دعت جمعيات بيئية أمس في وقفة احتجاجية أمام مقر سفارة قطر الحكومة الجديدة ومكونات المجتمع المدني الى وقف ما أسمته ب"انتهاك أثرياء الخليج" للثروة الحيوانية النادرة واحترام القانون التونسي والاتفاقيات الدولية في ما يتعلق بصيد طائر الحبارى وغزال الريم في الصحراء التونسية. وندد المحتجون باستمرار أمراء وأثرياء الخليج بصيد طائر الحبارى والغزال النادرين والمهددين بالانقراض وطالبوا بضرورة المحافظة على الموروث البيئي في المناطق الصحراوية وحمّل المحتجون المسؤولية الى النظام السابق الذي منح رخص الصيد للأمراء واثرياء الخليج لغايات سياسية ومصالح ضيقة.
انتهاك للقانون والاتفاقيات الدولية
وأكد فوزي بلحاج رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات الصيادين والجمعيات المختصة في الصيد ان الوقفة الاحتجاجية تأتي في إطار وقف الانتهاكات التي تشهدها الصحراء التونسية ومواصلة الصيد الجائر للثروة الحيوانية في بلادنا وكذلك لإيصال صوت الجمعيات البيئية للمسؤولين الجدد لحماية الثروة الحيوانية من عمليات انتهاك القانون في مجال الصيد وكشف ان القوانين التونسية والدولية تحظر اصطياد هذه الانواع باعتبارها مهددة بالانقراض. ولاحظ فوزي بالحاج من خلال عمليات استطلاع واستكشاف في الجنوب التونسي تواجد أمراء وشخصيات خليجية في منطقة "المخروقة" التي تبعد حوالي 178 كم عن ولاية تطاوين حيث تم نصب حوالي 35 خيمة تتوفر فيها كل مقومات الرفاهة ويستعملون سيارات رباعية الدفع مجهزة بأحدث التقنيات ويستخدمون أحدث أدوات الصيد.
عملية إبادة
ومن جهته اعتبر عبد المجيد دبار ناشط في المجال البيئي والخبير في الطيور البرية ان عمليات الصيد هي ابادة مستديمة لطائر الحبارى وغزال الريم في الجنوب التونسي مؤكدا ان الوقفة الاحتجاجية ليست لها خلفية سياسية والغاية منها تطبيق القانون على المقيم وغير المقيم. وأشار ان الجمعيات البيئية راسلت العديد من الوزارات ورئاسة الجمهورية والمجلس التأسيسي في هذا المجال واستنكرت وجود مخيمات خليجية للصيد المحظور في الجنوب التونسي إضافة الى تواجد شخصيات خليجية في منطقة "المخروقة" وهو ما يعتبر انتهاكا للقانون والاتفاقيات الدولية باعتبار انها منطقة صيد محظورة. وأوضح عبد الجبار بوخريص أمين مال "جمعية أحباء الطيور" ان الثروة الحيوانية في الجنوب في خطر وانتهاك القانون في هذا المجال يهدد هذه الانواع من الفصائل مشيرا الى ان أعداد طائر الحبارى تقلص منذ سنة 1979 الى حدّ الان من 1300 طائر الى 100 طائر بسبب عمليات الصيد غير الشرعي خاصة مع تردد أثرياء الخليج على الصحراء التونسية سنويا!! كما استنكر محدثنا الممارسات والتجاوزات في هذا المجال وانتهاك القانون معتبرا أنها مسّ من كرامة التونسي وإهانة وتعدّ صارخ على التراب التونسي والثروة الحيوانية ببلادنا.