هل قبل السرياطي فعلا يد بن علي؟ - يبدو أن مقارنة اعترافات علي السرياطي المدير العام السابق باعترافات وزير الدفاع السابق رضا قريرة (الموقوف حاليا في قضايا أخرى) عما حدث يوم 14 جانفي وما قبله قد غيرت عديد المعطيات في التهمة الموجهة إلى السرياطي المتمثلة في التآمر على أمن البلاد الداخلي الموقوف بسببها منذ يوم 14 جانفي فرضا قريرة قال إنه لم يوجه له التهمة لكن السرياطي يملك وثيقة ممضى عليها من رضا قريرة تم بموجبها احالته على التحقيق يوم 16 جانفي صحبة عدد آخر من الموقوفين المنتمين للأمن الرئاسي والذين وقع الافراج عنهم في ما بعد... مكافحات أخرى عديدة بيّنت تضاربا في أقوال رضا قريرة حول اعترافاته على آخر اللحظات في يوم 14 جانفي كان فنّدها علي السرياطي باعترافات أخرى جعلت القضية تأخذ منعرجا آخر واستنطاق بعض أطراف القضية من جديد بفعل الحقائق التي فجّرها السرياطي وكذلك اصراره على أن تكون محاكمته في القضية متلفزة لأنه يريد تفجير عديد الحقائق الأخرى حول ما حدث يوم 14 جانفي خاصة موضوع التهمة الموجهة للسرياطي أصبح محل تجاذب بينه وبين رضا قريرة في المقابل فإن القضاء يتابع هذا الملف من كل جوانبه لإظهار الحقيقة. «الأسبوعي» جدّدت الاتصال بعلي السرياطي في سجنه عن طريق قريبه في محاولة للبحث عن المستجدات في قضيته الحالية بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي رفعت ضده وموقفه من بعض الاعترافات... كما علمنا أن مجموعة من المحامين يعتزمون رفع قضية ضد رضا قريرة لمعرفة ما حدث يوم 14 جانفي وكشف الحقيقة للشعب التونسي الذي يتأهب لدخول مرحلة جديدة في تاريخ البلاد... ٭ بعد ظهور معطيات جديدة وتضارب في الأقوال هل سترفع قضية ضد رضا قريرة وزير الدفاع السابق؟ - لا يمكن لي أن أرفع قضية ضد وزير الدفاع رضا قريرة وذلك لعدة اعتبارات أبرزها أني مازلت إلى اليوم موقوفا على ذمة التحقيق لكن الملفت للانتباه أني قد قدمت كل الحقائق عند التحقيق معي والتي جاءت متضاربة مع ما صرّح به وزير الدفاع السابق بعد أن زيّف الحقائق وغالط الشعب التونسي... ٭ ما حقيقة تقبيلك يد الرئيس عند صعوده الطائرة يوم 14 جانفي ؟ - مهدي بالقايد كان لحظة صعود الرئيس السابق المدرج داخل الطائرة إلى جانب حليمة وليلى وابنها والخادمة ولما قرّرت البقاء بأرض الوطن أخذت محفظتي وهممت بالنزول عندها صافحت الرئيس ولم أقبله بالمرة. مهدي بالقايد ادّعى أيضا أن أعوان الأمن الرئاسي قاموا لحظة وصولهم إلى مطار العوينة بكسر الباب للدخول والحال أن أعوان الجيش هم من قاموا بفتحه. ٭ هل صحيح أن بعض الطرابلسية قد التحقوا بمطار العوينة قصد مغادرة البلاد على متن الطائرة الرئاسية ومن منعهم من ذلك؟ - بالفعل فقد وصل مطار العوينة حسام الطرابلسي وأفراد عائلته وقد ألحّوا على الرئيس قصد مرافقة ليلى بن علي إلا أن حليمة رفضت ذلك وثارت ثائرتها وبدأت تصيح مهدّدة إياهم في حالة هستيريا. ٭ وهل صحيح أنك كنت وراء بث الرعب والخوف بين أفراد عائلة الرئيس بن علي يوم 14 جانفي كالحديث عن مقذوفات لبوارج حربية باتجاه القصر الرئاسي؟ - لم أبث الرعب والهلع والخوف بل هي مجرّد معلومات وتقارير كانت تصل إلى قاعة العمليات ويتناقلها جميع الأعوان مما جعلهم في حالة اضطراب... كما وردت معلومة ونحن في طريق المطار أن فرقة التدخل السريع التابعة للحرس الوطني قد تخلّت عن مهامها في حراسة القصر وغادرت أماكنها مع وجود معلومات مؤكدة عن اقتراب زورقين من محيط القصر إضافة إلى المعلومة الأولى التي تفيد بتحليق طائرتين عموديتين في أجواء القصر.. كل هذه المعطيات جعلتنا نغادر القصر بأقصى سرعة خوفا من اقتراب المتظاهرين القادمين من العاصمة وكذلك ضاحية الكرم حسب ما جاء عبر قاعة العمليات وقد طلبت من المسؤول على المرافقة بإعلام الرئيس بآخر المعطيات في خصوص كل المعلومات الواردة إضافة للانزال العسكري الذي اقترن مع وصول الموكب الرئاسي مطار العوينة. ٭ بعد مثولكم أخيرا أمام قاضي التحقيق في قضية التآمر على أمن البلاد الداخلي وظهور مؤشرات جديدة من شأنها مساعدة العدالة فهل أصبح لديك شعور بأن بوادر الانفراج وظهور الحقيقة قد اقترب؟ - التحقيق في قضية التآمر على أمن البلاد الداخلي لم ينته بعد ولم يقع اغلاق الملف رغم ظهور معطيات جديدة لإتمام هذه الأبحاث، لكن ما أشعر به اليوم وأتمنى أن أكون مخطئا أني مستهدف لأنه كلما تظهر معطيات جديدة ايجابية وفي صالحي إلا وحالت دون إظهار براءتي فقد تم تأويل جلبي لقنابل مسيلة للدموع بأنها لم تكن في صالح الشعب والحال أن هذا النوع من الأسلحة كان لمواجهة المتظاهرين وتفاديا لاستعمال الرصاص الذي يساهم في سقوط الضحايا. كما تم العثور على تسجيلات صوتية لي بأني طلبت في عديد المرات من أعوان الأمن الرئاسي عدم استعمال الرصاص الحي اطلاقا، لكن هذا الدليل لم يقع اعتماده إضافة لعديد الأحداث المثبتة قد وقع تجاهلها على غرار طلبي الاستنجاد بخراطيم المياه الموجودة بفندق الجديد. ٭ علمنا أنك مثلت أمام قاضي التحقيق بتهمة التعذيب إلى جانب عدة مسؤولين آخرين، ما الجديد في خصوص حقيقة اتهامك؟ - لقد ثبت اليوم أن هذه القضايا قد رفعت مؤخرا وهذا ما استغرب له فعلا بعد أشهر عديدة من إيقافي وقد ثبت عدم تورطي في مثل هذه القضايا لأنها لم تكن تابعة لي ولست مسؤولا عنها بعد التثبت من التواريخ. أما عن قضية القتل العمد فقد ثبت أيضا أني يوم 28122010 لم أكن موجودا داخل أرض الوطن ولم أعد من الإمارات إلا مع الساعة 19 ورغم ذلك فقد ذكر اسمي عبر بعض وسائل الإعلام رغم أني لست طرفا. غرسل بن عبد العفو
غدا في صفاقس التحقيق مع رفيق بلحاج قاسم والسرياطي.. في قضية شهداء الجنوب أحال قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية الدائمة بصفاقس على دائرة الاتهام بمحكمة استئناف صفاقس ملفات كل من الرئيس المخلوع ووزير الداخلية الأسبق رفيق بالحاج قاسم ومدير الأمن الرئاسي السابق على السرياطي وعدد من المسؤولين الأمنيين السابقين بتهمة القتل العمد والمشاركة فيه.. وقد تم في وقت سابق إحالة المتهمين في هذه القضية على قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بتونس والمحكمة العسكرية بالكاف من أجل تهم القتل العمد والمشاركة فيه في خصوص الأحداث التي شهدتها ثورة 14 جانفي بعدة مناطق من الجمهورية التونسية أما في خصوص إحالة ملفات المتهمين على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بصفاقس فهي تخصّ سقوط عدد من شهداء وجرحى ثورة 14 جانفي في كلّ من قرقنة ودقاش وذلك غدا الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري.