تحولت غرف عدد من النقابيين ليلة أول أمس الى قاعات للاجتماعات المغلقة ناقش فيها المترشحون وغير المترشحين لانتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد عدة مشاغل وصفها الشغالون « بالحيوية « من بينها مستقبل المنظمة ومسالة القائمة الوفاقية والتحالفات في حال عدم التوصل الى اتفاق حول قائمة موحدة بالاضافة الى حظوظ المراة في اول مؤتمر للاتحاد بعد الثورة. ولئن كانت جهود المترشحين واضحة للدعاية لأنفسهم فان انصارهم يشاركونهم التحركات من خلال دعم اسم مرشحهم والسعي إلى جعله متداولا بين المؤتمرين وتغذية النقاش حوله وهو ما مثل شكلا من اشكال الديمقراطية بين نقابيي مؤتمر طبرقة. وفي هذا الاطار يقول الكاتب العام لجامعة البريد والاتصالات والمترشح لانتخابات المكتب التنفيذي منجي بن مبارك انه « لا يرى مانعا من وجود قائمة وفاقية قد تحمي الاتحاد من خطر التصدع ما بعد مؤتمر طبرقة شرط ان تناقش القائمة على أسس موضوعية وان يقع التوافق حولها من قبل مكونات الساحة النقابية من المغادرين وبقايا المكتب التنفيذي والقطاعات والجهات والنقابيين من خارج الهياكل وابناء المنظمة.» واضاف بن مبارك « انه في حال عدم التوافق حول قائمة مغلقة ( 13) فانه لا بد من التوافق حول نواة صلبة قادرة على صناعة التوافق للخروج بالمنظمة الى بر الامان».
التحالفات
اما في ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية فقد اعتبر المتحدث « ان التحالفات الحالية هي تحالفات ظرفية تهدف أساسا الى القطع مع اخطاء الماضي وتأسيس مرحلة نقابية جديدة بعيدة عن تجاذبات الجهوية والقطاعية قصد الخروج من منطق المحاصصة وتغليب المصلحة النقابية الجماعية خدمة للعمال والاتحاد».
المرأة النقابية
ومن جهة اخرى علمت «الصباح» من مصادر نقابية مطلعة ان القائمة الوفاقية لا تضم أي وجه نسائي وهو ما يعني تقلص حظوظ المرأة في الوصول إلى المكتب التنفيذي لأول مرة رغم تأكيد التقرير العام للاتحاد العام التونسي للشغل على ضرورة تواجدها ضمن القرار النقابي وهو امر كثيرا ما نادت به المرأة النقابية. وقد دعت المنظمة الشغيلة إلى ان تكون المرأة جزءا من الحراك الاجتماعي والسياسي وقد تبنى الاتحاد ودعا الى « المناصفة» في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وكان من بين منظمات المجتمع المدني المتحمسة للأمر أثناء أشغال الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة. وقد أكدت المترشحة لعضوية المكتب التنفيذي نجوى مخلوف ومنسقة المرأة العاملة « ان المؤتمر الوطني لاتحاد الشغل سيكون محطة لدعم تواجد المرأة في الوسط النقابي واضافت «انّ تواجد المرأة في المحطات النقابية المقبلة سيكون إحدى خطوات المسار الانتقالي الذي تعيشه البلاد خاصة بعد ما أفرزته قاعدة التناصف التي تم إقرارها في انتخابات23 أكتوبر2011 للمجلس الوطني التأسيسي من تمثيلية نسائية بلغت نسبة24 بالمائة بمعدل 49 إمرأة من مجموع217 نائبا في «التأسيسي».
... عنصر الشباب
وفي ما يتعلق بالشباب العامل والذي يبدو واضحا ان حظوظه هي الاخرى بدات تتلاشى بالرغم من كونه يمثل قوة انتخابية بنحو 15 شابا وهو عدد يفوق الكثير من مؤتمري بعض القطاعات والجهات، ويقول المنسق الوطني للشباب العامل مروان الشريف ان معدل اعمار المترشحين لانتخابات المكتب التنفيذي يفوق 50 سنة. واضاف الشريف «ان العوائق الحقيقية التي من شانها ان تحول دون التحاق عنصري الشباب والمراة بالمكتب التنفيذي تعود اساسا الى مسالة النظام الداخلي الذي بات من الضروري اليوم تغيير ملامحه حتى يمكننا من الالتحاق بالمكتب التنفيذي على غرار بقية الاتحادات العالمية التي يكون فيها تواجد عنصري المراة والشباب تواجدا اليا».