هل تم التراجع عن تصوير الفيلم الذي وقع الإعلان عنه منذ فترة حول الراحل محمد البوعزيزي؟ نطرح هذا السؤال على خلفية الصمت الذي يخيم على هذا المشروع السينمائي بعد إعلان المنتج طارق بن عمار عن ذلك وبعد انطلاق محمد الزرن في السيناريو مخيرا الكتابة في باريس بعيدا عن السياق الطبيعي للأحداث في المدن التونسية كسيدي بوزيد أو القصرين أو العاصمة أو غيرها من المدن التونسية التي انتفضت ضد حكم الرئيس المخلوع بن علي... ويذكر أنه في لقاء سابق جمعنا بالمنتج طارق بن عمار سألناه عن أسباب إنتاجه لهذا الفيلم خاصة وأن جدلا يدور حول علاقة الثورة بالبوعزيزي نفسه فقال «لا أخفي سرا عندما أقول أنني ندمت عندما أعلنت عن هذا المشروع السينمائي في الصحافة التونسية ، كان علي أن أنجزه في صمت كما اعتدت ذلك « وأضاف أن الفيلم عن البوعزيزي هو فكرة ومشروع أراد أن ينجزه معه أكثر من طرف في الغرب بمن في ذلك الأمريكان ولكنه فضل أن يكون بإمضاء تونسي من الألف إلى الياء لأنه شأن تونسي على حد تعبيره.
فريق عمل عالمي
وبخصوص كتابته وإخراجه وفق مقاييس الفيلم العالمي كما أراده المنتج طارق بن عمار سألنا هذا الأخير ما إذا كان محمد الزرن سيفيد كثيرا بمفرده في هذا الجمع بين السيناريو والإخراج فأجاب «أن محمد الزرن مخرج هام لكن لن يكون الفيلم بإمضائه وحده وسيشتغل معه على سيناريو هذا الفيلم وعلى بقية مراحله كفاءات عالمية مشهود لها بالتجربة العالية حتى نضمن له النجاح المناسب في الترشح إلى الدورة القادمة من مهرجان كان وغيره من المهرجانات المختصة. ويذكر أن إنتاج طارق بن عمار للأفلام التونسية يعود بعد غياب طويل بسبب تجاربه السلبية والمريرة على حد قوله التي وصفها بالأخطاء التاريخية وكان قد أنفق عليها أموالا هامة بلا فائدة فنية ولا تجارية على حد تعبيره، لكن يبدو أن هذه العودة قد قرأ لها منتج «آلام المسيح» كل الضمانات اللازمة على ما يبدو وعلى حد ما صرح به لنا... بقي أن نشير إلى أن قرار طارق بن عمار انجاز فيلم عن البوعزيزي كان في الأيام الأولى للثورة، فهل يعدل عن ذلك بعد مسافة زمنية من التأني والتفكير الجيد؟ علما وأننا لم نستطع الاتصال بطارق بن عمار على رقم هاتفه الفرنسي لكن ممثله في تونس نبيل كيلة أخبرنا أنه ليس على علم ما إذا أثرت المعطيات الأخيرة والجدل الدائر حول الأحداث في تونس عن مصير الفيلم أو عدلت في السيناريو ليصبح الفيلم عن الثورة التونسية مثلا وبالتالي الخروج من مستوى الشخصنة التي صبغت تاريخ تونس أو قد يكون المشروع قد ألغى أصلا على حد ما يروج البعض، أما المخرج محمد الزرن العائد الى جرجيس منذ أيام لمواصلة السيناريو فله رأي ثان فهو مقتنع بوجهة ثانية للفيلم سيتحدث في أمرها مع المنتج طارق بن عمار ومفادها التطرق للثورة بشكل عام عوض التحدث عن أشخاص...