بالامكان انجاز أحسن دستور.. لأسوإ ديمقراطية يطرح المواطن العادي التساؤل حول وجاهة اختيار المجلس التأسيسي عوض الاستفتاء وفي ذهنه المثال المصري الذي يعتبره ناجحا إلى حد ما خاصة بعد الشروع في محاكمة حسنى مبارك وأبنائه وعدد من المسؤولين السابقين في حكومته مقابل مثال تونسي يراه البعض يختزل الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية في انتخابات المجلس التأسيسي ويتلكؤ في محاسبة رموز الفساد وتحقيق جملة من المطالب اتفق عليها الجميع من بينها استقلالية القضاء. تواصل اللاشرعية
في حين يتبادرالتساؤل حول احتمالات الصواب والخطأ في خيار المجلس التأسيسي لدى الطبقة السياسية وفق حسابات فمنهم من يبدى مخاوف من هيمنة تيار معين على المجلس التأسيسي القادم وبالتالي احتكار عملية تحديد مصير البلاد والدخول في مرحلة أخرى من الاستفراد بالرأي. وشق يرى في خيار المجلس التأسيسي مواصلة لحالة اللاشرعية والتنظيم المؤقت للسلطات مما يطرح تحديات وقد يؤدى إلى انزلاقات على غرار ما صرح به مؤخرا أمين عام حزب الاستقلال الذي تساءل عن أي جدوى من انتخاب المجلس التأسيسي؟ يساند عبد العزيز المزوغي (محامي) المشككين في قدرة المجلس التأسيسي على إخراج البلاد من الوضع الراهن مؤكدا أن3 أخطاء قاتلة ارتكبت إلى حد الآن في مسار الثورة التونسية من بينها خيارالمجلس التأسيسي بالإضافة إلى نظام الاقتراع المتبع والتعقيدات في الترسيم في الانتخابات. ويعتبر المزوغي خيار الاستفتاء كان الأفضل لكن لم يكن في صفوف الحكومة المؤقتة السابقة ولا في صفوف الأحزاب من كان يمتلك الشجاعة للتصدى لفرض خيار المجلس التأسيسي. ويضيف"... لو يجرى استفتاء حول موضوع المجلس التأسيسي أنا متيقن أن الأغلبية تعارض هذا التوجه" ويشير محدثنا إلى أن المجلس التأسيسي هوإجابة خاطئة لتساؤل صحيح هوإعداد دستور"... صحيح أن المخلوع "شلك" الدستور لكن ليس بالمجلس التأسيسي سنصل إلى الحل ونؤسس ديمقراطية بل الثقافة الديمقراطية هي الحل ونستطيع كتابة أحسن دستورلكن نؤسس في نهاية المطاف أسوأ ديمقراطية..."
الالتزام بخيار التأسيسي
من جهته يقف الإعلامي صلاح الدين الجورشي موقف الوسط من خلال تأكيده أنه شخصيا كان في السابق أميل إلى أن تكون البداية باستعادة الشرعية عن طريق انتخابات برلمانية ورئاسية لكن اليوم وقد تم اختيار إعطاء الأولوية للمجلس التأسيسي فإنه يجب التكاتف جميعا من أجل انجاح هذه المحطة. ويعتقد محدثنا في أن طرح التساؤل اليوم حول وجاهة خيار المجلس التأسيسي لم يعد له جدوى لأن المسار الذي دخلت فيه البلاد يستوجب استكماله حسب المواعيد المضبوطة لأن محاولة تغيير الأجندة السياسية ستكون له انعكاسات خطيرة على مجمل المسار الانتقالي. وستعمق من حالة الانشقاق والتجاذبات الحالية كما ستزيد من اضعاف ثقة المواطنين في النخب السياسية. ودعا صلاح الدين الجورشي إلى اعطاء الأولوية في هذه المرحلة بانجاح موعد 23 أكتوبر مع دعوة المجلس التأسيسي القادم إلى اختصار مدة أعماله وجعل أولويته الانتهاء من الدستور في أقرب الآجال.
التأسيسي هو الحل
وإن قبل البعض بخيار المجلس التأسيسي دون اقتناع ومسايرة للأمر الواقع وخوفا من تداعيات تغيير المسار فهناك من يرى في المجلس التأسيسي الخيارالصحيح لكنه الأصعب على غرار أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك الذي يذهب في اقتناعه بوجاهة اقرار المجلس التأسيسي حد اعتبار القوى التي تتساءل اليوم عن وجاهة الاختيار من عدمه، رافضة لفكرة إعادة التأسيسي وهي تبحث من وراء ذلك عن ترميم النظام القديم وادخال تعديلات طفيفة. ويقول جوهر بن مبارك إن فرض خيار المجلس التأسيسي مرده أنه خيار قائم على فكرة الثورة وإرادة الشعب وأن المنظومة القديمة صارت مكبلة لحركة المجتمع. ويعتبر محدثنا أن الخائفين من هيمنة تيار معين على المجلس هم يقولون ذلك اما للاستهلاك السياسي أو جهلا بالقانون الانتخابي وجهلا أيضا بالشعب التونسي واستضعاف للقوى السياسية في تونس. كما أن الخوف من تواصل حالة اللاشرعية هي ذريعة واهية لأن الشعب التونسي ظل طيلة50 سنة في حالة الاستبداد واللاشرعية واليوم يستعد للدخول في حالة الشرعيةالحقيقية. ويعتقد جوهر بن مبارك أن اختيار اللاشرعية المؤقتة أفضل بكثير من اللاشرعية المؤبدة.