رفض الافراج عن نور الدين البحيري    سبيطلة: حجر البرد يتسبب في أضرار لمختلف الزراعات في منطقة الشرايع    حصة تونس السنوية من صيد التن الاحمر تقدّر ب3 آلاف طن    عاجل/ مصر: إنهيار مبنى من 5 طوابق على رؤوس ساكنيه    العدوان الصهيوني على غزة/ أكثر من 15 ألف طفل استشهدوا وغالبيتهم من طلبة المدارس ورياض الأطفال..    مصر تكشف سبب إغلاق معبر رفح    بلغت 46 مليار دولار.. مدخرات مصر من العملة الأجنبية في مستوى قياسي    خلال جلسة عمل: هذا ما أمر به والي بن عروس..#خبر_عاجل    باحث في علم الاجتماع: جمهور الافريقي لم يتجاوز جُرح عمر العبيدي.. وهذا ما استفزّه    جريمة بشعة: الأم والأبناء يقتلون الأب ويدفنونه في جدار منذ 6 سنوات!!    أكثر من 140 ألف مترشح يتقدمون لاجتياز اختبارات البكالوريا غدا    هذا موعد رصد هلال شهر ذو الحجة    عاجل: الزيّ الرسمي للمنتخب الوطني في مباراته ضدّ غينيا    برلمان سويسرا يصوت ضد مشروع قانون للاعتراف بدولة فلسطين    4 نصائح لمحبي اللحوم    الكاف: يوم اعلامي حول تثمين مادة التين الشوكي في التغذية الحيوانية    شاطئ المرسى: منحرفان يفتكّان هاتف جوّال شخص باستعمال العنف.. والأمن يتدخّل    كرة اليد: طارق بن علي مديرا فنيّا مؤقّتا للجامعة    عاجل/ هذا موعد رصد هلال ذو الحجة..    وزارة الفلاحة: الأضاحي متوفّرة بأعداد تفوق معدل الاستهلاك    مركز التربية المختصّة لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا بالزهراء: حفل فني وثقافي في اختتام السنة المدرسية    مؤذن بجامع يتعرض للنهش والعض من كلاب اثر عودته من صلاة الصبح    وزارة التعليم العالي تخصص منحا جامعية للدراسة بفرنسا وألمانيا والمعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بتونس    درّة زرّوق تطلق علامة أزياء مستوحاة من جدّتها    الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف: مشاركة 4 أفلام تونسية 2 منها في المسابقة الرسمية    مُشاركة 4 أفلام تونسية في الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف    فظيع/ كلاب سائبة تنهش مترجل حتى الموت أثناء عودته إلى منزله بعد صلاة الفجر..#خبر_عاجل    ليبيا: العثور على جثّة الشاب محمد الشنطة في قلب الصحراء    سليانة: تنفيذ 2234 عملية رقابة خلال شهر ماي    من مخلفات أحداث الدربي: خسائر قدرت بحوالي 100 ألف دينار    عاجل/ ينشط في هذا القطاع: الاحتفاظ برجل أعمال من أجل شبهات فساد مالي وغسيل أموال    إصدار سلسلة من ثلاثة طوابع بريدية حول النظم الغذائية المبتكرة    إصابة 3 ركاب في انزلاق سيارة أجنبي بزغوان    رئيس الحكومة يلقي كلمة تونس في افتتاح أشغال القمة الأولى الكورية الافريقية    عاجل : اكتشاف سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور    الرئيس المدير العام لشركة اللحوم يفجرها ويكشف ما فعله "القشارة" بأضاحي العيد..    مجلس النواب: انطلاق أشغال الجلسة العامة للنظر في مقترح القانون عدد 30 لسنة 2023    ربع نهائي بطولة رولان غاروس : من هي منافسة أنس جابر ؟    اليوم..