تونس الصباح: على الرغم من ان المنافسة على النجومية وطنيا وعربيا تبدو قائمة بينهما منذ مدة وبشكل واضح ولكن بعيدا عن «ضجيج» التصريحات الاعلامية.. فان لا أحد من المتابعين حاول ان يقارن او يفاضل بين المطربين التونسيين الكبيرين صابر الرباعي ولطفي بوشناق.. وربما ما حال ولا يزال يحول بين النقاد والمتابعين ومحاولة فعل ذلك هو اساسا القيمة الفنية الكبيرة للفنانين لطفي بوشناق وصابر الرباعي وصعوبة الجزم بأفضلية هذا على ذاك وذلك على الرغم من الاختلاف النسبي في التوجهات الفنية بينهما.. فالفنان لطفي بوشناق مثلا يبدو اكثر تمسكا بأداء الاغاني الطربية في حين ان الفنان صابر الرباعي يبدو بالمقابل آخذا اكثر بالاغاني الايقاعية الشبابية الخفيفة.. على أن هذا التباين النسبي في التوجهات لا يمكن ان يخفي بوادر التنافس على النجومية المطلقة وطنيا وعربيا القائمة «سريا» بينهما والتي تترجمها على الاقل الجهود الكبيرة التي يبذلها كل منهما من أجل تسجيل الحضور النوعي الدائم على الساحة الفنية في تونس وخارج تونس.. والواقع انه وعلى الرغم من درجة التقدير الكبير التي لا بد ان يوليها المتابع لجهود هذين الفنانين التونسيين اللذيْن استطاعا بفضل موهبتهما واجتهادهما ان يفرضا اسميهما على الساحة الغنائية العربية فانه يبقى بالامكان في رأينا تفصيل القول في مسألة امكانية تميز احدهما على الآخر ولو لفترة محدودة في الزمان وما من شك في ان انقضاء سنة ودخول اخرى يمثل مناسبة لرصد مدى ما حققه كل واحد منهما من نجاحات وبروز واشعاع وطنيا وعربيا وبالتالي امكانية ترتيبهما ترتيبا تفاضليا ان لم يكن بمقياس علمي فني موسيقي بحت فعلى الاقل بمقياس ما حققته انتاجاتهما الغنائي من نجاح وانتشار جماهيريا. على الواجهتين الناظر في حجم نشاط الفنانين لطفي بوشناق وصابر الرباعي على امتداد سنة 2007 التي توشك على الانقضاء سيلاحظ انهما تحركا بكثافة على الواجهتين (الوطنية) و(العربية) فالاثنين كانت لهما «صولات» و«جولات» فنية وطنيا وعربيا.. اما عبر المشاركة في حفلات عامة في تونس وفي بلدان عربية مختلفة او من خلال استضافات في محطات تلفزيونية عربية مختلفة.. او من خلال مشاركات في مهرجانات فنية عربية مختصة وغير مختصة (مشاركة الفنان لطفي بوشناق في مهرجان التلفزيون العربي بالقاهرة باغنية نال بها الجائزة الثالثة). اما في المجال الفردي فيبدو أن الفنان صابر الرباعي وبعد أن شعر بانه قد اجتهد بما فيه الكفاية خاصة على الواجهة العربية وحقق نتائج باهرة بوّأته لان يكون احد ابرز الاسماء الغنائية على الساحة العربية وان يفوز بلقب «أمير الطرب العربي».. تفطّن الى ضرورة وأهمية ألاّ «يخسر» جمهوره التونسي الصرف فعمل على تكثيف حضوره واقامته في وطنه تونس على امتداد سنة 2007، هذا فضلا عن مجموع الحفلات الفنية التي أحياها في مختلف المدن التونسية سواء خلال المهرجانات الصيفية او في غير المهرجانات الصيفية.. وما من شك في أن «استراتيجية» الحضور المباشر والمكثف للفنان صابر الرباعي في تونس اضافة لعامل الانتشار الواسع لأحدث أغانيه و«كليباته» التي تبثها مرارا وتكرارا محطات تلفزيونية عربية مختلفة هي التي تسمح للمتابع بالقول بان نجم الساحة الفنية في تونس خلال سنة 2007 كان وبامتياز الفنان صابر الرباعي وليس الفنان لطفي بوشناق..