كان المشهد يوم أمس أمام جل المؤسسات التربوية مخالفا للمعتاد.... أولياء ولجان حماية الثورة وأعوان أمن تجندوا واصطفوا أمام المعاهد الثانوية يحدوهم هدف وحيد وهو: الوصول ب "باكالوريا الثورة" كما يحلو للبعض تسميتها إلى برالأمان... من أمام معهد "خير الدين الثانوي" بأريانة وعلى الساعة الحادية عشرة والنصف .. بدأ تلاميذ السنة السابعة آداب في مغادرة القاعات بعد امتحانهم في مادة الفلسفة ليلتحقوا بتلاميذ الشعب العلمية.... ومع ذلك كان المكان يعج بتلاميذ الشعب العلمية الذين امتحنوا في نفس المادة. وأجمع كل من تحدثنا إليهم أن مواضيع الفلسفة الخاصة بالشعب العلمية كانت في المتناول. من ذلك ما صرح به رامي مظفر (بكالوريا رياضيات) الذي قال أن الامتحان كان في المتناول سيما أن المواضيع المقترحة كانت متوقعة. وأشارت سحر رزام (بكالوريا علوم تجريبية) إلى أن الامتحان كان من قبيل السهل الممتنع إذ أن المحاور كانت معروفة حيث "توقعنا أن نمتحن في محور الدولة نظرا للظرفية الخاصة التي نمربها". وكذلك اعتبر عزيز حجام (بكالوريا إعلامية) أن الامتحان معقول غير انه استغرب أن يقع اختبارهم في المحاور التي تدرس آخر السنة الدراسية ك"الدولة" نظرا للظروف الاستثنائية التي مرت بها بعض المؤسسات التربوية سيما في ولايات الجنوب. اختلاف في التقييم ولئن أجمع جل من تحدثنا إليهم من تلاميذ الشعب العلمية أن مادة الفلسفة كانت في المتناول إلا أن المواقف تعددت واختلفت وتباينت بين "الصعب والعادي والمناسب" بالنسبة لشعبة الآداب .... وحيث أكدت لمياء العبيدي (بكالوريا آداب) أن الامتحان صعب وخاصة الموضوع الأول الذي كان من الصعب تحديد محوره. وأشارت فريال صنادلي انه لا يمكن وضع الامتحان في خانة السهل وخاصة الموضوع الأول المتعلق بإبداء الرأي في مقولة "الخضوع الأعمى هو المزية الوحيدة التي تبقى للعبيد"، غير انه يبقى في المتناول خاصة في ما يتعلق بالموضوع الثاني الذي يهم محور التواصل. وأضافت أن الامتحان مثل "صدمة" بالنسبة لزملائها إذ كانوا ينتظرون أن يمتحنوا في محور "الدولة" أو في المحاور التي درست بداية السنة. أما دانية اليوسفي فقد أكدت أن الامتحان كان في متناول التلميذ الذي استعد جيدا للامتحان. وفي المقابل أشار كل من جابر الجلاصي وأوراس احمد أن الامتحان يظل قابلا للتفكيك غير أن الإشكالية تكمن في انه نظرا للظروف الاستثنائية التي مرت بها بعض المعاهد توقعنا أن نمتحن في المحاور التي درست بداية السنة. المواد الاختيارية وتجدر الإشارة إلى أن التلاميذ امتحنوا يوم أمس في المواد الاختيارية: الألمانية والاسبانية والايطالية وقد اعتبر غالبية من تحدثنا إليهم ان الامتحان كان في المتناول. حضور مكثف للاولياء كانت اجواء الامتحان بصفة عامة طيبة للغاية وحتى سير الامتحان كان عاديا يعززه حضور مكثف للأساتذة داخل ساحة المعهد. ويذكر انه تجمع أمام المعهد عدد كبير من الاولياء والسيدة منى واحدة منهم كانت تنتظر قدوم ابنتها بفارغ الصبر. وأكدت أن وقوفها أمام باب المعهد مرده قلق كبير على ابنتها وخوف أكبر من أي طارئ قد يحصل إلا أن وجود أعوان الأمن وشبان حماية الثورة قد خفف من حدة توترها ورفع الكثير من معنوياتها.... ولئن أرجع جل الأولياء مجيئهم الى خوف كبير من الاضطرابات التي قد تقع، فان السيدة آمال كانت على يقين بان الأمور ستسير على أحسن ما يرام ومجيئها كان لتشجيع ابنتها لا غير. لجان حماية الثورة ولعل أكثر ما يجعل بكالوريا هذه السنة استثنائية بكل المقاييس هو وجود مجموعة من الشبان يمثلون لجنة حماية الثورة باريانة يحرسون المعهد.. يحدوهم عزم وإصرار كبيران على إنجاح هذه الباكالوريا. وفي تصريح ل "الصباح" صرح السيد بشير الكشطي (الناطق الرسمي باسم المجلس المحلي لحماية الثورة باريانة المدينة) بالتالي "سنعمل بالتنسيق مع الوحدات الأمنية على حراسة المعهد طيلة سير امتحانات الباكالوريا تحسبا من أي طارئ". وبدوره أفاد محسن بن حمودة (منسق عام المجلس) أن "الحراسة متواصلة إلى غاية دورة المراقبة كما ستشمل باقي الامتحانات الوطنية". منال حرزي