ينتقد بعض ممثلي المجتمع المدني أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى حد الآن. ويشير هؤلاء إلى أن الهيئة تعمل في عزلة عنهم ولا تمدهم بالمعلومات والقرارات المتصلة بالتحضيرات للاستحقاق الانتخابي بشكل دوري وشفاف. في المقابل أكدت مصادر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في أكثر من مناسبة أنها تعمل في إطار الشفافية الكاملة وليس لها ما تخفيه كما أن أبوابها مفتوحة للجميع من أجل إنجاح موعد 23 أكتوبر المقبل بعيدا عن كل الحسابات الضيقة. أمام هذا يطرح تساؤل رئيسي على أي أساس بنت هذه الأطراف التي تنتقد عمل الهيئة مواقفها؟ وما المطلوب في نظرها في المرحلة المقبلة؟ وماذا قدم ممثلو المجتمع المدني لانجاح انتخابات المجلس التأسيسي وتجاوز بعض العراقيل التي تواجه مسار العملية الانتخابية لأنهم مطالبون بدورهم بلعب أدوار مفصلية في المسلسل الانتخابي انطلاقا من عمليات التسجيل وصولا إلى مشاركتهم كملاحظين ومراقبين إبان الاقتراع وفرز النتائج.
حجب المعلومة
هذه الأسئلة توجهت بها "الصباح" إلى محمد كمال الغربي ممثل ائتلاف جمعيات المجتمع المدني لمراقبة نزاهة الانتخابات الذي يضم حوالي 100 جمعية وعبر مؤخرا عن انتقادات عديدة لعمل الهئية العليا المستقلة للانتخابات. وبين محدثنا أنهم يعيبون على الهيئة حجب المعلومة وغياب الشفافية الكافية حول كل مراحل العملية الانتخابية. ويضيف محمد كمال الغربي أن القانون الانتخابي عام ومبهم والهيئة بصفتها المسؤولة على العملية الانتخابية مطالبة باصدار النصوص القانونية التفصيلية للمرسوم 35 المنظم للانتخابات. وذلك لتوضيح التمشي الذي اتفقت الهيئة على اعتماده في كل مرحلة من مراحل العملية الانتخابية. ويعتبر ممثل ائتلاف جمعيات المجتمع المدني لمراقبة نزاهة الانتخابات أن تنظيم الهيئة للقاءات الدورية مع المجتمع المدني التي وعدت بها ولم تنفذها إلى حد الآن في رأيهم لاطلاعهم بصفة مبكرة على التمشي المقرر اتباعه في كل مسار من مسارات العملية الانتخابية من شأنه تيسير عملية الاستعداد من قبل المجتمع المدني لمراقبة الانتخابات ومعاضدة عمل الهيئة. ويفسر محدثنا مشيرا إلى أنه لا توجد إلى حد الآن إشارات واضحة حول الطريقة التي ستعتمد في تعليق القائمات وكيفية تقديم النزاعات من الناحية القانونية سيما وأن الآجال الزمنية تعد محدودة نسبيا. ويوم الاقتراع كيف ستتم عملية الفرز والرئيس ونائبيه في مكاتب الاقتراع على أي أساس سيتم اختيارهم وكيف تتم حاليا عمليات التكوين... ويعتبر محمد كمال الغربي أن كل هذه الأمور لم تقدم بشأنها الهيئة توضيحات كافية تكون قاعدة للمجتمع المدني للاضطلاع بدوره.
دور الجمعيات في الانتخابات
وردا على ما تشير إليه الهيئة من أن ضغط العمل المنوط بعهدتها قد يؤجل اجتماعها بممثلي المجتمع المدني أشار محدثنا إلى أنهم على وعي بالضغوط المسلطة على الهيئة لكنهم يطالبون بالاجتماع دوريا على الأقل مع المسؤول على العلاقة مع الجمعيات والمجتمع المدني صلب الهيئة. وعن مدى التزام المجتمع المدني بواجباته المنوطة بعهدته لانجاح العملية الانتخابية أشار محمد كمال الغربي أن ائتلاف جمعيات المجتمع المدني لمراقبة الانتخابات انخراط مبكر في العملية التحسيسية لحمل التونسيين على التسجيل وهم بصدد القيام بدورات لتكوين المكونين الملاحظين...