مرت 3 أشهر كاملة عن اندلاع شرارة ثورة الشعب الليبي الشقيق للمطالبة بتغيير النظام الذي يحكمه وانجاز اصلاحات سياسية جوهرية.. 3 أشهر كاملة لم تتحقق فيها مطالبه السياسية المشروعة.. رغم تدخل قوات دولية من بينها السلاح الجوي للحلف الاطلسي وعدة دول عربية.. وأمام استفحال معاناة الشعب الليبي الشقيق بسبب القصف المزدوج لمدنه من قبل كتائب القذافي والقوات الاطلسية يتساءل الجميع: هل فشل الحلف الاطلسي بعد اسابيع طويلة من القصف لمواقع عسكرية ليبية استراتيجية بالصواريخ بحرا وجوا في تحقيق الشعار الذي رفعه ساسة واشنطن ولندن وباريس وروما وغيرهم منذ الايام الاولى لبدء الغارات؟ وهل يعني هذا أن الاستراتيجية الاطلسية حكم عليها بالفشل امام قوات نظام بلد افريقي لم يعد يسيطر الا على جزء صغير من مساحته بسبب انهيار منظومته الأمنية؟ أم أن القوات الأطلسية تمدد الحرب عمدا حتى تحصل من قيادات المعارضة الليبية على تطمينات واضحة بشان علاقات سلطات طرابلس القادمة مع العواصمالغربية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ؟ واذا كانت القوة الاعظم في العالم فشلت في ان تحسم عسكريا صراعا مسلحا في بلد افريقي صغير فهل يعني ذلك ان قواتها المشاركة في الحلف الاطلسي وفي"افريكوم" (القيادة العسكرية الأمريكية في افريقيا) أصبحت غير مؤهلة للعب دور ميداني في واحد من النزاعات التي تشغل عشرات الدول الإفريقية وخاصة النصف الشمالي للقارة؟ مرة أخرى تتداخل التناقضات بين مصالح الكبار ومعاناة شعوب إفريقيا والمنطقة العربية وتدفع شعوب الدول العربية فاتورة لصراعات العمالقة حول نفط المنطقة وغازها وبقية ثرواتها.. وإذ "انسحبت" واشنطن وعدة قوات أطلسية من الحرب وأوكلت "المهمة" للدول الأطلسية الأوربية ولم تشرك قوات "افريكوم" وغيرها من القوات الخاصة فهل يعني ذلك فشلا نهائيا للإستراتيجية الأمنية والعسكرية الأمريكية والأطلسية في الحرب الحالية في ليبيا ومن ثم في كامل المنطقة؟ ان الشعب الليبي يستغيث.. والمنطقة تغلي.. ولا بد من وضع حد للخيارات التي توشك ان تزج بالمنطقة في نفق مظلم تسرق فيه ثورات الشعوب العربية المتطلعة للكرامة والحرية والعدالة والتنمية الشاملة.