يتجدد موضوع السكن بتجدد السنة الدراسية والجامعية ومع تفاقم أعداد الطلبة الجدد ومحدودية المبيتات التي لا تستطيع ان تستوعب كل اعداد الطلبة الجامعيين فالسكن هو أول مشكل يواجه الطلبة خاصة الذين استوفوا حقهم في المبيتات الجامعية. "الصباح" استطلعت آراء بعض الطلبة في الموضوع والتقت بالطالبة "ضحى الهمامي" سنة ثانية علوم ( أصيلةباجة) وكانت قد قدمت إلى ديوان الخدمات الجامعية بالشمال لتضع مراسلة بريدية تتضمن ملف ترسيمها ولكي تضمن وصول الإرسالية وعدم إتلافها جلبتها بنفسها من مدينة باجة لكن فوجئت برفض الإدارة للملف حيث طلب منها العودة إلى مقر سكناها وإعادة إرسالها عبر البريد. خرجت تستشيط غضبا لكن ذلك لم يمنعها من الإجابة على سؤالنا حول ظروف العودة الجامعية والمشاكل التي تواجه الطلبة خاصة في ما يتعلق بالسكن الجامعي وتحديدا للذين استوفوا حقهم في السكن بالمبيتات الجامعية الحكومية. المشكل الأساسي للطلبة هو السكن...
أفادت محدثتنا أن هناك العديد من المشاكل التي تحف بالطلبة منذ أول يوم ينتقلون فيه من مسقط رؤوسهم إلى العاصمة أولها وسائل النقل نظرا لبعد المسافة ثم في خصوص السكن الجامعي هناك من يستوفي حقه في السكن الجامعي ولكن رغم ذلك يبقى بالمبيت بل هناك من الطالبات من تختار الشقة التي ستسكن فيها وحتى زميلتها التي ستقيم معها بنفس الغرفة وذلك لأنها إما تعرف احد الموظفين بديوان الخدمات الجامعية أو أنها قريبة احد المسؤولين فيه وهذه ظاهرة موجودة تقريبا في كل المبيتات. كما أفادت أن هناك بطءا في الإجراءات الإدارية وعدم انضباط في تحديد تاريخ الترسيم دون مراعاة الإدارة لطول مسافة التنقل التي يتكبدها الطالب. اما الطالبة "سمية الثامري" تدرس بالسنة الثانية "بقرطاج حنبعل" فقد ذكرت لنا بأن مشكلها الأساسي هو السكن فهي أصيلةالقصرين وكانت تعيش مع شقيقتها بالعاصمة درست بتونس وتحصلت على شهادة الباكالوريا ثم واصلت دراستها الجامعية دون ان يكون لها مشكل السكن لكن فجأة قررت شقيقتها العودة إلى القصرين صحبة زوجها ومنذ ذلك الوقت أصبحت "سمية" تعاني مشكل السكن فالديوان رفض منحها سكن جامعي لان الأولوية دائما للطلبة الجدد وهي تعيش الآن مع صديقتها في انتظار الحصول أما على سكن جامعي أو تبحث عن سكن.
الاستغلال الفاحش"للملاكة"
وتحدث محمد (سنة رابعة حقوق) عن المعاناة التي يعيشها مع زملائه مع بداية كل سنة جامعية جديدة قائلا: المشكل الذي يؤرق كل طالب بحق هو جشع أصحاب المنازل المعدة للكراء فهؤلاء يتحول همهم الوحيد إلى الربح فقط دون مراعاة ظروف الطلبة فيرفعون في أسعار الكراء مما يضطرك إلى البحث عن أشخاص آخرين لتقاسم معلوم السكن فتجد أحيانا ستة أو سبعة طلبة يعيشون في منزل واحد ولكم أن تتخيلوا المشاكل التي يمكن أن تنجرعن السكن في مثل هذه الظروف الصعبة وأحيانا المزرية. لا شك أن السكن مع مجموعة من الطلبة يتجاوزعددهم أحيانا الستة أشخاص أو أكثر سيخلق الكثير من المشاكل وعلى الطلبة التعايش معها وتجاوزها لأن التشبث بها سينعكس سلبا على نفسية الطالب ويسبب له التوتر والقلق وبالتالي عدم التركيز على الدراسة. وتدخل احد زملائه ليقول: ان مشكل البحث عن مسكن هو الأصعب على الإطلاق وان السماسرة ساهموا في التحيل عليهم وكثيرا ما تعطي لسمسار مبلغا ماليا ليبحث لك عن منزل لكن فجأة يتبخرهو والمال.
طلبة دون منح جامعية...
