... وأخيرا استعادت شوارع العاصمة رونقها وهدوءها ونظافتها بعد أن كانت تختنق بصناديق "الباعة المتجولين" واوساخهم خلال الأسابيع الفارطة كما استعاد المواطن "حريته" في التنقل بين شوارعها وحقه في استعمال الرصيف... حيث تسنى ل "الصباح" من خلال جولة قصيرة يوم أمس في مختلف شوارع العاصمة أن ترصد ما كان عليه شارع الحبيب بورقيبة بالأمس واليوم... هدوء جميل سببه خلو هذه الشوارع من صياح الباعة وتدافع المواطنين على مختلف أصناف البضائع المعروضة على الارصفة... هذا الهدوء مرده البلاغ الذي أصدرته وزارة الداخلية مؤخرا والذي شدد على انه سيقع تطبيق التراتيب البلدية الجاري العمل بها بخصوص الانتصاب الفوضوي فضلا عن تحذيره من مغبة التتبع العدلي لكل من يخالف هذا القرار.
غياب الباعة
"لا أثر لهم... عدا بقاياهم من أوساخ وأكوام من العلب الكرتونية التي تناثرت هنا وهناك... " هذا ابرز ما لاحظناه يوم أمس، حيث خلافا لما كان متوقعا من مشادات بين الباعة وأعوان التراتيب البلدية فقد استكان الباعة إلى قرار وزارة الداخلية ويبقى الأمل قائما في أن لا تكون هذه الاستكانة مجرد هدنة مؤقتة.. شارع الحبيب بورقيبة بعد أن تحول إلى فضاء لشواء "المرقاز" وبيع المأكولات خلال شهر رمضان استعاد امس البعض من سحره... وبدا شارع باريس شبه خال بعد كان مرصعا بصناديق الباعة الواحدة تلو الأخرى مما جعل عملية النزول من المترو بمحطة "ابن رشيق" عملية شبه مستحيلة... ولا يختلف الأمر عن محطة برشلونة التي كانت معززة امس بوحدات التدخل كما استعاد المواطن حريته في التنقل في شوارع شارديغول واسبانيا وغيرها دون مضايقات ولا أرصفة "محتلة"... وتجدر الإشارة إلى أن شوارع العاصمة كانت معززة يوم أمس بوحدات من الشرطة البلدية التي تنقلت باستمرار بين مختلف الانهج والأزقة تأهبا للتدخل. هذا الاستعداد المكثف جعل البعض يعتبر أن استكانة الباعة هي "استكانة مؤقتة" فبمجرد غياب المراقبة وانتهاء "عطلة العيد" ستعود حليمة إلى عادتها القديمة...
أوساخ متراكمة...
ورغم الحملة التطوعية التي قام بها شباب جمعية الحرية (التي تأسست بعد الثورة) يوم الأربعاء الفارط لتنظيف شارع الحبيب بورقيبة من النفايات التي خلفها الانتصاب الفوضوي فان الأمر يستوجب وقفة حازمة وتدخلا عاجلا من قبل الهياكل المعنية استنادا إلى أن مختلف الشوارع لا تزال إلى اليوم تعاني بقايا الباعة من أوساخ وعلب كرتونية تراكمت الواحدة فوق الأخرى خاصة ان شوارع العاصمة تمثل قبلة العديد من السياح.
فضاء ب 3 طوابق
يذكر وفقا لما تم تداوله مؤخرا أن الهياكل المعنية بصدد تخصيص فضاء لاحتواء الباعة المنتصبين وتقرر أن يتكون هذا الفضاء من 3 طوابق حتى يتسنى استيعاب أكثر من ألف منتصب وقد رصدت للغرض اعتمادات مالية هامة بلغت 2،2 مليون دينار.