتح باب الترشح وفق مقاييس تعتمد الشفافية والموضوعية في عملية الفرز، مشيرا إلى أن حصة حجيجنا هذا العام كاملة، وهي 10 آلاف و372 حاجا، بتسجيل زيادة بألف حاج في ما يهم حجيج الفرز (من 6400 سنة 2010 إلى 7400 هذه السنة). وحول وضعية إذاعة الزيتونة، فإن هذه الوضعية ستتضح بعد تنقيح القرارات وتعديل المرسوم عدد 13 لسنة 2011، إذ أن الحكومة المؤقتة لا تحتكم حسب قول الوزير إلى العاطفة وإنما إلى الموضوعية في معالجة مختلف الوضعيات.