انطلاق الدورة الثالثة من الأيام التونسية للملكية الأدبية والفنية    سفير إندونيسيا بتونس : ''بلادنا وسعت مجال تعاونها مع تونس في السنوات الأخيرة    عاجل : راصد الزلازل الهولندي يحذر من زلزال قوي في هذه الفترة    في المعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين ...7 آلاف كتاب هبة لمكتبة المعهد    "كاف" يعلن مواعيد انطلاق النسخة الجديدة لمسابقتي رابطة الأبطال والكونفدرالية    اكتشاف سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور في أستراليا    منها مخزون المياه بالسدود: هذه محاور لقاء رئيس الجمهورية بوزير الفلاحة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    قيس سعيد يسدي تعليماته بتذليل كل العقبات أمام باعثي الشركات الأهلية    رئيس الدولة يطالب بالقطع نهائيا مع النظام الحالي للتعامل بالشيكات..    صواريخ حزب الله تحرق "كريات شمونة"    رسميا.. جوائز "الأفضل" في دوري أبطال أوروبا    الملتقى الوطني لفنون الصّورة والسّينما والفنون التّشكيلية بالمهدية .. عروض ثريّة للإبداعات والمواهب التلمذيّة    بيت الحكمة يُصدر كتابا بعنوان "رحلة اليوسي" لمحمّد العيّاشي بن الحسن اليوسي عن تحقيق الباحث التونسي أحمد الباهي    الاستعداد للحج .. "شوق" وعادات وفيه "منافع للناس"    الفنانة إبتسام الرباعي ل«الشروق».. أتمنى تطهير الساحة الفنيّة من الدخلاء    عاجل - تونس : ارتفاع استهلاك السجائر لدى اليافعين والأطفال تزداد أكثر فأكثر    نقص أدوية وطول إجراءات...مرضى السرطان يعانون في صمت!    لأول مرة في الكويت: نجوم مصريون يحيون 'ليلة النكد'    متى تبدأ ليلة وقفة عرفة؟...وموعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزارة المالية تمنح «الباتيندة» للدخلاء.. وزارة الصحة تغض الطرف وبنك التضامن وأطباء الأسنان يشجعونهم
مصافحة: مع رئيس الغرفة الوطنية لفنيي صنع الأسنان
نشر في الصباح يوم 31 - 12 - 2007

المطلوب تأطير المدارس الخاصة والتأكيد على أن لا حق لخريجيها في الانتصاب لحسابهم الخاص
هناك مؤسسات مصدّرة كليا لكنها تروّج منتوجها دون وجه حق في السوق التونسية
مستقبل قطاع تركيب الاسنان غير واضح في انتظار ما سيكشفه صندوق التأمين عن المرض من برامج خاصة بنا
خريجو الجامعة تنقصهم الخبرة الميدانية وسلطة الإشراف مطالبة بفرض تربصات تكوينية
تونس - الاسبوعي: لسبب أو لآخر، يصادف أن يفقد شخص ما.. بعض أسنانه.. ويخيل اليه في البداية أنه وبمجرد أن يقصد طبيب الاسنان سيرمم له ما حصل بل ويعيده في أكمل صورة.. لكن شتان بين الواقع والأحلام.. فبينهما مسافة ويالها من مسافة قد تسجن هذه الاحلام أحيانا في مجرد أضغاث..
ويزداد الوضع تفاقما إذا تأملنا وضع هذا القطاع اليوم: «صنع الأسنان».. وما يعانيه من هنّات وإشكاليات.. ولأجل ذلك نستضيف اليوم رئيس الغرفة الوطنية لفنيي صنع الاسنان.. وهو ينتمي لتلك الدفعة التي درست الاختصاص بالخارج في السبعينات وتحديدا عام 1974 ببلجيكا.. قبيل إحداث المدرسة العليا للصحة.. ولقد أثثت تلك الدفعة مرحلة ما بعد الأجانب.. الذين كانوا ماسكين بالقطاع في تونس.. ولايزال ضيفنا يمارس مهنته بانتظام منذ عام 1977 والى اليوم..
* بداية، هل أقول لك أهلا بفني صنع الأسنان أم أهلا بميكانيكي الأسنان؟
-(ضاحكا) تلك مرحلة انتقالية كان يسمى عندها الفني السامي في صنع الاسنان.. ميكانيكي أسنان ..ومنذ سنوات وخاصة انتماء المهنة لوزارة الصحة أصبحت مهنة شبه طبية وتغير أسمها لتصبح فني سامي في صنع الانسان وتخضع للقانون عدد92 - 74 المؤرخ في 3 أوت 1992 المنظم للمهن شبه الطبية.. وكراس الشروط المؤرخ في 16 ماي 2001 والذي يشترط أساسا الحصول على شهادة جامعية لامكانية الانتصاب بالقطاع الخاص.
