العديد من الأشخاص أجبرتهم الظروف على قضاء عطلة عيد الفطر المبارك بعيدا عن عائلاتهم لسبب أو لآخر، ومن ذلك أولئك الذين مكثوا في المستشفيات مع أطفالهم المرضى الذين ظلوا قابعين فيها بسبب المعالجة والقيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة. "الأسبوعي" زارت مستشفى الأطفال بباب سعدون في أحد أيام العيد ونقلت لكم ما يتطلع هؤلاء الاطفال وأولياءهم وكذلك ما يواجهونه من متاعب ومعاناة بعضها تواصل لسنوات... شعور بالوحدة وافتقاد الأهل من جهته بين زياد قضقاضي البالغ من العمر 13 سنة (مريض بالسرطان) وهو أصيل ولاية جندوبة أنه قدم للمستشفى منذ 4 أشهر للتداوي غير أنه صار يقضي يومين فقط كل 21 يوما وذلك للقيام بالتحاليل الطبية اللازمة وقد أبلغنا حرفيا «لقد مللت المكوث بالمستشفى وآمل أن لا أعود اليها بتاتا فبالرغم من زيارة عائلتي لي إلا أنني أحس بالوحدة وأفتقدهم كثيرا اضافة إلى أنه لا يعجبني الأكل الذي يقدم لي في المستشفى خصوصا لما أتناول الدواء تصبح لا رغبة لي في الأكل إطلاقا. ويشاطر زياد في هذا الشعور بالوحدة علي التوكابري الذي يبلغ من العمر 14 سنة (وهو مريض بالسرطان) ومنذ أن كان عمره 8 سنوات أي سنة 2005 وهو يعالج بالمستشفى وقد قدم منذ 5 أيام للقيام بالفحوصات اللازمة حيث أكد بالقول «لقد مللت المكوث بالمستشفى وأتطلع إلى عدم العودة اليه». ضرورة مراجعة قانون إقامة الأمهات كما أكدت والدة سارة السيدة تزاح وهي أصيلة ولاية جرجيس أن ابنتها تشكو من جرثومة على مستوى الرئتين الأمر الذي حتم عليها المكوث في المستشفى لمدة 11 يوما مؤكدة العناية والاهتمام الذي تحظى به خصوصا من طرف الطبيبة المباشرة لها في المقابل ما تعيبه على ادارة المستشفى هو التزامهم بالقانون القاضي بعدم اقامة الامهات مع الابناء المرضى غير آخذين بعين الاعتبار تعلق الطفل بوالدته لذا تعمد الوالدة الى البقاء أطول فترة ممكنة مع ابنتها حيث تضطر الى الاقامة مع ابنتها دون علم الادارة. مستشفى خاص بمرضى السرطان وتدعيم الاطار الطبي أما السيدة وفاء .م وهي أصيلة ولاية سليانة أن ابنها يضطر إلى الإقامة لمدة 3 أيام في المستشفى ثم يعود من جديد كل 15 يوما وتقول «أضطر إلى الإقامة مع ابني في تلك الفترة حيث أتكبد مشاقا سواء في التنقل أو من الناحية النفسية بما أنه لمدة 3 أشهر وأنا على نفس المنوال» وبشأن الظروف العامة داخل المستشفى تضيف السيدة وفاء قائلة أنه وجب أن يقع بعث مستشفى خاص بمرضى السرطان اذ لا يعقل أن يتواجد هؤلاء المرضى في قسم بمستشفى الأطفال لذا وجب على وزارة الصحة أن تعمل على بعث مستشفى خاص بمرضى السرطان مستقبلا خصوصا في ظل توافد أعداد كبرى من هؤلاء المرضى كما تشكو السيدة وفاء من النقص الملحوظ في الإطار الطبي حيث أن القسم بأكمله يؤمّه طبيبان فقط كذلك التجهيزات التي ليست متوفرة بالكيفية المطلوبة وكذلك ايلاء مزيد من العناية بالأطفال. شهاب الصالحي (مدير مستشفى الأطفال بباب سعدون): تباعد مدروس للمواعيد..وطفلان في سرير مراعاة للحالة الصحية أكد مدير مستشفى باب سعدون شهاب الصالحي ل»الأسبوعي» أن الحالات التي ترد على المستشفى عديدة منها الحالات الاستعجالية والعيادات الخارجية وكذلك المقيمة التي تحتاج إلى علاج مطول حيث يبلغ عدد الحالات 30 ألف حالة سنويا للاقامة و 65 ألف حالة للعيادات الخارجية و 100 ألف حالة استعجالية سنويا. كما يتم اجراء 6800 عملية جراحية سنويا اي 20 عملية يوميا، بما أنه تتوافد على المستشفى ما بين 500 و600 طفل يوميا أي 200 ألف طفل سنويا. وعن مسألة تفادي الاكتظاظ أكد الصالحي أنه تم وضع برنامج يقضي بوضع كل العيادات الخارجية والقسم الاستعجالي في مكان مستقل عن أماكن اقامة الاطفال، كما أضاف الصالحي أن أبرز إشكال يواجهونه يتمثل في سوء تفهّم الأولياء الذين يودون الاقامة رفقة ابنائهم حتى وإن كانت الحالة الصحية غير خطيرة في المقابل وبسبب الحالات الصحية الحرجة لبعض الاطفال نضطر الى وضع طفلين مريضين في نفس السرير. تباعد المواعيد مدروس في ما يهم تباعد المواعيد أكد محدثنا أن التباعد يكون مدروسا ذلك أن الطبيب المباشر وحده الذي يحدد الموعد المناسب للطفل دون سواه آخذا بعين الاعتبار حالته الصحية، في جانب ثان يمكن أن يكون تباعد المواعيد ليس بمبرر طبي وإنما يهم الجانب التنسيقي بين الحالات الصحية الاستعجالية وأخرى بإمكانها الانتظار أيام أو أشهر أخرى وذلك نظرا لمحدودية طاقة الاستيعاب. في ما يهم التجهيزات المتوفرة على ذمة المستشفى أكد شهاب الصالحي أنه لا يمكن القول أنها كافية لتفي بالغرض وانما نحاول تعويضها بأخرى متطورة تتماشى وطاقة الاستيعاب والحالات الموجودة اضافة الى أن هناك نية في جعل مستشفى الاطفال يحمل صبغة جديدة عن طريق بعث أقسام جديدة وتطوير الاختصاصات الموجودة حيث ستقع توسعة أقسام العمليات الجراحية بإضافة 3 غرف أخرى وستكون جاهزة وحيّز الاستغلال انطلاقا من منتصف السنة الإدارية الجديدة. كما أكد المدير على اشكال كبير يعنى بالاولياء عند زيارة أبنائهم حيث يعمد البعض الى تعنيف الممرضين وضربهم بسبب منعهم اياهم من الدخول خارج أوقات الزيارة وقد تفاقمت هذه المسألة بعد الثورة لذا ندعو من خلال هذه المساحة كافة الزوار الى ضرورة التقيد بأوقات الزيارة مع المساهمة في ضمان الراحة للمرضى. التغذية متوازنة في جانب آخر بين المشرف على وحدة التغذية محمد الطاهر بوزيان أن هناك شركة خاصة تعاقدت معها ادارة المستشفى هي التي تتعهد بتوفير المواد الغذائية ليقع تحويلها لوجبات غذائية يقع توزيعها بواسطة العمال للمرضى في الاقسام الطبية وذلك تحت مراقبة مشرفين قارين. وأضاف محدثنا أنه يقع تقديم ما بين 150 و 200 وجبة كاملة يوميا للأطفال في المقابل يدعو بوزيان الى تكثيف الرقابة وتنظيم الخدمات.