يكتبها عبد الوهاب الحاج علي - حديثنا هذه المرة يا سادة على جامعة الغرائب كالعادة.. الجامعة التي لا تستقر على رأي ولا على مبدإ واضح، فبعض المنتمين اليها يعملون بمبدأ «حلال علينا ، حرام عليكم» رفضوا مقترح الوزارة القاضي بتكوين لجنة تساهم في إعادة هيكلة الجامعة لكنهم هرولوا الى رابطة الهواة لوضع اليد عليها بعد أن سجلت فيها أربع استقالات للرئيس عزيز ذويب وثلاثة أعضاء آخرين واقترحوا بدورهم تكوين لجنة تصرّف صلبها معينة من طرفهم هم... وعملا بالمثل الشعبي القائل:« هات يدك نحنيلك» لاشك أن هذه اللجنة ستعمل لصالح هذه الاطراف التي أتت على الاخضر واليابس في جامعة «العجائب». رضا كريم والجراية ولم تتفطن هذه المجموعة الى أنها تريد أن «تحبو تحت من يمرد» اذ وقف لها بالمرصاد كاتب عام الجامعة رضا كريم والعضو الدكتور شفيق الجراية، واللذين اعترضا سبيل هذه المجموعة باعتبار أن الأعضاء المنسحبين معيّنون وليسوا منتخبين وبالتالي ليس بمقدورهم حل مكتب رابطة الهواة، وهنا لابد من توجيه تحية لرضا كريم الذي وقف أمام عديد التجاوزات وفرض سلطان القانون خاصة أن المجموعة المنتخبة في مكتب رابطة الهواة تعمل بجد ومثابرة وقدمت جليل الخدمات على غرار عبد الرحمان بوسحابة وعبد الجليل الظاهري وبرهان بن خالد. وقفة رضا كريم وشفيق الجراية لم تكن على بال الجماعة التي أرادت «سلخ جلد الثور قبل ذبحه» لكنها كشفت حقيقة الكثيرين وما يبطونه من حب للكراسي والتملك بكل شيء حتى لو كان من غير حقهم وبما أننا في وضع استثنائي وظروف استثنائية فقد أراد هؤلاء تركيز لجنة استثنائية تتصرف في الرابطة الهاوية خدمة لحملاتهم الانتخابية المستقبلية. بين الاعتراف بالجميل والنكران كان الله في عون أنور الحداد، فهذا الرجل كان وفيا ومعترفا بالجميل إذ صرّح في احدى الحصص التلفزية أن الجامعة تعمل على النهج والبرنامج الذي سطرته من قبل مع علي الحفصي، وبالتالي لم ينكر الجميل رغم أنه أخذ مكانه وجلس على كرسيه، وكان الله في عون أنور الحداد لأنه لم يجد حلاّ لنكران وجحود بعض ممن حوله فبالأمس البعيد صفقوا لخروج علي الحفصي ثم انقلبوا وضربه بعضهم في الظهر وفي الجلسات الخاصة.. ثم منيرة بن فضلون التي استقالت رغم أنهم تناولوا معها مؤخرا العشاء في سوسة واليوم يأتي الدور على حليف الأمس القريب جلال تقية فبعد أن أقنعه أنور الحداد بالتراجع عن الاستقالة للم الشمل ورأب الصدع داخل المكتب الجامعي حتى يتسنى له المواصلة والعمل على انجاح المواعيد المقبلة لأنه لا يوجد أي مبرّر لحله في الوقت الحاضر. خاصة أننا على أبواب انطلاق الموسم الكروي وبانتظارنا نهائيات كأس افريقيا للأمم وكل محاولة للخلخلة من شأنها أن تزيد في الانشقاق وتشتيت المجهودات بما ينعكس سلبا على الكرة التونسية رفضت هذه المجموعة تراجع جلال تقية عن الاستقالة وأحرجت أنور الحداد الذي استدعاه للحضور والجماعة نفسها ونعني بها وديع الجريء وشهاب بلخيرية والطاهر خنتاش الذي نكن له احتراما كبيرا ولا نخاله سيواصل على نفس النهج اذا كان يحب مصلحة كرة القدم. لغز محير أما اللغز المحير فهو كيف يقبل الثلاثي المذكور بعودة محمد عطا الله المنسحب منذ مدة ويرفض جلال تقية المستقيل منذ أيام بعد لحظة غضب فهل إن هدف بلخيرية