حلقة يوم السبت الماضي من منوعة «موزيكا وفرجة» التي يعدها ويخرجها خلف الله الخلصي وتنشطها اسماء الطيب كانت حلقة ممتازة بكل المقاييس.. فالضيف الرئيسي كان الفنان والنجم التونسي والعربي صابر الرباعي الذي أضفى على المنوعة بحضوره الفني والشخصي الأنيق مستوى - لافقط - طربيا ممتعا بل وكذلك ثقافيا راقيا ومؤنسا - بالمعنى الإنساني للكلمة - ذلك ان هذا الفنان التونسي الموهوب والمثقف والمتخلق بدا من خلال منوعة «موزيكا وفرجة» متشبعا بكل قيم ومواصفات النجومية الحقيقية بما تعنيه من وعي بضرورة التواضع للناس والحرص على المحافظة على النجاح واثراء الرصيد... لقد غنى الفنان صابر الرباعي في منوعة «موزيكا وفرجة» و«نشط» فكان ان ازدادت صورته لدى احبائه وأحباء فنه واغانيه بهاء وتألقا.. لم يحاول - مثلا - وهو يتحدث لجمهور الفضائية «تونس 7» ويجيب عن اسئلة المنشطة ان يصطنع «العظمة» او أن يقفز على مرحلة البدايات في مسيرته الفنية.. بل ذكر بها وبما لقيه من مساندة من قبل الاعلاميين وفي مقدمتهم الراحل المرحوم نجيب الخطاب... كماانه لم يحاول - ايضا - ادعاء «النضالية» والبطولة وذلك عندما أتت المنشطة على ذكر حيثيات رحلته الفنية الأخيرة الى اراضي السلطة الفلسطينية وما أثارته من تعليقات مختلفة ومن «قيل وقال» مثل القول بانها ضرب من ضروب التطبيع مع الاسرائيليين.. الفنان صابر الرباعي لم يقل انه ذهب الى الجماهير الفلسطينية داخل فلسطين «مناصرا» او «مناضلا» بل قال انه ذهب اليهم فنانا وغنى لهم لانه يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي الأمل... ايضا، لم يحاول الفنان صابر الرباعي ان يوظف حلقة يوم السبت الماضي من منوعة «موزيكا وفرجة» توظيفا سيئا فيتهجم - مثلا - تصريحا او تمليحا على بعض زملائه الفنانين او ان يستنقص من قيمتهم - كما - رأينا ذلك في حصة الفاضل الجزيري - بل حرص على ان يزن كلماته ولا يأتي على ذكرهم بالاسم وذلك حتى عندما اتت المنشطة على ذكر تذمرات بعضهم ممن يقولون أنهم قصدوا صابر الرباعي - في الغربة - ولم يجدوا لديه الدعم والمساندة.. في كلمة، لقد كشفت استضافة الفنان صابر الرباعي في منوعة «موزيكا وفرجة» في سهرة يوم السبت الماضي عن امرين مهمين: * الأول: ان النجاح الفني الكبير والنجومية العربية التي حققها هذا المطرب التونسي لم يأتيا من فراغ او صدفة... بل كانا نتاج جهود بذلها فنان مثقف وموهوب «رضع» الفن منذ نعومة اظفاره وحباه الله بصوت جميل فاضاف لهما هو من عنده الثقافة والاجتهاد والاستقامة والمثابرة اما الأمر الثاني: فهو ان اساس نجاح اية منوعة فنية تلفزيونية خاصة في زمن الفضائيات والمنافسة الشرسة على استقطاب المشاهد يبقي التوفق خاصة في اختيار الضيف المناسب الذي يجب ان يكون يمثل قيمة في حد ذاته سواء فنية او ثقافية.. ويبدو ان القائمين على منوعة «موزيكا وفرجة» بداوا يعون هذا الامر جيدا... فاستضافة الفنان صابر الرباعي هي في صميم هذا المعنى وكذلك استضافة الفنان الفاضل الجزيري من قبله...