المشاكل والقضايا والقلاقل والشائعات التي ترافق فكرة ومراحل انجاز ووضع اللمسات الأخيرة على الأعمال الفنية هي في الحقيقة نوع من الإشهار لها وعادة ما يكون اغلبها مفتعلا أو مقصودا، أي أنها الطعم الذي يجلب به انتباه المتلقى الذي أصبح مع الأسف ينتبه إلى قضايا وفضائح الفنانين أكثر من اهتمامه بإبداعهم مهما كان جيدا ومهما كبر الاسم وارتفعت القامة. في هذا الإطار بالضبط تتنزل أخبار وشائعات انسحاب الفنانة ماجدة الرومي من اوبيرات «بكرا « (غدا) التي ساهمت في كتابة كلماتها وكان من المفترض ان تضع صوتها عليها. كثرة القلاقل والتخمينات والتكهنات التي استفادت منها الاوبيرات أكثر من استفادتها من الأسماء العالمية والنجوم العرب الذين يشاركون فيها أخرجت ماجدة من صمتها وجعلتها تصدر بيانا تضمن الأسباب الحقيقة لانسحابها وهي عدم تنفيذ الجهة المنتجة للشروط الفنية التي تم الاتفاق عليها من قبل حيث كان من المنتظر أن تغني ماجدة في اوبيرات «بكرا» وهي واحدة من اكبر المشاريع الفنية في المنطقة العربية وكان من المفروض أن تخصص أرباحها لدعم التعليم وتوفير الغذاء للأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال تقديم المنح الدراسية في مجالات الفنون والثقافة وتمويل البرامج التعليمية الموجهة للأطفال في الموسيقى والفنون والدراسات الإنسانية. وانسحاب ماجدة من واحد من أكبر المشاريع في هذا اللون الإبداعي في المنطقة وامتناعها عن الغناء مع عدد كبير من الفنانين العرب في اوبيرات هي في الأصل من كلماتها ومن إنتاج «كوينسي جونز» بالتعاون مع الإماراتي بدر جعفر - المهتم بالمشروعات الاجتماعية- رغم إيمانها بأهدافها السامية لا يمكن أن يغفره تنازلها عن أي حق لها مرتبط بكلام الأغنية وان كان فيه خدمة للأهداف النبيلة لاوبيرات «بكرا «. نقول هذا بعد أن استغربت واستهجنت في بيانها استنتاجات بعض وسائل الإعلام العربية التي رجحت ان يكون سبب انسحابها هو إمكانية عرض العمل في إسرائيل أو مشاركة فنانين إسرائيليين فيه، وقد استغربت ماجدة هذا الاستنتاج لأن القضية (وحسب ما جاء في البيان ) « لو كانت كذلك لسحبت الرومي كلامها أيضاً من الأغنية، ولما تركته للجهة المنتجة وهو يعتبر مشاركة منها في العمل، في حال كهذه.»
أشجى الأصوات العربية
على كل ومهما كان الأمر بالنسبة لماجدة الرومي فان مروان خوري (لبنان) وفهد الكبيسي (قطر) ووعد (السعودية) ومشاعل (السعودية) وفايز السعيد (الإمارات العربية المتحدة) وثامر حسني وشيرين عبد الوهاب (مصر) ولطيفة (تونس) وأحمد الجميري (البحرين) وهاني متواسي (الأردن) وناصيف زيتون (سوريا) يلتقون في الدوحة لتسجيل المرحلة النهائية من هذه الاوبيرات الخيرية التي لحنها الفنان العراقي كاظم الساهر وسيخرج مالك العقاد (نجل مصطفى العقاد مخرج فيلم «الرسالة») فيديو الأغنية والفيلم الوثائقي الخاص بها. و«بكرا» هي النسخة العربية من أغنية كوينسي جونز ا(Tomorrow (A Better You، A Better Meب إحدى أشهر الأغنيات في العالم والتي يتمحور موضوعها حول الأمل في مستقبل أفضل والحاصلة على جائزة غرامي. ويذكر انه سيتم بث الأوبيرات لأول مرة في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة 11 نوفمبر2011 مباشرة عبر القنوات التلفزيونية العالمية، وعبر مجموعة « أم بي سي» على المستوى الإقليمي، و»غوغل -اليو توب» على الإنترنت، في حفل حصري يقام في دبي. وقد تم اختيار هذا التاريخ من أجل تجسيد الشعور بالوحدة بين جميع البلدان العربية وليكون بمثابة منارة للأمل في مستقبل أفضل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال هذه الفترة الهامة من تاريخ الأمة العربية. وستكون محطة «سي آن آن» الشريك الإعلامي العالمي للأغنية، بينما ستكون «سوني ميوزيك» المنتج الفني لها.