والجريء تفكيك المكتب الجامعي والدفع نحو المزيد من الاستقالات حتى يقع حل الجامعة ويتفرغا لحملتهما الانتخابية والتي لنا ما نقول عنها لاحقا.. أليس هذا نكرانا للجميل الجامعة التي فتحت لعديد أعضائها الآفاق وحققت شهرة للبعض الآخر ممن يلهثون وراء الاضواء الكاشفة والظهور في المنابر.. أليس نكرانا وجحودا لمجهودات باقي الزملاء وانكارا حتى للماء والملح... ألم نقل إنها جامعة العجائب. ورغم أننا نحاول في كل مرة تفادي الحديث عن وديع الجريء وشهاب بلخيرية ثنائي التشتيت فإننا مجبرون على قول كلمة حق في جلال تقية رغم اختلافنا معه، ولكنه احترم مبادئه وحاول الحفاظ على حرمة الجامعة وقبل العودة من أجل ألا تتفكك خاصة أنه أمين مالها، ومطالبون بكلمة الحق هذه لأن الجريء وبلخيرية يقولان ما لا يفعلان ، فالأول قال كم من مرّة إنه متطوع ومستعد للتفريط في الكرسي لكن ما إن ترشح المنتخب «بقدرة قادر» لنهائيات كأس افريقيا للأمم حتى ظهر أمام «الكاميرا» وتحدث عن المجهودات والتعب من أجل هذا الترشح. وهو في قرارة نفسه يشكر منتخب التشاد الذي مكنه من المحافظة على موقعه في ما تسمى بلجنة المنتخبات حتى لا يحرم من مصروف الجيب وتذكرة الطائرة اللذين لم يفرط فيهما قط.. كيف يترك الكرسي وهو لا يغيب عن أية سفرة للمنتخب سواء في المباريات أو التربصات؟ كيف يفرّط في موقعه وهو بفضل المنتخب أصبح يحصل على العملة الصعبة ويسافر من بلد الى آخر، هل يعقل أن يفرط في هذه النعمة بدليل أنه أول المسافرين لحضور قرعة نهائيات كأس افريقيا للأمم 2012 وطبعا على حساب الجامعة بينما يسافر نائب الرئيس الحاج الهادي لحوار على نفقته الخاصة.. بين القول والفعل لكن السؤال المطروح هو هل بمقدور الدكتور وديع الجريء أن يترأس قائمة ويصبح رئيسا للجامعة ويتعامل مع رجال الأعمال والمستثمرين العالميين والمؤسسات الكبرى وهو الموظف البسيط مثلنا الذي يحتاج لمصروف الجيب وتذكرة الطائرة التي تقتطعها له مؤسسته.. إنها مفارقة غريبة في منطق الواقع المعيش، لكنها ليست غريبة في جامعة العجائب والغرائب.. وأما شهاب بلخيرية ألم يصرّح أنه راحل بعد مباراة «الطوغو» هل كان ينتظر انسحاب المنتخب ثم تراجع بعد أن قلب «ايزيكال» سيناريو الدراما التي حرّر مشاهدها بعض الصائدين في الماء العكر؟ لقد كان أول الحاضرين صبيحة السبت المنقضي في القرعة لأنه رئيس لجنة تنظيم البطولة والكأس و«كأن شيئا لم يحدث» خاصة بعد أن أنضافت اليه مهمة جديدة وهي أمانة مال الجامعة حتى يفعل ما عجز عنه الآخرون، لذلك لم نستغرب الامر عندما كان أول المهرولين لقطع الطريق أمام عودة أمين المال المستقيل جلال تقية.. وبما أننا في عهد الديمقراطية وحرية التنظيم وأمام هذه الفسيفساء من القائمات المترشحة لرئاسة الجامعة أظن أنه من حقي أيضا الترشح لهذه الانتخابات ولا أرى مانعا في أن أرتدي «كسوة العرس» المركونة منذ أعوام في الخزانة مع ربطة عنق بالاضافة الى ندوة صحافية بنزل فاخر على حساب أحد الاصدقاء أجمع فيها زملائي الأعزاء لأعلن ترشحي وبرنامجي حتى أنافس باقي المترشحين وخاصة منهم وديع الجريء الذي لا فرق بيني وبينه وإن فشلت في السباق الانتخابي سأرثي نفسي وأقول «لا تأسفن على الوديع إن مشى، فلن يبقى الوديع مدى الحياة وإن انتشى"...