هي فنانة غنت للملايين بأعلى صوتها في زمن صمت فيه جل الفنانين، غنت للمظلومين والمضطهدين، غنت للشعوب ودعت للثورة من خلال أغاني "وين الملايين ويمي وياثوار الأرض" غنت وغنت معها الفنانة العربية جوليا بطرس وكذلك الفنانة السورية أمل عرفة، هذه الأغاني رفعت أسهم الفنانة التونسية سوسن الحمامي وتعاطف معها الجميع، غير أن هذا التعاطف الشعبي قابله رد فعل عنيف من السلطة التونسية التي جمّدت نشاط هذه الفنانة في تونس وحالت بعض الأطراف دون حضورها في أغلب المهرجانات مما جعلها تدخل في أزمة نفسية صعبة خاصة وقد تمت محاصرتها حتى إعلاميا حيث لم تعد محل ترحيب من قبل التلفزة التونسية بإيعاز من أطراف لها أسبابها وتفسيراتها. وقد وجدت صعوبات جمّة في مواصلة نشاطها حتى أن هناك من اقترح عليها التخلي عن هذا الخط الملتزم والرجوع للأغاني العاطفية مقابل دعم وتشجيع وفتح كل الأبواب لكنها فضّلت التمسك بمبادئها ولو كلّفها ذلك ما كلّفها، لذلك استمر الحصار لأكثر من عقد من الزمن المرير دون أن يتحرّك أي فنان ليسأل عن أخبارها أو يؤازها، وقد زاد في حزنها حالة النسيان التي أصبحت عليها بعد أن كان يصفق لها آلاف الجماهير ويهتفون باسمها وبأغانيها. حركة الشعب تتحرّك واليوم وبعد أن تغير الوضع وأصبحت أغاني الثورة هي الأساس كان الجميع يتصور أن نقابة الفنانين تسارع بتكريم هذه الفنانة أو يتحدّث أحد زملائها عن معاناتها ونضالها لكن لم يحدث هذا بل المفاجأة جاءت من حزب سياسي شعبي اسمه «حركة الشعب» افتكروا هذه الفنانة ونضالها واقترحوا عليَّ شخصيا بالتوسط لهم لتبني الفنانة سوسن الحمامي فنيا واعادة الإعتبار لها، وتجري حاليا بعض الإتصالات من أجل تحقيق هذه الخطوة التي تعيد الإعتبار للفنانة سوسن الحمامي.