والله صدقوني.. انا حاسد كل علوش يذبح في العيد.. وتمنيت نكون في بلاصتو.. باش الواحد يرتاح من حياتو الكلبة.. هوما ناس قبل قالو «اللي مات ارتاح..؟» تصورو لو كان قعدت حكاية سيدنا ابراهيم مع ولدو سيدنا اسماعيل؟ توة تشوفو قداش بنادم اللي يموت يرتاح. انا واحد من الناس نعيش سبعة والا ثمنية سنين شايخ.. مدلل.. معشعش.. الناس الكل لاهية بي يسمنوا في لنهار العيد.. وبعدما يتكيوا عليّ نرتاح.. من هرج بابا وتنقنيق امي.. وكبسان المعلم.. والقراية والكتب.. وتكسير الراس.. والنجاح والتدوبيل.. وتفركيس الخدم.. نرتاح من تكبرين العروفات.. ومشاكل الزملاء.. ونرتاح من الدزان واللزان في الميتروات والكيران.. نرتاح من العرس ومصروفو.. ومن مشاكل الصغار.. هذا مرض حوصب هذا قرّب.. هذا عطس.. هذا خذا هواء.. نرتاح من مشاكل المرا وتنقنيقها ومرجها.. نرتاح من هات هات والمصروف شوية.. وما عنديش قضية.. والعطار كلمني على فلوسو.. والملاك يحب على كراه.. والماء باش يقصوه والضو باش يقطعوه نرتاح من الشهرية المحنونة.. هاو صبوها.. هاوما صبوهاشي هاي جات هاي مشات.. هاي وخرت هاي قدمت.. زعما تخلط زعما ما تخلطش؟ نرتاح من وقفة البانكة كيف الذليل حتى يتكرمو علي بتسبقة ب 50 دينار.. نرتاح من مطالب القروضات والقصان.. والسلف.. وهات شاشيتك هات ضباطك.. وحط شاشية هذا على راس هذا.. واقلب واتشقلب.. نرتاح من رمضان ومصروفو والعيد الصغير وحلو العيد وحوايج العيد.. ولعب العيد.. نرتاح من عصيدة المولد والزقوقو.. والبوفريوة.. والجوز واللوز.. نرتاح من العيد الكبير والعلوش.. وتربيتو.. وعلفانو.. وذبحانو.. وعصبانو.. وقديدو.. وسلقو.. ومعدنوسو.. وتشوشيط الروس.. ودخاخن المشوي.. وروايح القلاية.. نرتاح من التفركيس على الحليب المقطوع.. ونرتاح من الجوع.. نرتاح من الكذب والغش.. والترهدين.. نرتاح حتى من الموت متاع بنادم بالحيا.. من الجري واللهيث وراء الخبزة.. نرتاح من الغلاء والكوا.. والتخمام وحرقان الاعصاب.. نرتاح من الجوع.. ومن اللي جايبو النهار مديه الليل.. نرتاح من الكبر.. والمرض.. وعقار السبيطارات ودمار الطبة.. واحد يقلك عندك الكبدة وواحد يقلك بوصفير.. واحد يطلعلك السكر والاخر يطلعلك الدم.. واحد يحكم بالعملية وواحد يقولك ماهيش لازمة.. نرتاح من التعب ومن الخدمة.. وهز وحط.. نرتاح من الفقر.. والمزيريا والدمار الازرق.. نرتاح من ريحة الزبلة في بطحتنا.. والبطالة متاع حومتنا.. والبراكاجات في زنقتنا.. ونرتاح من الغبارة والنبارة.. ونرتاح من الشكا والبكاء من اذاعاتنا وتلفزاتنا نرتاح من دليلك ملك ومليار وآس آم آس.. ومن مطربينا المتمصريين والمتلبنين ومن منشطينا اللي كيف الهم على القلب نرتاح من لقطات الاشهار متاع القازوز والمشاوي والياغورت ولمجات الصغار.. نرتاح من العرا والقرا وقلة الحيا في شوارعنا وقهاوينا وكلياتنا ومعاهدنا.. نرتاح من قباحة صغارنا وطول لسان وقصر لباس بنياتنا.. نموت ونرتاح.. لا قومة بكري على الصباح.. ولا يبدى ديما ضاربني الشياح.. لو كان قعدت حكاية سيدنا ابراهيم وولدو سيدنا اسماعيل راني عشت عويمات في خير.. ومن بعد نتوكل على الله ونتسفد.. ولساني يرحم على ناس قبل، الله يرحمهم وقتلي قالو،.. «اللي ماتوا ارتاحوا» واللي قالوا «الموت جاية والعذاب علاش»؟