أما كريمة شاوش فهي تسكن بجبل الجلود رفقة عائلتها وتتنقل يوميا من جبل الجلود إلى الجامعة بحي الخضراء حيث تدرس ليس لديها منحة وظروفها العائلية والمادية متدهورة تحصل على منحة في شكل قرض شهري بقيمة 45 دينارعن طريق الصندوق القومي للضمان الاجتماعي وهذا مبلغ لا يكفيها حتى لتسديد ثمن المواصلات بالإضافة إلى صعوبة التنقل في فصل الشتاء، وطالبت بحقها في المنحة الجامعية. اما زميلتاها سناء حملاوي وخولة بوراوي فقد أكدت كل واحدة منهما بانه ليس لهن الحق في منحة جامعية لأن وضعيتها الاجتماعية لا تتوافق مع شروط الحصول على منحة جامعية هذا إلى جانب صعوبة التنقل والمواصلات. هذا إلى جانب المصاريف الجامعية والمبالغ المالية التي يحتاجها الطالب طيلة السنة الجامعية لمواجهة مصاريف الدراسة. أضافت محدثتنا بان هذه المشاكل نغصت عليها فرحتها بالنجاح وجعلتها منشغلة طوال الوقت بمسألة مواجهة المصاريف. وأضافت أنها عندما طالبت بحقها في منحة أجابها مسؤولون بالديوان بان لديها الحق فقط في قرض جامعي. لمياء الشريف
مسؤول من الديوان يوضح معضلة السكن الجامعي لا يمكن حلها إلا في إطار مخطط وزاري
ماهي أهم الخدمات التي توفرونها وكيف استعد ديوان الخدمات للسنة الجامعة الجديدة؟
ككل سنة جامعية جديدة يعمل الديوان على توفير الخدمات الجامعية لكل الطلبة وذلك من خلال توفير المنح الجامعية والقروض الجامعية والسكن بالمبيتات والأحياء الجامعية العمومية والتغذية بالمطاعم الجامعية.ونحاول أقصى ما يمكن تلبية المطالب.
لكن رغم ذلك نجد أن أهم هاجس لدى الطالب هو السكن الجامعي فما هي نسبة الاستيعاب وكيف يتم النظر في الملفات المقدمة؟
بالنسبة للسكن يوفر ديوان الخدمات الجامعية للشمال 49 مؤسسة سكنية موزعة بين أحياء ومبيتات سكنية إضافة إلى انه يتم النظر في المرتبة الأولى في مطالب الطلبة الجدد ثم يتم النظر في مطالب التجديد ويحق للفتيات التمتع بالسكن الجامعي لمدة سنتين أما الشبان فلا يتمتعون إلا بسنة واحدة. وتجدر الإشارة أننا نشجع بناء المبيتات الخاصة المطابقة لكراس الشروط والتي تخضع لمراقبة الديوان بصفة دورية كل ثلاثة أشهر.
هل يمكن أن يحل مشكل السكن الجامعي بالنسبة لكل الطلبة أم يبقى هذا مجرد حلم؟
هذا يمكن أن يطرح في إطار مخطط وزاري لكن ما استطيع قوله ولمجابهة مشكلة السكن نحاول بالتعاون مع المؤسسات الجامعية الخاصة المبيتات باستقطاب أكثر ما يمكن من الطلبة حتى لا يقعوا في براثن المستغلين من السماسرة ومالكي المساكن المخصّصة للكراء لان الطالب لا يقدر على أسعار الكراء وحتى المبيتات الخاصة التي تتراوح بين150 و200 دينارًا للشهر الواحد.
ماذا عن المطاعم الجامعية ؟
كما سرت العادة فللطلبة الحق في المطاعم الجامعية والحق بالتمتع بوجبات متكاملة، تقدّم ب 200 مليم فقط . وتخضع المطاعم للمراقبة والإشراف فنجد في كل مطعم جامعي طبيب بيطري ومختص في التغدية وذلك سعيا لتقديم وجبة متكاملة ومغذية وصحية وتجدر الإشارة إلى أن كافة العاملين بالمطاعم الجامعية يخضعون إلى فحوصات وتحاليل طبية.
لماذا لا يتمتع كل طالب بمنحة جامعية؟
للحصول على منحة يجب آن يكون مجموع دخل الأبوين السنوي الخام لسنة 2010 اقل من الأجر السنوي المهني الأدنى المقدر ب 3128 دينار ومن كان دخله ارفع من ذلك يمكنه الترشح للحصول على قرض جامعي من الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية أومن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حسب انخراط الولي أو احد البنوك التونسية ويجب على الطالب توفير الوثائق المطلوبة والتي يمكن الحصول عنها إما بالتنقل مباشرة الى الديوان أوعبر الموقع الالكتروني. هذا المعمول به أما اجابة عن سؤالك فيجب ان تتغير منظومة كاملة لتصبح مثل التجربة الامريكية حيث تتكفل الدولة بمصاريف الطالب المعدم او الذي لا يستطيع دفع مصاريف الترسيم لكي يستطيع مواصلة دراسته ونحن نحاول في هذا الاطار تحسين وحل المشاكل التي يمكن ان تؤرق الطالب حتى يتفرغ لدراسته فقط.