في إطار الأيام الثقافية بصفاقس وإحياء السهرات الرمضانية، قدم الفنان رياض الشابي عرضه الفني «منارات صوفية» في سهرة الأحد بساحة باب الديوان عند مدخل المدينة العتيقة، وسط حضور جماهيري فاق الألفي شخص، واكبوا السهرة على مدى حوالي ساعة ونصف وقوفا، مستمتعين بحوالي ثلاثين أغنية صوفية وإنشادا دينيا. عرض الفنان رياض الشابي الوحيد له في تونس خلال رمضان هذا العام، نهل فيه من الرصيد الغنائي الديني فكان «اسما على مسمى» شارك في تنفيذه حوالي أربعين عازفا ومنشدا، توسطوا أكبر ساحات المدينة، مرددين أغاني من التراث الصوفي، وأغاني الحضرة «الصفاقسية» الشهيرة و»النوبات» ذات النفحة الدينية للشيخ بودية وتراث صفاقس، ومنها أغنية «الله يجمعنا» و»يا محمد» وأغنية «طلع البدر علينا» و»شاهي نزورك» ونوبة «أم الزين الجمالية» ونوبة «سيدي عقارب» ونوبة «بن عربية».
الجمهور الليبي ينتشي بالأغاني الصوفية
نوبة «شيخنا البراني» ونوبة «بوعلي السلطان» كانتا كذلك ضمن برنامج السهرة وهما من بين الأغاني التي شدت الجماهير الحاضرة وأغلبهم كانوا من الشقيقة ليبيا، والذين صفقوا انبهارا بالأناشيد الصوفية التونسية، رغم ظروف المتابعة السيئة، حيث أقيمت السهرة في مكان محاط بالباعة الفوضويين، ومحاط بسيارات الأجرة المتجهة نحو مدينة طرابلس، فيما كان بإمكان الجهات المنظمة، برمجة السهرة في مسرح القصبة الصيفي، والدعاية الإعلامية الجيدة له، تثمينا لجهود أصحاب العرض، واحتراما لقيمته الفنية، التي توثق لتراث الجهة وأشهر أغانيها الدينية والصوفية وإكبارا لعمل الفنانين المجتهدين رغم ضعف الإمكانيات المادية مثلما شدد على ذلك منتج العرض. وتجدر الإشارة إلى أن عرض «منارات صوفية» مدعوم من وزارة الثقافة بحوالي ثلاثة آلاف دينار فقط، فيما تجاوزت كلفته الحقيقية الخمسة عشر ألف دينار وفق نفس المصدر ولم تتم برمجته إلا في ليالي رمضان صفاقس رغم وعود الوزارة بالترويج له في عديد المهرجانات وفق نفس المصدر.