وقد ساهمت الغرفة الوطنية للمهنيين المزاولين لهذا النشاط في تأهيل القطاع للارتقاء به الى مستوى مرموق لا يقل من حيث التقنيات والوسائل المستعملة فيه عن نظرائه بأكبر البلدان الأجنبية وفي هذا مكسب وفخر لتونس اليوم.. بعد أن كانت هذه المهنة تصنف رسميا ضمن المهن الصغرى وهي من ملحقات الصناعات التقليدية.. واليوم وبعد تواجد المدرسة العليا لتقنيات الصحة بالمنستير.. عملت ومنذ 30 سنة على تخريج دفعات متتالية من الفنيين السامين في صنع الاسنان.. ويقوم بالتدريس فيها أساتذة ومختصون كان البعض منهم يدرس نفس الاختصاص بالخارج.. والحمد لله أصبح لنا الكثير من الفنيين السامين في هذا المجال أي صنع الاسنان حاليا .
* وممن تتكون غرفتكم الوطنية.. وما هي مختلف الادوار التي تضطلع بها تحديدا؟
- الغرفة الوطنية لفنيي صنع الاسنان.. تتكون من تسعة زملاء كأعضاء..يقوم كل واحدمنهم بمهمة واضحة ومحددة.. ودور الغرفة الرئيسي يتمثل في سعيها المتواصل لأن تكون همزة وصل بين مختلف المصالح الموجودة ببلادنا والزملاء المنتصبين لحسابهم الخاص.. كلما جدّ جديد سواء على مستوى القوانين أو على مستوى الاطار العام للمهنة.. حيث تقوم الغرفة بإعلام الزملاء وتحسيسهم حتى يكونوا على علم بذلك وخصوصا تلك المتغيرات التي عادة ما تحصل على مستوى المصالح المالية ووزارة الصحة.
* وهل نسقتم وكثفتم الجهود بغية التدخل بين وزارتي الصحة والمالية في إطار نشاطكم كغرفة وطنية للحيلولة دون حصول بعض الاشكاليات المعروفة على مستوى القطاع؟
- فعلا هناك عدة إشكالات في هذا الخصوص.. وأولها أن المهنة غير محمية لا من وزارة الصحة ولا من وزارة المالية.. حيث أسندت العديد من الباتيندات لبعض الدخلاء رغم افتقارهم للتأهيل اللازم.. وأهم شرط في الفني لصنع الاسنان هو إلزامية وضرورة الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الصحة في تعاطي النشاط.. والذي تم تعويضه بكراس الشروط منذ بضع سنوات.. وبالنسبة لهؤلاء الدخلاء المتكونين إما في المخابر أو في مدرسة التكوين المهني بالعمران والحاصلين على شهادة فني في صنع الاسنان.
* (مقاطعا) إذن هم حاصلون على شهادة فني في صنع الاسنان فكيف يعتبرون دخلاء؟
- الفرق بين خريجي مدرسة الصحة بالمنستير وخريجي العمران أن الشق أو الفئة الاولى حاصلة على شهادة فني سام في صنع الاسنان وهو الشرط الاساسي والوحيد لفتح مخبر لصنع الاسنان.. علاوة على دراسة الاختصاص دراسة علمية شاملة لمدة ثلاث سنوات بعد الباكالوريا.. بينما الفئة الثانية حاصلة على شهادة فني في صنع الاسنان فقط.. وهي شهادة لا تؤهلها لفتح مخابر والانتصاب لحسابها الخاص.. إضافة الى ان المستوى التعليمي لاغلب المنتمين لهذه الفئة هو دون الباكالوريا في كل الحالات زيادة على مدة التكوين الضرورية بمركز التكوين المهني.. وبالتالي فإن غياب التنسيق بين وزراتي الصحة والمالية جعل العديد من الدخلاء ينتصبون في القطاع ويزاحمون الفنيين السامين في صنع الاسنان.. خلافا لكراس الشروط المنظم للقطاع وشروط ومقتضيات الانتصاب الواردة به.
