تعتبر شركة تربية الماشية ماطر جالطة الواقعة بقرية سيدي سالم بمعتمدية غزالة من الشركات الفلاحية الرائدة في مجال الزراعات الكبرى وتربية الأغنام و الأبقار، هذه الشركة التي تمتد على 1080 هكتارا تعيش منذ ثورة 14 جانفي وضعا خاصا، بدأت تعقيداته تتفاقم و تنذر بالسوء ما لم تفضّ المشاكل العالقة، القضاء قال أخيرا كلمته، وذلك بكف الشغب، و تنفيذ ذلك بالقوة العامة، ولكن لما أريد تنفيذ الحكم وإعادة الرئيس المدير العام إلى إدارة الشركة، وقف عمال الضيعة القاطنين بذلك الحي وأهاليهم حائلين دون هذه العودة لاعتقادهم أنهم وقعوا ضحية عملية تحيّل، وأن الحكم يتعلق بجزء من الضيعة أريد تعميمه على الكل. مشكلة لها جذور أفادنا أحد أبناء العمال السابقين بالشركة يدعى فتحي السعيداني أن هذه الضيعة استعادتها الدولة من المستعمر وتحولت إلى تعاضدية في غرة مارس 1967، وفي سنة 1986 تم حل التعاضدية و في إطار الهيكلة الجديدة للأراضي الدولية و تركيز شركة إحياء و تنمية فلاحية حملت اسم شركة تربية الماشية ماطر جالطة ونظرا لكون المتعاضدين القدامى وعددهم 57 لم يحصلوا على أي مقابل بعد حل التعاضدية، فقد أصبحوا مساهمين في رأس مال الشركة الجديدة ب171 سهما في المجموع أي ب3 رقاع لكل واحد منهم علما بأن قيمة السهم 100 دينار ولكنهم لم يحصلوا إلى اليوم على أي نسبة من الأرباح رغم المطالبة بها حسب مخاطبنا. و يفيد محدثنا وذلك بحضور الكثير من العمال القدامى والحاليين أن آباءهم طالبوا بمستحقاتهم معترضين على التفويت في الأرض للمستثمرين الخواص لأنهم الأجدر بالملكية باعتبارهم مساهمين في رأس مالها فهددوهم بوضعهم في السجن بل منهم من سجن وذلك سنة 2006،ومن هنا كان اعتراضهم المشار اليه في البداية. إنقاذ الضيعة من النهب و أكّد محدثنا أن بعض العصابات حاولت خلال الثورة نهب الضيعة، وسرقة ما فيها من أغنام و أبقار، ولكن أهالي الحيّ تصدوا لها، وكادت تقع مواجهات دامية لأن أحد أفراد العصابة المهاجمة كان مسلحا ببندقية صيد، و مع ذلك لم يتراجع الأهالي لأنهم كانوا يدافعون عن أرزاقهم و ممتلكاتهم. الخشية على الموسم الفلاحي من الضياع و قد التقينا بإدارة الشركة بعض المسؤولين و منهم فتحي الزعيم فني سام في الزراعات الكبرى و محمد المحرزي المسؤول عن تربية الماشية و الحبيب البشيني رئيس الورشة الذين أكدوا أن الموسم الفلاحي يبشر بالخير سائلين الله أن تصل الصابة سالمة، ولكن هذا لا يمنع من التخوف من ضياع الموسم بسبب الصعوبات التي تعيشها الضيعة حاليا مع تقدم الموسم الفلاحي فالعمال لم يتحصلوا على رواتبهم منذ 3 أشهر والمعدات الفلاحية و خاصة ما يتعلق منها بالدرس والحصاد في حاجة إلى صيانة، و المحروقات محدودة والعلف قل بعدما امتنع المصنع عن تموينهم لأنه غير خالص، إضافة إلى الحاجة إلى أسلاك الربط (التل). وقد أفادنا فتحي الزعيم أنه تم إعلام الجميع بالوضع من سلط و مشرفين إضافة إلى تفقدية الشغل، فالصابة لا يجب أن تنتظر أكثر، و الفول والشعير أصبحا جاهزين للدرس، وجمع الصابة ضروري حاليا، والحال أن حتى اعتمادات الطوارئ للحالات العاجلة غير متوفرة حاليا.