تتسارع التطورات في اليمن حيث أفادت وكالة فرانس براس أمس بأن مسلحين من المعارضة اسيطروا على مدينة تعز جنوبي البلاد بعد معارك عنيفة، فيما انطلقت مسيرة مليونية في ساحة التغيير بصنعاء، وذلك بعد ساعات من تأكيد النظام الحاكم عودة الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية إثر إصابته بقصف استهدف قصره، قريبا إلى اليمن. يأتي ذلك بينما كشفت مصادر أمريكية مسؤولة أن 40% من جسم الرئيس صالح أصيب بحروق فضلاً عن توقف إحدى رئتيه عن العمل جراء الإصابات التي لحقت به في الهجوم الذي استهدف المسجد الرئاسي بالعاصمة اليمنية يوم الجمعة الماضي. وفي التفاصيل، نقلت فرانس براس عن شيخ مشايخ تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي أن مسلحين تابعين للمعارضة تمكنوا من بسط سيطرتهم التامة أمس على مدينة تعز بعد مواجهات مع القوات الموالية للرئيس صالح. وأكد مراسلون صحافيون متواجدون على عين المكان إن المسلحين الموالين للثوار كانوا ينتشرون أمس في أجزاء كبيرة من تعز، لكن القصر الرئاسي وبعض المباني الحكومية المهمة مثل مبنى المحافظة ما زالت بأيدي القوات الموالية لصالح. حروق كثيرة بجسم الرئيس صالح في خضم هذه التطورات، كشفت مصادر أمريكية مسؤولة أمس عن أن 40% من جسم الرئيس اليمني أصيب بحروق فضلاً عن توقف إحدى رئتيه عن العمل جراء الإصابات التي لحقت به الجمعة الماضي. ونقلت شبكة «سي ان ان» الأمريكية عن المصادر قولها إن 40% من جسم صالح محروق فضلاً عن توقف إحدى رئتيه عن العمل جراء إصاباته التي قال دبلوماسيون غربيون إن قنبلة تسببت بها وليس هجوماً من الخارج. وأوضح الدبلوماسيون أن التحقيقات اليمنية الراهنة «تركز على أن ما حدث وقع داخل المسجد» وليس بسبب هجوم بواسطة صاروخ أو قذيفة. وقال مصدر دبلوماسي عربي مطلع على الحالة الصحية لصالح إن إحدى الشظايا تسببت بجرح عمقه سبع سنتمترات. ويشار إلى أن الغموض يكتنف الحالة الصحية للرئيس اليمني، الذي خضع لعمليتين جراحيتين في السعودية. وكانت مصادر دبلوماسية غريبة كشفت ل»سي ان ان» أن صالح خضع لجراحة في الرأس بينما قال مسؤول أمريكي كبير للشبكة طلب عدم الكشف عن اسمه أن الرئيس اليمني أصيب بشظية وأصيب بحروق بالغة في الوجه والصدر، إلاّ أن مدى تلك الإصابات ما يزال غير معروف. ولفت مصدر أمريكي آخر إلى ان الرئيس اليمني يعاني من إصابات بالغة، موضحاً «إنها ليست بالإصابة الطفيفة... أصيب بشدة». 15 قتيلا في زنجيبار من جهة أخرى، قتل 15 شخصا -بينهم تسعة عسكريين- في مواجهات دارت الليلة قبل الماضية بين الجيش اليمني ومسلحين من تنظيم «القاعدة» في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي سيطر عليها التنظيم قبل أسبوعين. ونقلت وكالة فرانس براس عن مصدر عسكري قوله إن «مواجهات عنيفة وقعت بين أفراد الجيش ومسلحي «القاعدة» في منطقة المطلع والكود جنوب زنجبار عندما تقدمت الوحدات نحو المدينة لاقتحامها»، مشيرا إلى أن ذلك «أدى إلى مقتل تسعة عسكريين وإصابة عشرة على الأقل بجروح». وذكر المصدر أن الطرفين استخدما الأسلحة الرشاشة والمدفعية وقذائف الهاون. من جهته ذكر مصدر طبي آخر في مستشفى الرازي ببلدة جعار المجاورة لزنجبار أن المستشفى استقبل ست جثث من مسلحي «القاعدة»، إضافة إلى أربعة جرحى على الأقل. وأفاد شهود عيان في جعار بأن التنظيم شيع عددا من ضحايا المواجهات. تحشيد عسكري تأتي هذه المواجهات في وقت يواصل فيه الجيش اليمني حشد قواته استعدادا لاقتحام مدينة زنجبار. وذكر شهود عيان أن وحدات من الجيش اليمني -بينها دبابات وراجمات صواريخ- شوهدت عصر أمس تحتشد قرب ملعب رياضي يقع في الأطراف الجنوبية الساحلية للمدينة. ويشهد اليمن احتجاجات يومية منذ أكثر من مائة يوم تطالب برحيل صالح عن السلطة بعد أن قضى فيها حوالي 33 عاماً، صنفت فيها اليمن بأنها من أفقر بلدان العالم.