وهنا نطالب وزارة الصحة بالتدخل لايقاف هذا التيار وغلق مخابر الدخلاء.. علما وأننا عملنا على إحاطتها بالعناوين المقصودة وقدمنا لها قائمة طويلة بالمنتصبين عشوائيا. فكل عام يزداد الوضع تفاقما ويتضاعف عدد هؤلاء الدخلاء.. وما يزيد في حدة المشكلة هو تشجيع أطباء الاسنان لهم وحتى بنك التضامن.
* وما دخل اطباء الاسنان وبنك التضامن في التشجيع على هذا الامر؟
- من خلال التعامل معهم رغم انتصابهم غير القانوني.. ولقد حاولنا في العديد من المرات لفت نظر الاطباء عن طريق عمادتهم للتدخل لدى منخرطيها بهدف تحسيسهم بأهمية التوقف على تشجيع هؤلاء الدخلاء.. وعدم التعامل معهم حتى تطهير القطاع من هؤلاء المندسين والسعي لتشجيع ذوي الشهائد العليا.. وعمادة أطباء الاسنان ينبغي أن تقوم بتحسيس منظوريها بأهمية عدم التعويل على خدمات الدخلاء.. وبهذا فقط تتحسن علاقتنا بطبيب الاسنان.. وتتحسن نوعية الخدمة نحو الافضل.. والغرفة الوطنية لن تتهاون في حماية المهنة والفنيين في صنع الاسنان..حتى يخلو القطاع من مختلف الشوائب التي تحد من مردوديته ..وعندما يصبح خاليا من كل هذه الظواهر.. ستقل المشاكل مع الاطباء.. وستعود الفائدة حتما على المرضى من خلال نوعية الخدمات المقدمة لهم..كما ستعود الفائدة على الجميع بعد تطهير القطاع وسترقى المعاملات والخدمات الى المستوى الذي ينشده الكل ..
* وبنك التضامن ما شأنه هو الآخر؟
-بنك التضامن يسند القروض لأناس غير مؤهلين أصلا لتعاطي الاختصاص.. قصد الانتصاب لحسابهم الخاص.. وقد يكون بنك التضامن شارك في عملية تشجيع هؤلاء بدون قصد.. رغم المكاتيب التي نرسلها لمصالحه للتحري قبل إسناد القروض من نوعية الشهادة المقدمة لهم.
* نحن نعلم بأن علاقتكم بأطباء الأسنان تشوبها بعض الهنات.. ولكن وبدون الدفاع عن هؤلاء.. فان مقتضيات السوق وسعي هؤلاء لارضاء حرفائهم بأسعار مقبولة هو هدف معقول ايضا وفي صميم عملهم.. كما ان متطلبات السوق وقواعد المنافسة تدفعهم احيانا لان يسلكوا هذه الوجهة التي تخدم مصالحهم ومصلحة الحريف في آن واحد.. طبعا من زاوية السعر فقط.. فكيف يمكنكم اقناعهم بعكس ذلك.. بعيدا عن هذه المناشدة لعمادتهم.. كالتركيز مثلا على نوعية الخدمة المقدمة؟
الفني السامي لصنع الأسنان لا يقبل الطلبية المقدمة من قبل طبيب الأسنان.. الا متى توفرت فيها مقاييس معينة والا فانه يتم رفضها وارجاعها.. نظرا لانه ملم بمتطلبات مهنته كما ينبغي.. بينما الدخلاء يقبلونها دائما مثلما جاءتهم.. وفي النهاية يعيدون انجاز العمل عدة مرات.. ويتحملون الخسارة الناجمة عن كل هذه الاعادة بصمت.. في حين انه باستطاعة اطباء الاسنان الاستفادة من خبرتنا لأن الحريف هو الفيصل بيننا وهدفنا جميعا هو ارضاء هذا الحريف.. ومهم جدا هنا التكامل بين الطرفين لتحقيق هذه المهمة.. وحفاظا على هذه العلاقة لابد من الابتعاد عن التعامل مع الدخلاء وغير الملمين بمهنتهم وفي كل الحالات فنحن نرفض الحديث عن المنافسة عندما يتعلق الامر بصحة المواطن.
* سي نجيب.. بصراحة.. ومثلما ان خريجي التكوين المهني يعوزهم التكوين العلمي الاساسي لمزاولة المهنة.. فان عامل الخبرة عامل مهم هو الآخر.. وما يتم تداوله بكثرة هو ان خريجي الجامعة يفتقرون ايضا لهذا الجانب الذي لا تخفى اهميته على احد؟
* الفني السامي المتخرج من المنستير تنقصه الخبرة في المجال ذلك صحيح.. بينما في التكوين المهني يقضي الدارس يوما في المدرسة وباقي ايام الاسبوع في المخبر.. ويتحصل على شهادته بعد ثلاث سنوات.. على مستوى التطبيقات واحد متمرس جيدا بعمل المخبر وتقنياته.. والآخر يخرج من اسوار الجامعة فيجد نفسه تائها في السوق.. ونحن وان كنا لا نستطيع ان نقحم انفسنا في برنامج التعليم العالي في هذا الاختصاص.. الذي هو من صميم مهام وزارة التعليم العالي..
فاننا على الاقل نقترح في هذا الباب.. الزامية القيام بتربص لخريجي مدرسة الصحة بالمنستير بمخابر مختصة في القطاع قبل الحصول على شهادة ختم الدروس كأن يتم مثلا تخصيص شهرين او ثلاثة كل سنة جامعية للقيام بتربص بمخبر مختص.. وفي النهاية يتم تحصيل خبرة عام بعد اتمام الدراسة كليا.. خلافا لما يجري حاليا حيث يتحصل الطالب اولا على الشهادة ثم يبقى عامين او ثلاثة لاهثا وباحثا عن مخبر لاجراء تربص به.. وماذا سنعطي نحن ارباب المخابر لخريج جامعة قضى داخل اسوارها ثلاث او أربع سنوات.. حقيقة شتان بين التكوين النظري والتطبيقي.
* وما دام للتجربة دورها في مهنتكم.. ما بالكم تتشددون في الحكم على خريجي التكوين المهني وقد توفر لهم الحد الادنى المطلوب من هذا الجانب من جهة.. ولمساهمتكم في صياغة ووضع المناهج والتصورات للبرنامج المعتمد من قبل وزارة التربية والتكوين في تدريسهم؟
نعم شاركنا كغرفة وطنية لفنيي صنع الاسنان في وضع البرنامج المعتمد من قبل وزارة التربية بعد موافقة وزارة الصحة.. ولكننا نعترض فقط على التسمية.. تسمية الشهادة المسندة.. الا وهي تقني وهنا استغرب هذه الصفة في صنع الاسنان لانه لا يعقل ان يتساوى طالب ذو مستوى دراسي متواضع مع خريج جامعي بمجرد تكوينه لبضع سنوات بمركز تكوين مهني.. نحن نريد ان تسند لهؤلاء شهادة تؤهلهم للعمل بالمخابر كأعوان مختصين.. لا ان ينتصبوا لحسابهم الخاص وفتح مخابر خاصة بهم وهي نفس المشكلة التي نعاني منها مع بعض المدارس الخاصة ايضا.
* يبدو ان لديكم قائمة طويلة من المتدخلين في القطاع لا تلقى استحسانكم او على الاقل لا تنظرون لهم بعين الرضا؟
تلك معضلة حقيقية تؤرق مضجعنا.. فهذه المدارس الخاصة تقوم سنويا بتخريج دفعات من الشبان في صنع الاسنان.. واصبحت مشكلة اضافية للقطاع واهله.. اولا من ناحية المستوى التعليمي الذي يتم اشتراطه في الراغبين في دراسة هذا الاختصاص (الرابعة ثانوي نظام جديد والسابعة ثانوي نظام قديم دون ضرورة الحصول على الباكالوريا) عكس مدرسة الصحة بالمنستير التي لا يمكن الدراسة بها الا بعد الحصول على شهادة الباكالوريا.. وثانيا من ناحية مناهج التدريس.. وللاشارة فنحن لدينا مكاتيب لوزارة الصحة حتى يتم تأطير هذه المدارس.. واعتماد مناهج تدريس واضحة حتى لا تقع لخبطة في هذا الخصوص.. وعلى مستوى الفرق بين الفني السامي والفني الذي سيشتغل فيما بعد باحد المخابر كعون مختص لان شهادته لا تؤهله لاكثر من ذلك.. وللأسف فهذه المدارس تقوم سنويا بترسيم مئات الشبان ويحصلون منهم على اموال طائلة في حين ان القانون المنظم للقطاع لا يسمح لهم بالانتصاب فيما بعد لحسابهم الخاص ونود ان يتوقف هذا التيار ويجد هذا الاشكال طريقة نحو الحلحلة حتى لا يقع تغليط هؤلاء وتدمير مستقبلهم.
* هذا فيما يخص التكوين والمناهج التكوينية.. ماذا عن التقنيات الجديدة في الميدان.. من الواضع انه ينتظركم عمل كبير في هذا الاتجاه.. فما الذي قمتم به لحد الان في هذا الخصوص؟
كلما كانت هناك تقنيات جديدة في المهنة.. نتفق مع المزودين لهذه الآلات الجديدة بالتكفل بجلب مكون لتأهيل الزملاء في هذه التقنية الجديدة وتلقينهم اسرارها.. ونقوم كذلك وبالاشتراك مع المدرسة العليا للصحة كل عامين بتنظيم يوم في اختصاص صنع الاسنان.. يلتقي فيه الفنيون بالطلبة المزاولين لهذا الاختصاص على مقاعد الجامعة سواء الذين هم على مشارف التخرج او الجدد منهم حتى يتم الاندماج بين الجميع.
* لدينا قائمة طويلة من المؤاخذات حول بعض الممارسات التي تعودنا حصولها في القطاع.. وخاصة حول تضارب الاسعار ورداءة الخدمات المقدمة وعدم تأهيل البعض من المهنيين احيانا.. ولكن يبدو ايضا ان قائمة حججكم لا غبار عليها وعلى درجة محترمة من المنطقية.. ولكن هل ان الافتقار للتكوين الاكاديمي الجامعي هو السبب الوحيد وراء كل هذه الاشياء؟
مستوى الخدمات يقاس بأصناف المخابر.. واذا تأملنا وضع هذه المخابر ببلادنا نفهم لماذا تحصل مثل هذه الاشياء.. حيث توجد فئة من المخابر بعثها فنيون سامون من خريجي المدرسة الوطنية للصحة بالمنستير.. وصنف اخر من المخابر يديره خريجو التكوين المهني بالعمران.. كما يوجد صنف ثالث من المخابر يمنعها القانون وهي تلك المنتصبة داخل عيادات اطباء الاسنان انفسهم.. ومخابر اخرى تمثل وجها آخر من اوجه غياب التنسيق بين وزارتي المالية والصحة وهي تلك المتعلقة بأناس وصلوا الي حد تدليس الشهائد لفتح مخابر خاصة بهم.. وقد قمنا بالتبليغ عن حالتين من هذا القبيل.. كل هذا اضافة لانتصاب المخابر الخاضعة لنظام ديواني خاص بالمؤسسات المصدرة كليا.. قلت هذه المخابر تنتصب لحسابها الخاص في السوق المحلية وبالتالي صارت منافسا جديدا واضافيا لنا.. وقد تم ضبط مطويات تحمل معطيات حول الاسعار والأنواع توزع مؤخرا بالعاصمة في اطار عمليات اشهارية لهذه المخابر رغم انها منتصبة ببنزرت وقد قدمنا شكاية لوزارة الصحة حولها ولم تكتمل التحريات بعد.. علما وانها لا تخضع للقوانين التونسية اطلاقا.
* وكيف ترى المستقبل في ظل كل هذه المعطيات؟
المستقبل غير واضح.. في انتظار البرامج الخاصة بالصندوق الوطني للتأمين على المرض في قادم الايام.. خاصة في ظل عدم انتمائنا له الذي سيترك نقطة استفهام كبرى حول الغد سواء في طريقة التعامل مع الصندوق الوطني او غيرها ونحن نتفاءل خيرا بهذا المستقبل ونتمنى ان يكون كذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.